أسامة مهدي من لندن : في وقت اكد نائب الرئيس العراقي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي ان جبهة التوافق السنية وصلت الى طريق مسدود مع الحكومة وتقترب من الانسحاب منها قلل زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم من التهديد مؤكدا ان الائتلاف والتحالف الكردستاني قادرين على توفير الثلثين المطلوبين في البرلمان ، بينما كشف تنظيم معارض للعملية السياسية عن رفض عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين والمطلوب للقوات العراقية والاميركية حاليا لوساطة عرضها الرئيس اليمني على عبد الله صالح لاستضافة بلاده محادثات تجريها المقاومة مع الاميركان .

وقال الحكيم في تصريحات وزعها مكتبه اليوم حول توقعاته بتصاعد العنف في حالة تنفيذ الاعدام بصدام حسين ان هذا الحكم كان متوقعا وقد طال انتظار الشعب له وهو يمثل قوة وضرورة . واضاف ان التهديد بتصعيد العنف يدخل ضمن الحرب النفسية quot;لان الارهابيين من الصداميين والتكفيريين استعملوا كل الاسلحة والطرق الاجرامية ضد العراقيين وارتكبوا كل الجرائم .. ولو تمكنوا لعمل المزيد لفعلوا ولذلك فالاعدام لن يؤدي الى أي شيء أضافي مهمquot; . واشار الى ان عملية الاعدام ستكون ضربة قوية ورسالة الى هذه المجموعات وكذلك الى الدول والجهات الداعمة لها وسوف تثبت الحكومة قوتها ويبقى الشعب مع هذه الحكومة التي انتخبها .

وفيما يخص الصلاحيات الضعيفة لرئيس الوزراء نوري المالكي قال ان هناك قرارا من مجلس الامن يعطي مسؤولية الامن في العراق الى القوات متعددة الجنسيات التي دخلت العراق بقراره أيضا quot; وسوف نسعى قبل التمديد لهذه القوات أن يكون هناك حل للقضية من خلال الاتفاقية الامنية بين الحكومة العراقية و الحكومة الامريكية والقوات متعددة الجنسيات ويتم خلالها التعرف على المسؤوليات والصلاحياتquot; .

وحول تهديدات القوى السنية بالانسحاب من الحكومة والعملية السياسية برمتها استبعد الحكيم حدوث ذلك وقال quot;ان هؤلاء الاخوة كانوا قد اشتركوا في العملية السياسية أيام مجلس الحكم ثم أنسحبوا في الانتخابات الاولى وظهر عدم صحة موقفهم وهم توصلوا الى هذه القناعة بعد ذلك رجعوا للعملية السياسية واليوم المواقع التي يحتلونها وحجم المشاركة كبير وهي أكبر بكثيرمن واقعهم في المجتمع العراقي ولا أعتقد أنهم سوف يضحوا بكل هذا ويتركوا العملية السياسية وأذا حصل هذا الامر لا أعتقد أنه سيؤدي الى ايقاف العملية السياسية وايقاف تشكيل الحكومة وبالتالي الثلثين يمكن تحقيقه في مجلس النوابquot; .

وحول موقف بعض القوى داخل الائتلاف الشيعي ضد الفيدرالية اشار الحكيم زعيم الاءتلاف الى ان الفيدرالية مسالة لايمكن البحث والحديث فيها لانه تم تثبيتها في الدستور وان نظام الحكم في العراق فيدرالي وصوت عليه الشعب العراقي وهذه قضية تم الانتهاء منها . وقال quot; بالنسبة لنا الفيدرالية ليست عيبا أو طريقة خاطئة أو غير صحيحة ان حكومة الولايات من المسائل التي كانت موجودة في العراق وكان يحكم بالولايات مثل ولاية الموصل والبصرة وبغداد وحتى القرن الماضي . واوضح ان المجلس الاعلى هو جزء من الائتلاف وقد وقع وثيقة فيها مجموعة من البنود تم التوافق عليها واحد هذه البنود هو الاسراع في تشكيل أقليم الوسط والجنوب . واضاف انه من الطبيعي أذا أردنا تشكيل الاقليم يجب أن تحصل قناعة بين الشخصيات السياسية والمرجعيات الدينية وعموم العشائر وعموم المثقفين على أن هذا شيء مهم وضروري quot;إننا نخسر عندما لانقيم أقليم وقد تضررنا خلال الثلاث سنوات الماضية لعدم وجود الاقليم وكلما تأخرنا أكثر سوف نتضرر أكثر ومن المفروض في مثل هذه المشاريع التي تتعلق بكل أبناء المنطقة أن تحصل قناعة بهاquot; .

وفيما اذا كان أقامة اقليم الوسط والجنوب سيؤدي الى الاستحواذ على الثروة وحرمان المناطق الغربية السنية منها قال الحكيم ان الدستور بيّن ان الثروة وفي مقدمتها الثروات النفطية تكون لكل العراقيين ولاتختص بمجموعة معينة وليس للمجموعة التي عندها الثروة هذه من القضايا التي لايمكن تغييرها في العراق واموال هذه الثروات تذهب الى المركز وتحفظ في البنك المركزي .

وعن تاثير فوز الديمقراطيين في الانتخابات الاميركية الاخيرة على الاوضاع في العراق قال الحكيم quot;كانت اللقاءات مستمرة مع المسؤولين والنواب الجمهوريين والديمقراطيين طيلة السنوات الثلاث الماضية وبالتالي فان القضايا المتعلقة بالعراق لايوجد هناك خلاف حولها quot;واقولها بشكل أدق ان العراقيين مصرين عاى أن تبقى مسؤوليات الامن بيدهمquot; .

الهاشمي : وصلنا الى طريق مسدود

ومن جهته اكد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي حول الخيارات التي قد تمارسها جبهة التوافق العراقية التي ينتمي اليها ازاء الاوضاع في بلاده قائلا ''لقد وصلنا إلى مفترق طرق، وأحد الاحتمالات هي انسحاب الجبهة من الحكومة إذا وجدنا أن كل وسائل الإصلاح لم تأت بنتيجة'' وعن الاستعداد لاجراء تعديل وزاري على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي اشار إلى أن الوضع السياسي وصل إلى مرحلة لايحتاج فيه فقط لتغيير وجوه او حقائب سياسية وانما بحاجة إلى نيات صادقة في التغيير وقال أن من حق رئيس الوزراء ان يضمن مجلس وزراي متوازن وكفوء غير انه يحتاج ايضاً إلى أناس متفهمين للوضع العراقي ولديهم نية ورغبة بالتغيير نحو الأفضل .

واشار الى أن انسحاب القوات الأميركية من العراق هو مفتاح لحل الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد معتبرا أن العملية السياسية متعثرة ولم يتمكن العراقييون من الوصول إلى اتفاق يلتزم به جميع الأطراف ويقود البلاد إلى النجاة.

وناشد الهاشمي في تصريحات وزعها حزبه الاسلامي دول الخليج العربي والدول العربية تفعيل دورها في العراق فيما يخدم استقرار الأوضاع .

وحول سبب تعثر لقاءات واتفاقات المصالحة الوطنية قال ان ''مشكلة اتفاقات المصالحة والتي كان آخرها اتفاق مكة ليست في التخطيط وإنما في التنفيذ، بسبب عدم وجود آلية واضحة وجدول زمني فعلي يلتزم به جميع الأطراف، حيث أصبحت هذه الاتفاقات مجرد وثيقة لا تلتزم بها الأطراف وتحولت بنودها إلى آمال وأماني'' واشتكى من وجود ازدواجية في تنفيذ الخطط الأمنية مشيرا إلى أن بعض المناطق العراقية شهدت حصارا مشددا لتطهيرها من الإرهابيين فيما تم التعامل مع مناطق أخرى بشكل مغاير كليا، مؤكدا أنه متى توفرت النوايا الصادقة والآلية الواضحة لتنفيذ هذه الخطط تمكن العراقيون من حل المشاكل الأمنية ووضع حد للعنف الدائر.

وفيما يخص التدخل الأجنبي في العراق أكد الهاشمي وجود أجهزة مخابرات عديدة في العراق لها أجندات مختلفة تخدم أنظمتها وتتصارع فيما بينها بحيث أصبح العراقي البريئ يدفع الثمن. وأوضح الهاشمي أن الطائفية التي تشهدها العراق في الوقت الحالي غريبة عن الشعب العراقي وهي إحدى نتائج الاحتلال وظهرت بسبب المعايير الجائرة التي وضعها الأميركيون مثل نظام المحاصصة في الحكومة التي وُضعت على أسس طائفية، وأيضا الدستور الذي نتحفظ على بعض بنوده.

الدوري يرفض وساطة علي صالح لمفاوضات مع الاميركيين

قال التحالف الوطني العراقي الذي يضم قوى عراقية معارضة للحكومة والعملية السياسية والوجود العسكري الاميركي ان عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين والذي يعتقد انه يقود الفصاتئل المسلحة البعثية قد ابلغه انه رفض عرضا للرئيس اليمني علي عبد اللة صالح باستضافة عاصمته صنعاء لمفاوضات بين المقاومة العراقية والاميركان .

وقال بيان للتجمع ان الدوري اكد انه لا لقاء ولا اتصال ولا تفاوض مع المحتلين الا بعد الاعلان الواضح والصريح من الادارة الاميركية بقبول الشروط والحقوق الوطنية التي أعلنتها قيادة المقاومة والجهاد . واضاف البيان الذي نشره موقع البصرة الذي ينشرعادة بيانات ومواقف حزب البعث انه وفي حالة اقرار المحتلين بشروط المقاومة والحقوق الوطنية المعلنة

فان فصائل المقاومة سوف ترسل وفدا موحدا للتفاوض حول تفاصيل تنفيذ المطالب الوطنية، والانسحاب الكامل والشامل لقوات الاحتلال من كافة الاراضي والأجواء والمياه الوطنية العراقية.. وفيما يلي نص البيان :

أوفد الأخ المجاهد الكبير(عزة ابراهيم الدوري) أحد أقرب مساعديه للاجتماع مع ممثلين من قيادة (التحالف الوطني العراقي) للتشاور والتباحث حول جملة من المسائل والمهام الوطنية المشتركة, وقد تم ابلاغ قيادة التحالف الوطني العراقي بأن الرئيس اليمني (علي عبدالله صالح) قدم عرضا للأخ المجاهد (عزة ابراهيم) بأن تستضيف صنعاء مفاوضات بين المقاومة الوطنية العراقية والجانب الامريكي. وقد رفض المجاهد (عزة ابراهيم) العرض اليمني مؤكدا أن لا لقاء ولا اتصال ولا تفاوض مع الغزاة المحتلين الا بعد الاعلان الواضح والصريح من الادارة الامريكية بقبول الشروط والحقوق الوطنية التي أعلنتها قيادة المقاومة والجهاد، وفي حالة اقرار المحتلين بشروط المقاومة والحقوق الوطنية المعلنة, فان فصائل المقاومة سوف ترسل وفدا موحدا للتفاوض حول تفاصيل تنفيذ المطالب الوطنية، والانسحاب الكامل والشامل لقوات الاحتلال من كافة الاراضي والأجواء والمياه الوطنية العراقية. وأضاف المجاهد (عزة ابراهيم) في جوابه على عرض الرئيس اليمني بأنه لن يسافر خارج العراق مطلقا قبل التحرير الشامل ورحيل آخر جندي من قوات الاحتلال الأمريكي- البريطاني والصفوي الايراني وانجاز الاستقلال الوطني الكامل....وأكد المجاهد (عزة ابراهيم) عبر الاخ الموفد بأن كل ما يشاع ويتردد حول اتصالات أو مفاوضات بين المقاومة والاحتلال ليس له أي أساس من الصحة وهذه التسريبات الاعلامية والمخابراتية ليست أكثر من محاولات بائسة من المحتلين ودوائر المخابرات الاقليمية للتشويش وخلق البلبلة وتسويق بعض االعناصر العميلة والمرتدة والمتساقطة...
والعراق باق .... والاحتلال الى زوال .

وكانت السلطات العراقية اشارت العام الماضي الى انها قتلت الدوري لكن بيانات وتصريحات ظهرت باسمه نفت هذه التقارير . ومعروف ان الدوري يعاني من سرطان في الدم وهو بحاجة لعلاجات طبية مستمرة .
والدوري البالغ من العمر 62 عاما يحمل الرقم ستة على قائمة المطلوبين الأميركية التي تضم 55 شخصية عراقية. ويعتقد مسؤولو التحالف أن الدوري يقف وراء الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف في العراق. وعرضت قوات التحالف مؤخرا، مبلغ 10 ملايين دولار مكافأة لمن يدل بمعلومات تؤدي للقبض عليه حيا أو ميتا. وبذلك يكون الدوري هو صاحب ثاني أكبر مكافأة مرصودة لمن يدل بمعلومات تؤدي للقبض عليه بعد المكافأة التي رصدتها قوات التحالف للقبض على الرئيس العراقي السابق، صدام حسين والبالغ قيمتها 25 مليون دولار.