14 آذار تحشد لمأتم شعبي حاشد غدا
مواصفات تقريبية للجناة والجميل تمتم بأسماء قبل وفاته


مجلس الامن يقر انشاء المحكمة الدولية

سوريا تنفي ضلوعها في اغتيال الجميل وتتهم اسرائيل

لبنان يشيد باقرار مجلس الامن المحكمة الدولية

أنان يدين اغتيال الجميل و موافقة اممية على المحكمة الدولية

السنيورة: الحكومة مستمرة بتحمل مسؤولياتها

لبنان : اغتيال بيار الجميّل بالرصاص

بيروت -وكالات : يصادف اليوم ذكرى عيد الاستقلال في لبنان ، بالامس كانت عشية اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل وغدا تشييعه . اذا لن يحتفل لبنان اليوم بذكرى الاستقلال ولن تنزل المعارضة التي كانت قد حددت ساعة الصفر ولم تعلنها الى الشارع بل ستشهد بيروت غداً الخميس تظاهرة ضخمة بدأت قوى 14 آذار تعد لها لمناسبة تشييع الوزير الجميل. وقد وجه النائب سعد الحريري مساء امس نداءً الى أنصاره في كل لبنان للمشاركة. وبدأت عملية التعبئة للحشد في كل المناطق. وذلك بعدما تقرر تحويل التشييع الى تظاهرة سياسية ضخمة.وكان القرار قد تم اتخاذه بعد انتقال أعضاء السلطة الى بيت الكتائب في الصيفي ليعقدوا اجتماعاً بحضور الرئيس فؤاد السنيورة. وبعد كلمات الرثاء طلب الحاضرون من الرئيس أمين الجميل تأجيل تشييع نجله الى الخميس بدل اليوم الأربعاء وتحويل المأتم الى تظاهرة شعبية في ساحة الشهداء.


إلغاء احتفالات عيد الاستقلال

وكانت قيادة الجيش قد اعلنت امس إلغاء الاحتفالات المقررة وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة ايام . من جانبه ألغى الرئيس إميل لحود رسالة كان سيوجهها الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال واستعاض منها بكلمة مقتضبة واصفاً الجريمة بأنها quot;كارثة ضربت جميع اللبنانيينquot;، داعياً الى التوحد quot;وإلا كانت الخسارة على كل لبنانquot;. وقال quot;ان من ارتكب هذه الجريمة يعمل ضمن المؤامرة التي بدأت باستشهاد الرئيس رفيق الحريريquot;. وأضاف ldquo;وحدة اللبنانيين هي في قوتهم، والطريقة الوحيدة للخروج من هذه المؤامرة هي ان نجلس معاً لإيجاد الحلول لكل المشاكل اللبنانية وفي اسرع وقت ممكنquot;. كذلك ألغى لحود الاستقبال الرسمي الذي كان مقرراً اليوم لمناسبة عيد الاستقلال. وأعلنت قيادة الجيش أيضاً إلغاء العرض العسكري الذي كان مقرراً في ثكنة الفياضية، للمناسبة نفسها. كذلك اعلنت رئاسة الحكومة الحداد الرسمي .

الجميل تمتم بضعة أسماء

ذكرت صحيفة الأخبار في عددها الصادر اليوم نقلا عن مصادرها ان الجيش اللبناني قام بمجموعة من التوقيفات، للتحقيق مع أشخاص، معظمهم من جنسيات أجنبية، كانوا بالقرب من موقع الحادث. كما أثارت شاحنة تابعة لشركة laquo;سوكلينraquo; شكوكاً بعد أن تركها أصحابها على مسافة بضعة أمتار من ساحة الجريمة ورحلوا. وأكد بعض الأمنيين تحقيقهم في أمرها. فيما أكد أحد أفراد القوى الأمنية، الذي قال إنه كان أول الواصلين إلى سيارة الجميّل، أن الوزير لم يقتل مباشرة، وكان يحاول أن يطلب نقله إلى المستشفى، ويذكر أسماء عدة لم يستطع الأمني الذي بدا شديد القلق أن يذكرها. كما شهدت بكفيا إشكالا بين الكتائب والحزب القومي السوري الاجتماعي حيث استدعى تدخل قوات الامن لفض الخلاف بين الاطراف . وفي التفاصيل حاول شباب الكتائب إزالة يافطة مديرية الحزب القومي. الأمر الذي دفع بالقوميّين الموجودين داخل المركز إلى إطلاق النار عليهم. فلم يتمكّن الشباب من إزالة اليافطة الكبيرة. وعلى الأثر، حضر الجيش وانتشر على الفورمطوّقاً المكان.

في ذلك الحين تمّ تحطيم بعض السيارات. الأمر الذي استدعى الدفاع المدني إلى التدخّل ورشّ السيّارات بالمياه خوفاً من أن يتم إشعالها . الكتائبيّون يصرّون ان جثمان الجميل لن يمر بوجود اليافطة.


وذكرت معلومات أمنية أن تحقيقات الأمس شملت عناصر من أمن الدولة المكلفين مرافقة الوزير الجميل وحمايته. فيما أوضح المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـلصحيفة نفسها أن عناصر من قوى الأمن ضُمّت إلى فريق مواكبة الجميل التي يتولاها عادة أمن الدولة. ولفت إلى أن موكب الوزير الراحل كان يعتمد على التمويه والتخفّي. وأكد مصدر أمني رفيع آخر أن التحقيقات الأولية لم تتوصل حتى ساعات متقدمة من ليل أمس إلى أي شيء يستحق الإعلان عنه.


عملية الاغتيال بحسب الروايات الأمنية


وفي التفاصيل التي اوردتها مصادر امنية وعسكرية أنهى الجميل واجب العزاء في كنيسة مار أنطونيوس، قرابة الرابعة إلا ربعاً، ، وما إنْ مشى بسيارته وهي من نوع quot;كياquot; ورقمها 201881/ ب والى جانبه مرافقه الشخصي سمير الشرتوني وجلس في المقعد الخلفي مرافقه الآخر وهو عنصر في أمن الدولة ويدعى مارون ساسين. وعند اقترابه من مكان الجريمة تعرضت سيارته لإطلاق نار فبادر الى تغيير وجهة سيره ليصطدم بسيارة لونها قاتم من نوع ldquo;هوندا ـــــ C.R.Vrdquo; رقمها 116 626/ ط ونزل منها ثلاثة مسلحين اطلقوا رشقات كثيفة من عيار 9 ملم من أسلحة صغيرة (ربما تكون مسدسات فردية او رشاشات صغيرة) مجهزة بكواتم للصوت، وأصابوه بثماني رصاصات في رأسه وأصابوا مرافقه الشرتوني بينما قال ساسين إنه نزل من السيارة وفر باتجاه آخر عندما لاحقه المسلحون وأطلقوا عليه النار ولكنهم أصابوا مواطناً كان ماراً في المنطقة.
ثم ركب المسلحون السيارة من جديد. ونقل المصدر الامني عن إفادات شهود عيان ان السيارات اتجهت صوب منطقة رومية، واختفت ولم تظهر التحقيقات اللاحقة مكان وجودها علماً بأنه تبيّن أن رقم لوحتها مزوّر ولا يعود الى السيارة نفسها.

وحسب التحقيقات الأمنية فإنه لم يكن هناك من يعرف بخبر انتقاله الى العزاء ولم يتأكد ما اذا كان ذوو المتوفاة على علم بذلك قبل وقت طويل او قصير، وان المكان له اكثر من مدخل، وان تقديرات الجهات التي تتولى التحقيق أن المجرمين كانوا قد أعدوا خريطة للمكان المستهدف ولطرق الخروج من المنطقة وانهم يعرفون المنطقة جيداً وربما لديهم اختراقات داخل مكتب الوزير او داخل جهازه الامني. وقال المصدر ان التحقيقات الآن في عهدة فريق مشترك من النيابة العامة وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وانه لا يمكن الحديث عن اي تفاصيل اخرى.


ورجّحت مصادر أمنية، أن يكون اكتشاف هذه الجريمة أهون من سابقاتها لأسباب عدة أوّلها أنّ الجاني كان ظاهراً للعيان وليس مختبئاً، وثانيها أنّه حضر بسيارته وإن كانت مسروقة، أو تمّ التلاعب بشكلها وأرقامها، وثالثها أنّها وقعت في وضح النهار، وفي مكان ومناسبة محددين، ورابعها أنّ الرصاصات انهمرت، بطريقة احترافية بالغة الدقة، على الجميل الذي كان وراء مقود السيارة. وحسب المصدر فقد أفاد عنصر امن الدولة المرافق أن المسلحين كانوا مكشوفي الوجوه وأن احدهم بشرته سمراء وطوله اكثر من 175 سنتم وله لحية صغيرة منمقة (سكسوكة).

غضب وإشكالات

على الرغم من طلب والد الراحل بيار الجميل الرئيس الاسبق امين الجميل من انصار الكتائب ومحبي نجله ضبط النفس وجعل ليلة امس ليلة للصلاة الا ان عددًا من الاشكالات سجل في اكثر من منطقة .في محيط مستشفى مار يوسف حيث يرقد الوزير الزميل احتشد ليل امس عدد كبير من المناصرين الغاضبين الذي صبوا جام غضبهم على الرئيس اميل لحود والنائب ميشال عون والسيد حسن نصر الله وحزب الله الذين حُمّلوا مسؤولية اغتيال الجميّل حيث كانت الشتائم هي اللغة الوحيدة ولا شعارات ولا هتافات الا في ما ندر. صرخ بعضهم quot;يا امين لا تعبس بدك عسكر لنلبسquot;.


ولحظة خرج رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني برفقة المطران رولان ابو جوده نال حصة الاسد من الشتائم. راح الحضور يصفق شاتما عون ولحود. وانبرى من يطلب من بقرادوني عدم الاحتماء بالمطران. وصرخ احدهم سائلا lt;من قتل بيار الجميّل؟ فرد الحضور بصوت واحد quot;ميشال عون وإميل لحودquot;.

وبدوره طرح الوزير السابق سليمان فرنجية تساؤلات عن عدد من المسائل التي تحيط بالجريمة واصفاً الاغتيال بـldquo;البشع والمشينrdquo;، وتساءل: ldquo;من المستفيد من الاغتيال، وكيف يقتل وزير بأقدم الطرق وأسهلها أمام أحد مرافقيه وفي وضح النهار وفي عقر داره. لقد كان القاتل مطمئناً، من طمأنه؟rdquo;. ولفت الى ldquo;أن المعارضة التي كانت تستعد للشارع أربكها هذا الاغتيالrdquo;. وأضاف ldquo;ثمة نية لاستنهاض العاطفة وتعويم الاكثرية وهي في مأزق، وهذه الجريمة البشعة لن تخدم إلا الاكثرية الوهمية، وبعد هذه الجريمة سوف يحاولون تنفيذ مشاريعهم ونحن لن ندعهم ldquo;يأكلون راسناrdquo;.