إعتدال سلامة من برلين: تأتي الدراسة التي نشرها اليوم اورال كرواسون المختص بشؤون الارهاب والحروب في جامعة هايدلبرغ في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من التطرف الاسلامي. فقد اشارت الى ان الارهاب ليس سببه دائما التطرف الديني الاسلامي بل الفقر والوضع الاقتصادي السيئ جدا والاضطهاد.

وما يثير الاهتمام قول الدراسة ان المواقع الجغرافية للنزاعات الارهابية والصراعات السياسية المسلحة هي في آسيا اكثر منها في الشرقين الادنى والاوسط. وازداد عدد العمليات الارهابية في السنوات الخمس الاخيرة من 700 الى 2200 عملية في السنة. وقتل وجرح نتيجتها حتى 13 الف انسان.

وعلى الرغم من ان المسببات الدينية وراء هذه الاعمال زادت الا انها لم تتحول الى السبب الرئيس. وعليه فان 26% من العمليات الارهابية التي وقعت في العالم كانت لها خلفية دينية خاصة اسلامية متطرفة، و النسبة نفسها ارتكبتها المجموعات اليسارية المتطرفة خاصة في اميركا اللاتينية. الا ان النسبة الاكبر وهي 36% كانت لها اهداف سياسية وعقائدية متعصبة او قامت بها حركات انفصالية. في الوقت الذي ارتفع العدد الاجمالي للصراعات في العالم انحصرت 80% من انشطة مجموعات الاعمال الارهابية على بلدان مثل العراق وكولومبيا والشيشان واقليم كاشمير والفيلبيين واندونيسيا وقسم من تايلندا.

وبحسب الدراسة يتضح ان إدراكنا للخطر بسبب العمليات الارهابية التي وقعت في نيويورك ولندن ومدريد مختلف عما هو عليه في البلدان الاخرى. لكن علينا ان نعرف ان اعتداءات وعمليات عنف تقع في هذه البلدان ايضا بسبب الظلم الاجتماعي وعدم العدالة واهمال مجموعات من المجتمع والقذف بها الى دائرة الظلام.

ولا تريد الدراسة اهمال مسببات جوهرية اخرى للقيام بعمليات ارهاب مثل الفقر المدقع والانشقاقات الاثنية وتسلط الدولة وانعدام وجود انظمة سياسية ديمقراطية. لذا فان اللجوء الى الوسائل التعسفية لمراقبة المواطنين وزيادة القوانين كلها لن تحمل الامن، ومن الافضل ان يقوي الغرب سياسته الانمائية لمكافحة الفقر وتشجيع الديمقراطية ومساندة الحكومات ذات القيادات الجيدة. ومن اجل ادارة النزاعات عبر وضع ضوابط للتقليل من تسعير الازمات والعمل على اعادة الاعمار عن طريق وضع استراتيجيات مفيدة وطويلة الامد.