اندريه مهاوج من باريس : يدشن الحزب الاشتراكي الفرنسي اليوم نمطا جديدا في الحياة السياسية الفرنسية بدعوة أعضائه ومحازبيه الى اختيار من سيمثلهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في الربيع المقبل . فعملا بقرار السكرتير الاول للحزب فرنسوا هولند في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي بإجراء انتخابات داخلية لاختبار مرشح الحزب الرسمي والوحيد يبدأ حوالى 4000 مركز اقتراع خاص بالحزب الاشتراكي عند الثالثة من بعد الظهر بالتوقيت العالمي باستقبال 218771 يحملون بطاقات حزبية ويحق لهم الإدلاء بأصواتهم لاختيار بين ثلاثة طامحين للرئاسة الاولى وهم سيغولان رويال ودومينيك ستروس ـ خان ولوران فابيوس وتستمر عملية الاقتراع حتى التاسعة ليلا بالتوقيت العالمي لتبدأ النتائج بالظهور في ساعة متقدمة من هذا الليل .
ووفقا لآخر استطلاعات فان سيغولان رويال مرشحة للفوز على خصميها بفارق يصل الى اربعين نقطة ولكن عوامل عدة قد تؤدي الى حصول مفاجآت منها ان كل استطلاعات الرأي التي نشرت منذ بدء الحملة الانتخابية الداخلية في تشرين الاول(أكتوبر) الماضي شملت أنصار الحزب ومؤيديه أي الذين لا يحق لهم التصويت في انتخابات اليوم لان هذا الحق محصور فقط بحاملي بطاقات الانتساب الحزبية وهذا يعني ان كل الارقام التي نشرت عن التوقعات بشأن النتائج لا تعبر عن رأي الناخبين الاشتراكيين كذلك فإن انضمام اكثر من 70 الفا الى الحزب خلال سنة أي حوالى ثلث عدد الناخبين سيكون ذات تأثير خاص على النتيجة لان معظم هؤلاء المنتسبين هم من اخصام رويال وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال صيحات الاحتجاج التي اطلقت بوجه رويال اثناء اللقاء الانتخابي الضخم في قاعة quot;زينيت دو باريسquot; في 25 من الشهر الماضي.
واذا كان المقربون من رويال واثقين من فوزها على الرغم من كل محاولات تشويه صورتها مثل بث شريط فيديو عبر الانترنت تهاجم فيه الاساتذة الذين لا يخصصون وقتا كافيا للتلاميذ كما تقول ومثل نشر اقوال عن لسانها تنتقد فيها قانون تحديد ساعات العمل الاسبوعي ب 35 ساعة وتركيز اخصامها على عدم اضطلاعها باي خبرة في الشؤون السياسية الخارجية فان الرهان يبقى على ان تفوز من الدورة الاولى وان لا تضطر لمواجهة احد خصميها في دورة ثانية بعد اسبوع لان انصار فابيوس وستروس ـ خان سيتحدون في مثل هذه الحالة وستجتمع اصواتهم وراء احد المرشحين المذكورين الذي سيخوض الدورة الثانية ضد رويال ما قد يشكل خطرا عليها .وهذا الامر بات محتما لان ما قيل عن اتفاق محتمل بين رويال وستروس ـ خان تكلف بموجبه الاولى في حال فوزها برئاسة الجمهورية الثاني بتشكيل الحكومة قد انهار كليا وقد تم تكريس الفرقة بينهما نهار الثلاثاء الماضي عندما انتقدت رويال علنا ما وصفته quot;بالتسلط الرجوليquot; لستروس ـ خان .
يبقى ان على الناخبين الاشتراكيين وبعدهم الناخبين الفرنسيين الاختيار بين ثلاثة برامج متفاوتة فلوران فابيوس وضع نفسه في موقع المدافع عن اليسار الراديكالي مقترحا في برنامجه اعادة تطبيق المبادئ الاستراكية الصرفة واعدا برفع الحد الادنى للاجور الى 1500 يورو وبزيادة فورية بقيمة 100 يورو وبتعميم قانون تحديد ساعات العمل ب 35 اسبوعيا بينما ترى سيغولان رويال التي تعطي لنفسها صورة التجدد والمدافعة عن الشؤون الاجتماعية والبيئوية ان قانون تحديد ساعات العمل الاسبوعي ادى الى نتائج عكسية في حالات كثيرة واسهم في انخفاض المستوى المعيشي لبعض الطبقات في حين يرى دومينيك ستروس ـ خان الداعي الى اقامة اشتراكية ـ ديمقراطية انه لابد من اعادة النظر ب القدرة الشرائية للمواطنين والتي تشكل اساس الدورة الاقتصادية .
في مجال التربية المرشحون الثلاثة متفقون على ضرورة تعديل النظام الحالي ولكن لكل منهم افكاره الخاصة بينما يقترح فابيوس الحد من نفوذ التكتلات الراسمالية الكبرى وتقترح رويال محاربة انتقال شركات الانتاج الى خارج فرنسا حيث اليد العاملة والكلفة اقل بكثير فيما يطالب ستروس ـ خان بزيادة الاستثمارات في مجال الابحاث العملية والصناعية لانها السبيل الوحيد لاستعادة الثقة وبالتالي اطلاق الدورة الاقتصادية
- آخر تحديث :

















التعليقات