سمية درويش من غزة : شكل الصراع الدائر بين حركتي حماس وفتح منذ أشهر طويلة ، أرضا خصبة لقوى وجماعات أشبه بعصابات المافيا لممارسة عمليات الخطف بالساحة الفلسطينية ، حيث بات الخطر يتهدد كل الفلسطينيين في ظل انشغال حماس وفتح بالمناكفات السياسية وجولات الاقتتال الدامية ، بعيدا عن هموم ووجع المواطنين.
ورغم أن عمليات الخطف كانت مسبقا تنفذ ضد الرعايا الأجانب بمن فيهم الصحافيين الوافدين لتغطية الأحداث الساخنة بالأراضي الفلسطينية ، إلا أن العدوى قد انتقلت بسرعة البرق للفلسطينيين ، حيث من السهل جدا اختطاف أي من الأشخاص في ظل عدم وجود انتشار شرطي بالمدن ، ورادع قد يثني الخاطفين عن عملياتهم التي أصبحت كتجارة رابحة.
وقد عثرت قوات الأمن الفلسطينية اليوم على مواطن ومواطنة كانا قد اختطفا في حادثين منفصلين بقطاع غزة ، حيث بدت أثار التعذيب والضرب واضحة على جسد احدهما.


وعقب كل محاولة اختطاف تخرج الجهات الشرطية المسؤولة ببيان او تصريح مقتضب بان أجهزتها تواصل البحث لمعرفة الجهة الخاطفة ، وحين يتم إطلاق سراح الرهينة تختفي تلك التصريحات خشية من إحراجها أمام عدسات المصورين حول الجهة التي تقف وراء عمليات الخطف.
وجلبت عمليات الخطف أثارا سلبية كبيرة للمجتمع الفلسطيني الذي يفقد المعونات والمساعدات حيث اضطرت وكالة غوث وتشغيل للاجئين quot;الاونرواquot; إلى إخراج كافة موظفيها الأجانب من القطاع بعد عدة عمليات خطف ، وذلك خشية على حياة موظفيها ، في حين امتنعت العديد من منظمات الإغاثة والصحافية إلى إيفاد مساعداتها للأراضي الفلسطينية بسبب تعرض موظفيها وعامليها لعمليات خطف سابقة.
وبعدما انتقل الصراع بين العائلات الفلسطينية اثر فقدان القانون سلطته ، أصبحت العائلات تمارس عمليات الخطف والقتل بشكل يومي ، حيث أقدم مسلحون من عائلتي ابو كوارع والغلبان في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم على تبادل اختطاف أفراد من العائلتين على خلفية صراعات بينهما.
وتشهد تلك المدينة الجنوبية حالة انفلات امني كبير بين العائلات الفلسطينية ، فقد قتل خلال اليومين الماضيين في المدينة مواطنان برصاص مسلحين مجهولين .