اندريه مهاوج من باريس :عكست تعليقات الصحف الباريسية في الايام الثلاثة الاخيرة قلقا متصاعدا لدى الدوائر الفرنسية من هشاشة الوضع الامني في لبنان على حد تعبير وزيرة الدفاع ميشال ـ اليوت ماري ومن مخاطر الانزلاق نحو مواجهة عسكرية كان قائد القوات الدولية في لبنان الجنرال الفرنسي الن بلليغريني واضحا في اثارة احتمالات حصولها .

وتجد هذه المخاوف ما يبررها في تصريحات اخرى لمسؤولين فرنسيين كبار وفي خطوات عملية ترجمة باستدعاء السفير الاسرائيلي في فرنسا مرتين الى وزارة الخارجية في غضون اربع وعشرين ساعة .وما يبرر تكرار هذا الاجراء هو الخوف من الانزلاق سريعا الى مواجهة مسلحة لاسباب داخلية وخارجية منها حجب النظر عن المازق الداخلي المتعلق بمطالب حزب الله باجراء تغيير حكومي وبقلب الطاولة امام الحكومة ومن يدعمها في فريق 14 اذار والضغط عليها لتفجيرها من الداخل ووضع البلاد في مواجهة جديدة quot; مع العدوquot; تستدعي رص الصفوف واشراك جميع القوى اللبنانية في المسؤولية الوطنية لمواجهة quot;العدوانquot; من خلال تشكيل فريق حكومي يمثل كل الفئات والهدف الثاني قد يكون تاجيل استحقاق تشكيل محكمة ذات طابع دولي وخارجيا اعادة طرح الدور السوري بشكل ايجابي في حل مشاكل المنطقة خصوصا في ضوء ما بدأ يتردد في عواصم غربية عن ضرورة اعطاء دمشق دورا في معالجة الازمات الراهنة واخر ما صدر في هذا المجال معلومات في صحيفة الغارديان جاء فيها ان رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير سيحث الادارة الاميركية خلال زيارته المقبلة لواشنطن على بدء حوار مع سوريا من اجل الخروج من المازق في الشرق الاوسط والعراق . وقد تكون خسارة الجمهوريين في الولايات المتحدة في انتخابات نصف الولاية عاملا مشجعا لاعداء واشنطن في لبنان الذين بدؤا يشعرون ان امكانات الضغط الخارجي عليهم بدأت تنحسر وبالتالي فان اخصامهم السياسيين في الداخل بدؤا يفقدون دعمهم الخارجية مما يعني ان المرحلة المقبلة ستشهد صعود نفوذ محور موسكو ـ ايران سوريا مقابل تراجع محور الولايات المتحدة ـ اوروبا

والقلق الفرنسي البارز من تكرار خرق الطيران الاسرائيلي الاجواء اللبنانية قد يجد ما يبرره في كل هذه التفسيرات ولكن ايضا في كون القوات الفرنسية الوحيدة القادرة على الرد تقنيا على اسرائيل اذ انها الوحيدة المزودة صورايخ ارض جو من هنا كان قول وزير الخارجية الفرنسي للسفير الاسرائيلي اننا كنا على ابواب كارثة في حين كانت وزيرة الدفاع حذرت منذ الاسبوع الماضي من حصول مواجهة اذا ما تكررت الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق البواخر الحربية الفرنسية التي قد ترد دفا عن النفس .
ولكن ما يخيف المسؤولين الفرنسيين هو ايضا ان يستغل احد الاطراف الداخليين او الخارجيين هذه الخروقات الاسرائيلية لاشعال فتنة من هنا كان تذكير الناطق باسم الخارجية بان القرار 1701 ملزم لجميع الافرقاء مذكرا بما ورد فيه من منع وصول السلاح الى حزب الله وفي تنفيذ هذا البند قد تجد الدعوات الصادرة من بعض العواصم الاوروبية للتحاور مع دمشق ما يبررها وهي طروحات وصلت اصداؤها الى باريس من خلال قول الناطق باسم الخارجية ان هناك كلاما يقال عن طروحات بشان تقديم دعم تقني لتعزيز المراقبة على الحدود مع سوريا تندرج في اطار افكار اوروبية موضحا ان لا شيئ تحقق حتى الان وان مثل هذه الافكار يمكن بحثها في اطار اوروبي .