طهران: اشاد الايرانيون سواء ممن شاركوا في الحرب الايرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات، او من المسؤولين الكبار، بحكم الاعدام الذي اصدرته محكمة عراقية اليوم الاحد بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولم يعد يقلق الايرانيين الان سوى ان اعدام صدام شنقا لا يكفي لعقاب الرجل الذي تمقته الجمهورية الاسلامية، وان موته قد يحول دون تحقيق العدالة للايرانيين من quot;الجرائمquot; التي ارتكبها ضدهم.

وقال عباس افشار سائق سيارة اجرة (46 عاما) quot;يجب ان يجعلوه (صدام) يعاني (...) يجب ان يبصق عليه الجميعquot;. واوضح افشار، الذي يقول انه خسر عشرات من رفاقه في الحرب مع العراق، quot;يجب ان يدفع لنا العراقيون التعويضات على الاضرار. يجب الا تسمح لهم حكومتنا بالافلات بفعلتهمquot;. اما علي ناصر (60 عاما) الذي شارك في الحرب فقال quot;اتمنى ان اذهب لمشاهدته يشنقquot;.

ولا تزال اثار الحرب (1980-1988) التي خلفت نحو مليون قتيل من الجانبين، ماثلة في ايران حيث خسرت العديد من العائلات احباء لها في تلك الحرب او لا زالت تعتني بمن اصيبوا باعاقات فيها. وتوصف هذه الحرب في ايران بانها quot;الدفاع المقدسquot;.

وحكمت المحكمة على صدام حسين وبرزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر بالاعدام شنقا حتى الموت بعد ادانتهم بالمسؤولية عن قتل 148 شخصا في الدجيل بعد محاولة اغتيال صدام حسين خلال زيارته لتلك القرية عام 1982 والتي جاءت اثناء الحرب مع ايران. ولم توجه الى صدام بعد اتهامات بشان الحرب مع ايران او الكويت.

وصرح النائب كاظم جلالي، عضو لجنة الشؤون الخارجية والامن في البرلمان الايراني، لوكالة فرانس برس quot;هذه انباء جيدة. يجب شنق صدامquot;. واضاف ان quot;صدام كان من اكبر مجرمي العصر الحديثquot;، الا انه اتهم القوى العالمية بعدم الرغبة في محاكمته عن الحرب التي شنها على ايران خشية الكشف عن دعمهم لنظامه في ذلك الوقت. وقال quot;بعض القوى لا ترغب في فتح هذه المسالة لانه سيتم اتهامهم بسبب دعمهم لصدام حسين خلال الحرب الايرانية العراقيةquot;.

اما زهرة رضائي (21 عاما) الطالبة في كلية الطب فرغم انها ولدت بعد اندلاع الحرب، الا انها لا تزال تشعر باثار النزاع الذي حول والدها الى معاق وادى الى اسر عمها لمدة ثماني سنوات. وقالت quot;صدام هو مجرد عميل. ومن الغباء اعدام هذه الدمية (صدام) فقط. يجب محاكمة كافة القوى الغربية والصهاينة الذي امدوه بالسلاحquot;.

اما المهندس وحيد ميمارزادة (31 عاما) الذي عاش الحرب في بلدة كيرمانشاه الحدودية التي كانت هدفا مفضلا لعمليات القصف العراقية فيقول quot;لقد بكيت من الفرح عندما سمعت الحكم، يجب ان يدفع هذا المجرم ثمن قتله الابرياء. لقد رأيت بام عيني جثثا متفحمة وشاهدت اصدقائي يسحبون من تحت الانقاض بعد عمليات القصفquot;.

ورحبت ايران بصدور حكم الاعدام، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان quot;الجمهورية الاسلامية ترحب بحكمquot; الاعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق. واضاف quot;حتى لو ان صدام والمتواطئين معه هم العملاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم، يجب الا ننسى ان حماة صدام الغربيين هم الذين مهدوا الطريق لاقتراف هذه الجرائم من خلال دعمهquot;.

وكانت العلاقات بين ايران والعراق شهدت تحسنا كبيرا بعد سقوط حكومة صدام، حيث اصبحت طهران واحدة من اقرب الحلفاء للحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة. وقال النائب الايراني محمد نبي روداكي quot;ان اعمال العنف وقتل الابرياء العراقيين الكثيرة سببها ان هذا المجرم لا يزال على قيد الحياة وان بعض البعثيين لا زالوا يأملون في ان يعود الى السلطة يوما ماquot;.