أسامة مهدي من لندن: في وقت اغتال مسلحون اليوم ثلاث شخصيات علمية ودينية اكد الرئيس العراقي جلال طالباني عدم وجود حرب اهلية في بلاده متهما جماعات متطرفة بتنفيذ اعمال قتل لخلق فتنة طائفية .

فقد قتل في بغداد اليوم رئيس محكمة جنايات قاطع الكرخ الغربي من بغداد اثر انفجار عبوة ناسفة لدى مروره بسيارته على جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء مركز الحكومة العراقية ومعظم السفارات الاجنبية .. فيما أصيب شقيق زوجته بجروح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى.

كما اغتال مسلحون مجهولون اليوم عميد كلية الادارة والاقتصاد في جامعة بغداد الدكتور ياسر محمد الذهبي وزوجته وهي استاذة في الجامعة نفسها واطفالهما الثلاثة في شارع المغرب بحي الاعظمية شمال بغداد .

وقد استنكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بشدة الحادث quot;الإجرامي الغادرquot; الذي أودى بحياة الذهبي .

وقال البيان quot;وفي الوقت الذي تعرب فيه الوزارة عن بالغ حزنها وأساها لفقدان كفاءة علمية عراقية أخرى فانها تطالب الجهات الأمنية بقوة أن تأخذ دورها الواجب والمطلوب في تأمين الحماية اللازمة للمؤسسات العلمية والأكاديمية وأن لا تقف مكتوفة الأيدي أمام المخطط الظلامي الذي يستهدف النخبة العلمية العراقيةquot;. ودعا البيان quot;القوى الخيرة في المجتمع لأن توحد كلمتها وتفعل ما بوسعها للحفاظ على ثروة العراق من الكفاءات العلمية والأكاديمية ضمانة حاضر البلاد ومستقبلهاquot;.

وقتل خلال السنوات الثلاث الماضية اكثر من مائة استاذ جامعي مما ارغم المئات منهم الى مغادرة العراق مع عائلاتهم وخاصة الى سوريا والاردن . وقد اغتال مسلحون الاثنين الماضي الدكتور عصام الراوي رئيس رابطة المدرسين الجامعيين العراقيين وعضو هيئة علماء المسلمين السنية .

وقتل في مدينة الحلة مركز محافظة (بابل) التي تبعد 100 كم جنوب بغدادعضو الحزب الاسلامي المستشار القانوني في هيئة الوقف السني وابنته في المدينة .

وقال مصدر امني انquot; المسلحين اقتحموا منزل الموسوي في حي المهندسين وسط المدينة وفتحوا نيران اسلحتهم الرشاشة عليه وعلى ابنته واردوهما قتيلين في الحال ثم لاذوا بالفرار من دون معرفة هوياتهم.

ومن جهته نفى نفى الرئيس العراقي جلال طالباني وجود حرب اهلية في العراق مشيرا الى ان اعمال القتل التي تحدث تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة من اجل خلق فتنة بين ابناء الشعب العراقي .

واضاف طالباني خلال محاضرة نظمها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس اليوم ان العراقيين متفقون على منع سفك الدماء حيث تمثل ذلك من خلال توقيع رجال الدين الشيعة والسنة لوثيقة مكة التي تحرم سفك الدماء بين العراقيين . واضاف ان الحكومة العراقية تطمح إلى دمج المليشيات في القوات المسلحة ونزع اسلحتها موضحا ان هذه العملية تتحقق من خلال الديمقراطية . لكنه قال ان الديمقراطية في العراق تتعرض الى هجوم من قبل الذين يحاولون عرقلة هذه المسيرة . واوضح ان وجود القوات الامريكية في العراق كان بطلب من الحكومة وبتأييد من فرنسا وكل اعضاء مجلس الامن الدولي .

وكان طالباني وصل الى باريس امس في زيارة رسمية تستغرق اربعة ايام حيث سيلتقي اليوم الرئيس الفرنسي جاك شيراك .