بغداد :قال مسؤولون عراقيون إنه تم تحرير جميع الرهائن الذين اختطفوا على يد مسلحين من مقر دائرة البعثات التابعة لوزارة التعليم العالي ببغداد . وقال متحدث باسم الحكومةإن الرهائن حرروا في مداهمات متفرقة للشرطة في أنحاء المدينة. وكان عدد من المسلحين الذين يرتدون زي الشرطة قد اختطفوا العشرات من موظفي الوزارة الواقعة في حي الكرادة. وألقت السلطات القبض على خمسة ضباط بارزين يشتبه في أن لهم علاقة بعملية الاختطاف، ومن بين هؤلاء مدير شرطة الكرادة. وكانت التقديرات الاولية قد أشارت إلى اختطاف 100 شخص، لكن تم تعديل هذا الرقم في وقت لاحق ليصبح الحديث عن 50 رهينة، بعد العثور على حوالي 20 منهم بعد وقت قصير من اختطافهم. وقال الفريق أول وفيق السامرائي المستشار الأمني للرئيس العراقي إن عمليات تحرير الرهائن قادتها قوات الشرطة العراقية في جهات متفرقة من العاصمة العراقية، ونفى أن يكون المسلحون من قوات وزارة الداخلية.

وقال متحدث باسم وزارة التعليم العالي لوكالة الاسوشيتد برس للانباء quot;لا يمكن لاحد أن يقدم رقما دقيقا لعدد الموظفين في المبنى، لكنهم كانوا حوالي 70 quot;. وقال بعض الرجال الذين أطلق سراحهم في وقت سابق مساء الثلاثاء إنهم لم ينقلوا إلى مكان بعيد وإنهم متأكدون أنهم لم يخرجوا من بغداد. وقد أصبحت عمليات الاختطاف الجماعي شائعة في بغداد، لكن هذه العملية تعد إحدى أكبر حوادث الاختطاف منذ الغزو الامريكي للبلاد.

كما أن هذه العملية تعد الاحدث في سلسلة استهداف الاكاديميين والعلماء العراقيين، الذين تزايدت معدلات رحيلهم من البلاد فرارا من العنف المتفشي. و كانت وزارة التعليم العالي قد قررت تعليق التدريس في جامعات بغداد في اعقاب الحادث، وقالت ان هذه الخطوة ستستمر حتى يتحسن الوضع الامني.

وقالت متحدثة باسم الوزارة ان المسلحين وصلوا الى المكان في سيارات واقتحموا مبنى دائرة البعثات في منطقة الكرادة. وجمع المسلحون النساء في مبنى واحد واخذوا هواتفهم المحمولة ثم اخذوا الرجال وبينهم موظفون وحراس وزوار.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان مسؤول الشرطة في منطقة الكرادة حيث وقع الهجوم ومسؤولين آخرين يخضعون للاستجواب وسوف quot;يتحملون المسؤوليةquot;. وقال مراسل بي بي سي في بغداد ان مثل هذا الهجوم على مبنى وزاري يطرح اسئلة عن مدى قدرة الاجهزة الامنية العراقية على حماية المباني الحكومية. وطبقا لمحللين فان الكثير من العراقيين يعتقدون ان عمليات الخطف الجماعية ترتكب من قبل افراد في اجهزة الامن التي يغلب الشيعة على عناصرها او انها تتم بتواطؤ منهم.

وقال رئيس لجنة التعليم النيابية علاء مكي ان المخطوفين ينتمون الى الطائفتين السنية والشيعية، مشيرا الى ان الخاطفين قالوا انهم يعملون في هيئة حكومية لمكافحة الفساد. لكن احد العاملين الذي قال انه كان عائدا الى المبنى وقت وقوع الحاث، قال ان المسلحين تفحصوا هويات الموظفين. ونقلت وكالة رويترز عنه القول quot;اختاروا الموظفين السنة فقط، لقد اخذوا حتى العامل الذي كان يقدم الشايquot;.