أسامة مهدي من لندن : اندلعت اشتباكات مسلحة بمدينة الصدر في بغداد ظهر اليوم اثر مداهمة قوات اميركية وعراقية لعدد من مساجدها بحثا عن مطلوبين فيما دعا خطيب جمعة كربلاء الى وقف المعارك الدائرة في مناطق من البلاد مطالبا باستخدام لغة الحوار والتفاهم بدلا من اللجوء الى الهجمات العسكرية التي اثبتت فشلها سابقا وزادت الأمور تفاقما كما اشار.

فقد قامت القوات الاميركية والعراقية بمداهمة العديد من مساجد وحسينيات مدينة الصدر معقل انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعد صلاة الجمعة بحثا عن quot;ابو درعquot; قائد اخطر فرق الموت في العاصمة وعن جندي اميركي من اصل عراقي اختطف قبل ثلاثة ايام ويعتقد انه محتجز هناك . وقد حاصرت هذه القوات المشتركة المدعومة بغطاء جوي قطاعات 35 و70 و71 و74 و 75 من المدينة التي يسكنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة عقب صلاة الجمعة مما ادى الى اندلاع إشتباكات بين تلك القوات وعناصر جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر في المدينة .

وتاتي هذه التطورات بعد يومين من شن العراقية الاميركية تدعمها طائرات الهليكوبتر هجوما على مليشيات في المدينة الواقعة شرق بغداد. واشارت مصادر عراقية الى ان quot;ابو درعquot; قد نجا من الهجوم الذي شهدته مدينة الصدر الاربعاء بعد ان تمكن من الهرب لكن ابنا له قتل واخر قطعت ساقه فيما لقي مصرعه مساعدان له خلال الغارات التي شنتها الطائرات الاميركية على دور كانت تاويهم .

وقال الجيش الاميركي حول ذلك الهجوم ان القوات العراقية والاميركية تعرضت لاطلاق النار واجبرت على استدعاء القوات الجوية لحمايتها فيما قال الموالون للصدر ان اربعة مدنيين قتلوا واصيب 18 اخرون. وقال الجيش الاميركي في بيان له quot; شنت القوات العراقية الخاصة يدعمها مستشارون من قوات التحالف غارة بعد الحصول على موافقة الحكومة العراقية على مدينة الصدرquot; بهدف القبض على قائد جماعة مسلحة غير قانونية يدير نشاطات واسعة لاحدى فرق الموت . واضاف البيان خلال الغارة تعرضت القوات العراقية لاطلاق النار واضطرت الى الدفاع عن نفسها. وطلبت دعم طائرات التحالف التي استخدمت الذخيرة الدقيقة للتخلص من تهديد العدو . واشار فلاح شنشل رئيس كتلة تيار الصدر في مجلس النواب الى ان اربعة مدنيين قتلوا واصيب 18 في الاشتباك.

وفي بيان عسكري اميركي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم حول المعارك الدائرة منذ امس في محافظة ديالى بين قوات الشرطة ومسلحين اعلنوا امارة اسلامية في مناطق منها
ان قوة من الشرطة العراقية تتخذ من قاعدة بعقوبة مقراً لها الى هجوم من قبل عدد غير معروف من القوى المعادية للعراقيين بالقرب من خان بني سعد في محافظة ديالى .
وقد ردت قوات الشرطة على النيران في قتال عنيف من منزل الى منزل . وقد تم تحويل جزء من قوة مهام البرق التابعة الى الفريق القتالي الثالث من احدى المهام لتقوم باسناد قوات الشرطة العراقية التي كانت مشتبكة مع العدو .
واضاف البيان ان القوة كانت تضم عناصر من القوات الارضية والجوية وقد اشتبكت مع القوى المعادية لحظة وصولها الى مكان العملية بالنيران المباشرة وتمكنت من قتل 18 عنصر من القوى المعادية للعراقيين وجرح ثمانية والاستيلاء على اسلحة العدو وذخيرته. واشار الى انه قتل اثناء العملية احد المدنيين العراقيين بالاضافة الى 24 عنصر من الشرطة وجرح سبعة تم نقلهم الى قاعدة حصان الحرب العسكرية للحصول على العلاج الطبي فيما لم تتعرض قوات التحالف الى اية خسائر اثناء الهجوم .

وعلى ذات الصعيد طالب إمام جمعة كربلاء ووكيل المرجع الشيعى آية الله العظمى علي السيستاني فى خطبة الجمعة اليوم الحكومة العراقية بالتدخل السريع لوقف عمليات القتل والتهجير التي تحدث في مدينتي بعقوبة وبلد كما طالب القوات الاحتلال بعدم اقتحام مدينة الصدر.
وقال الشيخ عبدالمهدى الكربلائي أمام آلاف المصلين في الصحن الحسيني في صلاة الجمعة اليوم إن الإرهابيين يعيثون فسادا وقتلا وتهجيرا في مدينتي بعقوبة وبلد التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء . وأوضح أن ما حدث قي بعقوبة وعدم اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد التكفيريين تسبب فى نقل القتال والتهجير إلى مدينة بلد التي استهدفها البعثيون والتكفيريون وقاموا بقصف المدينة بالهاونات ومنعوا وصول المؤن الى العوائل ويهددونهم بالتهجير القسري.
ودعا الكربلائي الحكومة العراقية ووزارتي الداخلية والدفاع إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة ضد الإرهابيين الذين يريدون جر البلاد الى حرب اهلية واعطاء صورة على أن الحكومة العراقية المنتخبة فشلت في توفير الأمن الى مواطنيها. وطالب باستخدام لغة الحوار والتفاهم بدلا من اللجوء الى الهجمات العسكرية التي اثبتت فشلها سابقا بل زادت الأمور تفاقما.