خلف خلف من رام الله: لا تزال الطلعات الجوية التي يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية تثير عاصفة من الخلافات مع قوات اليونفيل الدولية. ولكن يبدو أن هذه الخلافات أحدثت تصدعات وانقسام ليس بين إسرائيل وأوروبا فقط، وإنما بين الجيش ووزارة الخارجية الإسرائيليتين، إذ يعتقد المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن قسماً من هذه الطلعات ضروري بهدف جمع معلومات حول تسلح حزب الله من جديد، ولكن هناك عدداً لا يستهان به من هذه الطلعات وصفه المسؤولون في الوزارة بأنه عمل استفزازي، يهدف إلى ممارسة الضغوط على حكومة لبنان، لتطبيق قرار وقف إطلاق النار، لذلك فإنهم في وزارة الخارجية يعتقدون بوجوب إيقاف جيش الدفاع لهذه الطلعات.

ويذكر أن هناك شكاوى قد تكدست في وزارة الخارجية خلال الأيام الأخيرة قدمتها قوات الطوارئ الدولية في لبنان، تتحدث عن قيام الطائرات الإسرائيلية بالتحليق المنخفض فوق جنود قوات الطوارئ الدولية، واستخدامهم كأهداف لتدريب الطيارين، لكنهم في جيش الدفاع رفضوا هذه الادعاءات، مع أن المسؤولين في وزارة الدفاع يأخذون الأمور على محمل الجد، ويعتقدون بوجوب توخي الحذر كي لا ينتهي الأمر بكارثة _كما قال السفير الإسرائيلي في فرنسا داني شيك_، كما وأضاف السفير: quot;لقد وعدت بنقل هذا القلق الفرنسي إلى وزارة الخارجية، كما أوصيت بتوثيق الاتصالات بيننا، حتى لا يكون هناك سوء تفاهمٍ في المستقبلquot;.

وحسب مراسلة اذاعة الجيش الإسرائيلية فقد وصلت حتى الآن كل الشكاوى من أوروبا، ولكن خلال الأيام الأخيرة بدأنا نشهد تحفظاتٍ أمريكية حيال هذه الطلعات الكثيرة، والتي تشكل خرقاًً لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. هذا وقال اللواء احتياط يعقوف عامي درور -الذي كان مسؤولاً عن شعبة الأبحاث في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي-: quot;لن يكون بوسع جيش الدفاع الإسرائيلي جمع معلوماتٍ عن حزب الله دون أن يقوم بهذه الطلعات فوق الأراضي اللبنانية، وبالتالي فإن مثل هذه الطلعات أمر ضروري جداً، لكن ينبغي فحص ما إذا كانت جميع هذه الطلعات خاصةً بجمع المعلوماتquot;.

من جهة أخرى أكد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأن الأمر يتعلق بموضوعٍ حساس فعلاً، وبالتالي فإنه ينبغي وضع صيغة تشرح القواعد المناسبة لهذه الطلعات، كي لا تؤدي إلى تدهور الوضع على الساحة الدولية. ولكن سواء كان الأمر بهذه الطريقة أو تلك، فإن الخلاف لن يجد له حلاً من خلال المستويات المهنية، أي أن الموضوع الذي تتم مناقشته ضمن مداولاتٍ بين وزيرة الخارجية ووزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء يحتاج إلى حسم من جانب المستوى السياسي في إسرائيل على ما يبدو.