نفى مسؤولية المرجعية عن الاوضاع العراقية الصعبة
المرجع النجفي : الفساد والانهيار الأمني فاق التحمل

أسامة مهدي من لندن : اكد احد المراجع الشيعية الاربعة الكبار في العراق هو آية الله الشيخ بشير النجفي ان الفساد الاداري والانفلات الامني في العراق قد فاق التحمل نافيا مسؤولية المرجعية عن ذلك اثر دعمها للائتلاف العراقي الشيعي في الانتخابات الاخيرة واشار الى ان هذا الائتلاف يعاني من عدم انسجام مكوناته .
وقال المرجع النجفي في بيان وزعه مكتبه في مدينة النجف اليوم ان الحكومة لم تستطع ولحد الآن من تفعيل خطط متكاملة واضحة ومدروسة لإدارة السياسة الداخلية أو الخارجية لإدارة أصعب الأمور وأهمها في البلاد . واشار الى أن قرارات الحكومة تتصادم بعضها مع البعض موضحا انه ربما يكون قسم منها سببه المحتل وتدخلاته السافرة والمفضوحة في مصادرة القرارات وسعيه لابقاء العراق والإرهاب وعدم الاستقرار يضرب به رغبة منه في اجبار الحكومة على تقديم تنازلات . واضاف ان الفساد الإداري فاق التحمل فلا تنجز المعاملات او التعينات إلا ضمن المستلزمات الحزبية والفئوية والشخصية .

وتطرق المرجع الشيعي الى فقدان الأمن فوصف الاغتيالات في العاصمة بانها مجزرة لذبح البشر وقال ان قوى الأمن مخترقة من قبل الإرهابيين والتكفيريين والمخلصون من قوى الأمن بجميع أصنافها يعانون من ذلك وللمحتل دور كبير في الانفلات الأمني . واكد انه ما لم يتسلم العراقيون المخلصون الملف الأمني بالكامل لن يعرف الشعب الامن والسلامة.
وعبر عن الاسف لان هناك من يزعم أو يحمل المرجعية مسئولية ما يحدث في العراق بحجة أنها هي التي دعت إلى التصويت لصالح الدستور ثم لصالح الائتلاف .. واوضح أنه لولا دعوة المرجعية إلى تأييد الإتلاف لأصبحت الأمور بيد أعداء العراق حيث كان هناك مخطط لإدخال القوى المؤيدة للإرهاب إلى البرلمان بقوة وبكثرة لإمساك مراكز السلطة المهمة وإلغاء الدستور وإعادة العراق إلى العهود الظالمة السابقة فيصبح العراق خاضعاً لعملاء الاستكبار العالمي وتدار الأمور على هوى الأجنبي .

واشار الى ان الوضع الراهن يفتقر إلى الحزم والضبط ودعا الى تشكيل لجنة من المتخصصين المخلصين لدراسة هذه المشاكل كلها ووضع الحلول المناسبة لكل معضلةِ وقال ان يد المرجعية مع كل المخلصين وستستمر في دعمهم من خلال النصيحة والمشورة السليمة في جميع المجالات .. وفيما يلي نص البيان :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على هدايته لدينه والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الميامين واللعنة على أعدائهم أجمعين ، قال الله سبحانه وتعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) صَدَقَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

نقف اليوم في هذا المكان بغية أداء الواجب الملقى على عاتق الجميع وهو التفكير في شأن الشعب العراقي المظلوم، حيث تتجه أنظار المحرومين في عموم العراق والمضطهدين في كل مكان إلينا، نرجو الله سبحانه أن نتمكن في هذا الاجتماع بطرح ما ينفع المسئولين في أداء واجباتهم والقيام بوظائفهم بنحو أكمل، ونتمكن من خلق الإحساس لدى المحرومين بأن هناك من يفكر فيهم وأن المرجعية تعيش آلامهم، وينبغي أن نعترف أن هناك نفوساً مخلصة وجادة في العمل وتسعى ليل نهار جاهدةً في القيام بالواجب بل ربما فوق اللازم، ولكن مع ذلك ان الملموس على وجه العموم يمكن تلخيصه في ما يلي:

أولاً: التباطؤ في إنجاز المشاريع الخدمية وإصلاح ما تعطل منها في هذه الفترة، كالكهرباء والماء وغيرها مما يخص البلدية.
ثانياً: ما زالت وزارة التربية تتلكأ في إصلاح المناهج الدراسية، فالكتب الدينية المدرسية مليئة بالخزعبلات وتدعوا الطلاب للانحراف عن الإسلام الحقيقي المتمثل بالمذهب الجعفري، وقد سعينا بمختلف الطرق ولكن لا أذن صاغية ولا اهتمام في هذا الجانب مطلقاً، أليس من المخزي أن يتعلم أطفال النجف وكربلاء وغيرها ما ينافي دينهم في مناطقهم.
ثالثاً: الفساد الإداري فاق التحمل فلا تنجز المعاملات ولا التعينات إلا ضمن المستلزمات الحزبية والفئوية وضمن المقاصد الشخصية وتقضي عجباً حينما تقف الدوائر النجفية في وجه المشاريع الخيرية والخدمية بحجج واهية تُلبس بعناوين وطنية كأنها لا تريد خيراً للعراق ولا لشعبه المظلوم، وفي باقي المحافظات حسب استطلاعنا يوجد ما هو أدهى وأمر مما في النجف الأشرف والحكومة عاجزه عن إصلاح ذلك. وألياتها غير كفوءة في معظم الحالات
رابعاً: المناهج الجامعية كما كانت في عهد النظام البائد والنقابات الغير سليمة تعمل في الخفاء، كما كانت في ظل النظام السابق، فلا يسمح لرئيس الجامعة أو عميد الكلية أن وجد مخلصاً! العمل بحرية ضمن صلاحياته القانونية.
خامساً: لم تستطع الآليات الحكومية ولحد الآن من تأسيس خطط متكاملة واضحة مدروسة لإدارة السياسة الداخلية أو الخارجية تتخذ القرارات مستعجلة لإدارة أصعب الأمور وأهمها في البلد وترى في بعض الاحيان أن القرارات تتصادم بعضها مع البعض، وربما يكون قسم منها ناشئاً لوجود المحتل ولتدخلاته السافرة والمفضوحة في مصادرة القرارات وسعيه في إبقاء البلد تضربه أمواج من الإرهاب واللاإستقرار رغبة منه لإجبار الحكومة على تقديم التنازلات للجهات التي فقدت المناصب التي كانت تستخدم لنهب خيرات العراق من الحزب المنحل وغيرها ليبقى العراق خاضعاً لما يبغيه المحتل المستكبر.
سادساً: دعونا في بيان سابق إلى زيادة الحصة الغذائية في البطاقة التموينية بغية مساعدة الطبقة الفقيرة المسحوقة من الشعب ومعلوم أنه يساعد بصورة فعالة على خفض أسعار المواد الغذائية بصورة سريعة ومعلوم أنها في ارتفاع باطراد، كما دعونا إلى تفعيل نظام شبكة الرعاية الاجتماعية ولم نجد إذناً صاغية في هذا المجال.
سابعاً: فقدان الأمن فلم تتمكن أفراد الشرطة أو الجيش والحرس الوطني من فعل شيء يذكر، فهناك الاغتيالات في العاصمة وكأنها مجزرة لذبح البشر والقوى المسئولة عن هذا تكّثر الحواجز والمفارز كأنها تريد أن تقنع الناس بأنها تفعل شيئاً إذ المعلوم أن الإرهابي أو المجرم لن يمر عبر الحواجز إلا إذا اضطر ولا توجد مدينة خالية من هذه الحوادث وقوى الأمن مخترقة من قبل الإرهابيين والتكفيريين، ووجود الأعداد الغير قليلة من الذين يتلقون الشهادة كل يوم بوسعه الصدر يعجز عن ايقاف نزيف الدم لعدم وجود خطط سليمة من قبل أصحاب القرارات وفقدان الأجهزة الضرورية لضبط الأمن فالمخلصون من قوى الأمن بجميع أصنافها يعانون من ذلك، وللمحتل دور كبير في الانفلات الأمني فما لم يتسلم العراقيون المخلصون الملف الأمني بالكامل لن يشم الشعب المظلوم رائحة الامن والسلامة.
ومن المؤسف أن هناك من يزعم أو يحّمل المرجعية مسئولية ما يحدث في طول العراق وعرضه من المصائب ولا سيما الانفلات الأمني بحجة أن المرجعية هي التي دعت إلى التصويت في صالح الدستور أولاً ثم في صالح الائتلاف ثانياً وقد أطاع الناس المراجع رغم المصاعب والموانع في وجوههم ولا يعلم المنتقدون أنه لولا دعوة المرجعية إلى تأييد الإتلاف لأصبحت الأمور بيد أعداء العراق ولعادت أحداث واحد وتسعين مرة أخرى حيث كان هناك مخطط لإدخال القوى المؤيدة للإرهاب إلى البرلمان بقوة وبكثرة لإمساك مراكز السلطة المهمة وإلغاء الدستور وإعادة العراق إلى الظلمات السابقة فيصبح العراق خاضعاً لعملاء الاستكبار العالمي وتدار الأمور على هوى الأجنبي.
والطوائف المنـزوية تحت قائمة الائتلاف يبدو أن لا انسجام في ما بينها غافلين عن أن أي أختلاف في ما بينهم سوف يخدم أعداء العراق،. والذي نتمناه هو الحزم والانضباط من الذين يمسكون بأزمة الأمور ونحن نعرف ما تعاني الحكومة من الاحتلال من جهة ومن مخلفات النظام السابق من جهة أخرى ، وليس المخلصون عزيزي الوجود في الحكومة يتعبون لخدمة الشعب بما فيه الكفاية ولكن الوضع الراهن يفتقر إلى مزيد من الحزم والضبط فوق ما هو الموجود فعلاً وفي هذا المجال نقترح أن تشكل لجنة من المتخصصين المخلصين لدراسة هذه المشاكل كلها ووضع الحلول المناسبة لكل معضلةِ ويد المرجعية مع كل المخلصين وستستمر المرجعية في الدعم لهم من خلال النصيحة والمشورة السليمة في جميع المجالات.
نرجو الله سبحانه أن يتمكن المخلصون من النهوض بالعراق وإنقاذه من بحر الظلمات إلى سواحل النور والنجاة في وقت قريب لتهدئة نفوس اليتامى وتخفيف لوعة الثكلى وتتنسم الأرامل رائحة الحماية والكفالة. وتسكن آهات المساكين، والسلام.

مكتب سماحة اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي دام ظله

معروف ان المراجع الشيعية الاربعة الكبار في العراق هم اضافة الى النجفي .. آيات الله السادة علي السيستاني ومحمد سعيد الحكيم ومحمد اسحاق الفياض .