المراجع العراقية من مكة : الصراع سياسي وليس طائفيا
حرمة الدماء وإطلاق المعتقلين وإنهاء الاحتلال

صلح مكة: مطالبة بالتنفيذ وطالباني يهاجم الضاري

نواب شيعة وسنة يدعون الى تغيير حكومة المالكي

واشنطن: تقسيم العراق مدخل للنفوذ الخارجي

أسامة مهدي من لندن : وقع علماء دين شيعة وسنة في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية الليلة وثيقة عهد لوقف العنف الطائفي تحرم قتل الابرياء ودهم المساجد وقتل المصلين، حظيت بترحيب موافقة مراجع الشيعة والسنة وفي مقدمتهم ايات الله السيد علي السيستاني والشيخ محمد اليعقوبي والشيخ بشير النجفي والشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين السنية الذين اكدوا ان الصراع في العراق ليس طائفيا وانما سياسي.وتتضمن quot;وثيقة مكة المكرمةquot; التي وقعت في جوار بيت الله الحرام عشرة بنود شاملة لكل عناصر الفتنة في العراق وتركز على نبذ العنف وتحريم قتل الأبرياء وتحريمدهم المساجد وقتل المصلين والدعوة إلى الوحدة والتكاتف والعمل على إنهاء الاحتلال الأميركي للعراق .

وتدعو الوثيقة العراقيين للعمل من اجل ان يكونوا أمة واحدة متعايشة متحابة إضافة الى نبذ الطائفية وكذلك تحرم التحريض والدعوة الى القتل بكل أشكالها المباشرة وغير المباشرة. وتشدد الوثيقة على بذل جميع الجهود من اجل ايقاف نزيف الدم الذي يشهده العراق ومنع التحريض والدعوة لكل ما يوصل الى ذلك. وتم اجتماع العلماء والمرجعيات العراقية الشيعية السنية في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام وبدأ بعد صلاة التراويح حيث ألقى بعدها الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي كلمة تليت بعدها قراءة وثيقة مكة المكرمة والتوقيع عليها من المشاركين في قاعة تطل على الكعبة المشرفة كما تليت رسائل عدة تلقتها المنظمة للتأييد والمباركة من مرجعيات دينية عراقية من السنة والشيعة .

كلمة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وبنود الوثيقة

وفي كلمة له قال الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين اوغلو ان هذا اليوم مشهود ومبارك توصلتفيه ثلة من رجال الدين الشيعة والسنة إلى وقف نزيف الدماء ووأد الفتنة وصد رياح المحنة التي ابتلى بها العراقيون . وشكر الله على نجاح مسعاها في هذا المجال للمساهمة بجهد في مواجهة تيار الفتنة في العراق قبل ان يستفحل من خلال عمل خالص لوقف الصدام الطائفي واقتلاع جذوره . واضاف ان الوثيقة قد حظيت برضى كبار المرجعيات الشيعية والسنية ورجال السياسة في العراق لتكون وثيقة اعلان بالموقف الشرعي لما يجري في العراق من اثام وكبائر ..ودعا العلماء والمرجعيات في العالم إلى توضيح اهدافها في المساجد والحسينيات وفي اجهزة الاعلام لضمان إشهارها ووصولها الى الجميع والحث على الالتزام بها .

العاهل السعودي استقبل عناصر من وفد المصالحة العراقية
ثم تلى اوغلو نص وثيقة quot;مكة المكرمة التي تضمنت عشرة بنود ووقعها 29 رجل دين شيعيا وسنيا عراقيا والتي تشير في المقدمة منها إلى انه بناء على ما آلت اليه الأوضاع في العراق وإهدار الدم وتدمير الممتلكات بدعاوى الاسلام وهو براء من ذلك فإن علماء الشيعة والسنة يقررون ما يلي :

1 . المسلم من شهد ان لااله الا الله محمد رسول الله وهو بهذا يعصم نفسه وعرضه وممتلكاته ويدخل في هذا جميع السنة والشيعة ولايجوز شرعا لمن ينتمون الى المذهبين إهدار دم أي ممن ينتمون اليهما او ادانة مذهب بسبب جرائم نفر منه .
2 . دماء المسلمين واعراضهم واملاكهم عليهم حرام ولايجوز الاعتداء او الترويح او ارغام أي احد على ترك سكناه او اختطافه او بسبب عقيدته ومذهبه ومن يخالف ذلك برأت منه الامة ومراجعها ومذاهبها .
3 . ضمان حرية العبادة في المساجد والحسينيات ومعابد بقية الاديان ولايجوز الاعتداء عليها او اتخاذها مقرات للاعتداء ومراكز للعدوان ويجب اعادة ما اغتصب منها الى اصحابها .
4 . ان الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية تدخل ضمن الفساد في الارض الذي يحرمه الله وليس اعتناق أي مذهب مسوغ للعدوان ويجب معاقبة المخالفين .
5 . يجب الابتعاد عن الحساسيات واثارة النعرات الطائفية والمناطقية لان ذلك فسوق وظلم .
6 . التمسك بالوحدة والتلاحم ومواجهة كل محاولات تمزيق وحدة العراقيين ويجب على العراقيين الاحتراز من محاولات شق صفوفهم .
7 . المسلمون من الشيعة والسنة عون للمظلوم على الظالم ويجب العمل على إنهاء المظالم بإطلاق سراح الرهائن والمختطفين وإرجاع المهجرين الى مناطقهم ومساكنهم الاصلية .
8 . تذكير الحكومة بواجب العمل على الحفاظ على حياة العراقيين والحفاظ على ارواحهم واعراضهم وممتلكاتهم واقامة العدل بينهم واطلاق سراح المعتقلين الابرياء وتقديم مرتكبي الجرائم الى المحاكم لينالوا جزاءهم .
9 . يؤيد العلماء من الشيعة والسنة تحقيق المصالحة الشاملة في العراق .
10 . المسلمون السنة والشيعة يقفون صفا واحدا من اجل المحافظة على استقلال العراق ووحدة وسلامة أراضيه وبناء قدراته العسكرية والسياسية والاقتصادية والعمل على إنهاء الاحتلال .

مراجع السنة والشيعة يؤيدون

في ضيافة خادم الحرمين الشريفين
ثم تقدم ووقع على الوثيقة 29 رجل دين شيعيًا وسنيًا بشهادة الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكرم اوغلو ومحمد الحبيب الخوجة امين عام مجمع الفقه الاسلامي واية الله محمد علي التبخيري عضو مجمع الفقه ومحمد سليم العوا مستشار الامين العام . ثم تليت كلمات تأييد ومباركة مراجع الشيعة اية الله السيد علي السيستاني واية الله الشيخ محمد اليعقوبي واية الله بشير النجفي واية الله محمد مهدي الاصفي ورئيس هيئة علماء المسلمين السنية في العراق الشيخ حارث الضاري اضافة الى رجل الدين السني عبد الكريم زيدان .

وقال المرجع السيستاني انه يرحب بالوثيقة ويدعو الجميع الى التزام بها . وشدد على انه ليس هناك صراع بين الشيعة والسنة وانما ازمة سياسية تتطلب قرارا واضحا من الفرقاء السياسيين لاحترام الدم العراقي أيا كان والتخفيف من صور العنف والتفجيرات ليعيش ابناء العراق في امن واستقرار على اسس من العدل والقسطاس .

اما الشيخ اليعقوبي فقال في رسالته انه يلزم جميع العراقيين بالعمل ببنود الوثيقة ولايجب على احد ان يخرقها . ودعا جميع حملة السلاح عدا منتسبي الاجهزة الامنية الرسمية الى إلقاء السلاح منذ الليلة . وشدد على ان العنف في العراق ليس طائفيا وانما سياسي لان الشيعة والسنة متآخون من قرون واشار الى ان العنف سياسي يتحمل وزره السياسيون .

كما اكد المرجع النجفي ايضا ان الصراع سياسي وليس طائفيا تسهم فيه جهات اجنبية . وعبر اية الله الاصفي عن الامل في ان يكون للوثيقة دور في إخماد الفتنة الطائفية في العراق . اما رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري فقال انه يؤيد رغم بعض التحفظات هذه الوثيقة الساعية إلى وقف إهدار الدماء والاعتداء على الاعراض والممتلكات والتي اكد انها ليست من افعال العراقيين وانما من جهات خارجية لها مصلحة في ذلك . وشدد على ان هيئة علماء المسلمين ستلتزم ببنود الوثيقة وتعمل على تطبيقها .

تصريح بحر العلوم لإيلاف

ولي العهد و نائب الرئيس العراقي
ومن جهتهأدلى رجل الدين والشخصية السياسية الشيعية عضو مجلس الحكم السابق السيد حمد بحر العلوم بتصريح صحافي الى quot;إيلافquot; الليلة قال فيه :

بسمه تعالى
تصريح صحافي
امال العراقيين معقودة على دور المملكة العربية السعودية في تفعيل ميثاق مكة المكرمة
عشية انعقاد لقاء كبار علماء الشيعة والسنة في العراق في مكة المكرمة مساء هذا اليوم 28 رمضان 1427 20 اكتوبر/ تشرين الاول 2006 لتوقيع ميثاق مكة المكرمة لتحريم الاقتتال الطائفي وحقن الدم العراقي النازف بدعوة من الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي ndash; البرفسور اكمل الدين احسان اوغلو وتحت مظلة مجمع الفقه الاسلامي الدولي التابع للمنظمة صرح سماحة الدكتور السيد محمد بحر العلوم رئيس وعضو مجلس الحكم الانتقالي السابق في العراق بهذه المناسبة وفي ما يلي نص التصريح:

((ان العراق يمر في منعطف لعله من اخطر المنعطفات في تاريخه المعاصر ونعتقد ان جهود علماء الدين العراقيين سيكون لها الاثر الايجابي في ايقاف دوامة العنف واشار سماحته إلى ان المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين يمكن ان تلعب دورا اساسيا في الحد من المكاره التي تهدد العراق وما لهذا التهديد من تداعيات على عموم المنطقة وان المملكة كانت دائما السباقة والرائدة في صد العواصف التي تهدد العرب والمسلمين لما تتمتع به من قيادة حكيمة وثقل كبير على الساحة العربية والاسلامية وان بلدنا الذي تخلص من ابشع نظام ديكتاتوري يأمل في بناء علاقات طيبة ومتوازنة مع العالم يتطلع الى محيطه العربي الذي تمثل فيه المملكة محورا اساسيا في ان يضطلع بدوره المؤثر من اجل احتواء العنف الذي يحصد ارواح العراقيين. ان الامال معقودة على إسهام المملكة في اعادة اللحمة الوطنية العراقية والوقوف الى جانب العراق باعتبارها الحاضنة العربية والاسلامية وان هذه المهمة تقع في صلب مسؤولياتها التاريخية. كما وان الاسهامات الاخرى التي تمثلت بدور المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة المؤتمر الاسلامي وبقيادة امينها العام البرفسور اكمل الدين احسان اوغلو لها الاثر الكبير في إطفاء نار الفتنة التي تلتهب في العراق، سوف تشد من عضد العراقيين المخلصين على اختلاف اطيافهم بالتصدي والعمل على كبح جماح هذه الظاهرة الشاذة التي تمثلت بانتشار الارهاب والياته وعدم السماح بمس وحدة العراق الوطنية.

واشاد السيد بحر العلوم الذي يشارك في اعمال المؤتمر بدور المرجعية الدينية في النجف وفي مقدمتهم سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني حيث تمثل السد المنيع بوجه كافة المحاولات البغيضة الرامية الى تفتيت ابناء البلد الواحد على اسس طائفية وعرقية واكد سماحته ان العراق لايمكن له النهوض والتخلص من التهديدات المحيطة به من دون توافق جهود ابنائه مجتمعين لامتفرقين ومن دون الاخوة العربية والاسلامية التي تتطلب من الجميع وقفة شجاعة الى جانب الرافضين لتقسيم العراق على اساس طائفي او عرقي. واثنى السيد بحر العلوم على دور الحكومة العراقية المنتخبة وجهود دولة رئيس الوزراء السيد المالكي على اعادة النسيج العراقي الى وضعه الطبيعي على اسس وطنية خالصة وسارع الى اتخاذ جملة من الاجراءات لاسيما مشروع المصالحة الوطنية من خلال الدور الذي بدأته عشائرنا في الرمادي والموصل وسامراء من ملاحقة الارهابيين. وادان سماحته الاعمال الارهابية التي تمارسها الشبكات الظلامية من خلال القتل العشوائي للابرياء لذا نناشد الحكومات العربية والاسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لكونها استحقاقا خيرا للاواصر التاريخية الراسخة المساندة والمؤازة للجهود الرامية إلى توحيد الصف العراقي ودعم العراق حكومة وشعبا في مواجهة الارهاب.))

مكة المكرمة 28 رمضان المبارك 1427 ndash;
20 تشرين الاول/اكتوبر 2006

الاجتماعات التمهيدية
وقد ترأس اوغلو يومي السابع والثامن من الشهر الحالي الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر التي عقدت في مقر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في مدينة جدة السعودية بهدف إعداد وثيقة بشأن المصالحة بين العراقيين السنة والشيعة. وقال أوغلي في كلمة له خلال الاجتماعات إن المبادرة تهدف إلى وضع حد للفتنة بين مسلمي العراق من خلال quot;الطلب إلى رجال الدين والمراجع العليا في العراق، القيام بالفرض الواجب عليهم لوقف نزيف الدم في بلدهم، بتأكيد حرمة الدم المسلم استناداً إلى أحكام القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والمبادئ الإسلامية السمحاء.quot;

وقالت منظمة المؤتمر الاسلامي quot;ان هذه المبادرة تقتصر على جانب النزاع الطائفي لإخماد جمرته باعتبار ان هذا النزاع بما ينطوي عليه من خلفيات دينية يكون عادة اكثر انواع النزاعات دموية وعنفاquot;. واضافت في بيان لها quot;ان الامر لا يتعلق بمبادرة للمصالحة بين العراقيين بل يتعلق الامر بوقف الاقتتال المذهبي بين العراقيينquot;. وقالت ان quot;المبادرة ليست مؤتمرا ولا ندوة ولا نقاش فيها ولا جدال ولا مفاوضات فمداها الموضوعي يهدف الى وقف الاقتتال المذهبي وخلفيتها الدينية مؤسسة على نظرة اسلامية موحدة .