اندريه مهاوج من باريس: اعلن الرئيس العراقي جلال طالباني ان تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس الاسبق صدام حسين لا يتطلب توقيعا او مصادقة منه موضحا ان المحكمة سيدة قراراها وان القضاء العراقي مستقل وهو يقرر ما إذا كان الحكم سينفذ قبل انتهاء المحاكمات الاخرى او بعد ذلك وعبر عن ثقته بان طبيعة الحكم لن تؤدي الى أي فتنة بين العراقيين.

وقال طالباني في مؤتمر صحافي عقده في معهد العالم العربي في باريس انه من الموقعين على وثيقة دولية تطالب بالغاء عقوبة الاعدام وانه شخصيا ضد هذه العقوبة وهو يحترم تواقيعه واراءه ولكن محاكمة صدام حسين والمحكمة التي اصدرت بحقه الحكم لا تخضعان للوثيقة المذكورة وبالتالي فان الحكم مبرم ولا يمكن للرئيس ان يتدخل فيه.

وقال طالباني ان الاجراءات واضحة في هذا المجال وما ان يتم استنفاد كل هذه الاجراءات أي عند انتهاء مراحل الاستئناف والتمييز ستقرر المحكمة ما اذا كانت ستنفذ حكمها ام انها ستتيح المجال لانهاء محاكمات تتعلق بقضايا اخرى منها مثلا قضية الانفال التي ذهب ضحيتها اكثر من 180 عراقي دفن معظمهم احياء في صحراء الجنوب وقال ان هناك ايضا قضايا اخرى مرفوعة ضد صدام حسين الذي امر بقتل 32 من اعوانه ومن قادة حزب البعث بينهم 5 تولوا رئاسة مكتبه .

واستبعد طالباني وجود خطر انقسام داخلي مؤكدا ان كل العراقيين مصممون على اجراء محاكمات عادلة بمن فيهم الذين عارضوا، و ذكر الطالباني بانه من الموقعين على وثيقة دولية تطالب بالغاء احكام الاعدام ولكن محاكمة صدام خارج اطار هذه الوثيقة لان المحكمة التي اصدرت بحقه حكم الاعدام لا تخضع للاجراءات الدولية ولان احكامها مبرمة ولا يمكن بالتالي للرئيس ان يتدخل في تغيير طبيعة الحكم او تخفيفه .

وفي هذا المؤتمر تحدث الرئيس العراقي ايضا عن وجود القوات الاجنبية فقال الوجد الاجنبي لا يقتصر على القوات الاميركية فهناك قوات دولية من جنسيات متعددة جاءت الى العراق بقرار من مجلس الامن ومن حق الحكومة العراقية ان تطلب سحب هذه القوات عندما ترى ان الظرف مناسب ولكن السلطات الرسمية تريد قبل سحب القوات الاجنبية تهيئة القوى الامنية العراقية باسرع وقت لتسلم الامن وهذا الامر يتطلب حسب تقدير طالباني ما بين سنتين وثلاث.

وراى الرئيس العراقي ان بلاده تواجه موجة من الارهاب الدولي باعتراف ما وصفها بقيادة الارهاب التي اقرت بان 4000 مقاتل اجنبي قتلوا في العراق ولكن قدر العدد باكثر من ذلك بكثير .

ونفى طالباني وجود خلاف مع الاميركيين حول تجريد الميليشيات من السلاح وقال ان التباين هو حول وتيرة القيام بهذا العمل فنحن نعتقد ان زعماء الميلشيات الذين اجتمعنا بهم لديهم رغبة بالتخلي عن السلاح على ان يتم ذلك تدريجيا اما الاميركيين فيقومون بعمليات فورية عندما يتعرضون لاي اعتداء

طالباني وفي اطار لقاءاته غير الرسمية كان اجتمع صباحا بلوران فابيوس المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية . ومع تاكيد وزير الخارجية الفرنسي على الرغبة الوطيدة بزيادة المساعدات وزيادة عدد العراقيين الذين سيتم تدريبهم في فرنسا من 500 حاليا الى الضعف والعمل على اعادة تاهيل البنى التحتية الرئيسية وتجهيز القطاع التربوي ومراكز الابحاث العملية بقى الوعد الذي قدمه وزير الداخلية نيقولا ساركوزي للرئيس طالباني بتفعيل المساعدات في كل المجالات مرتبط بفوز ساركوزي في الانتخابات الرئاسية المقبلة .