ضغوط سورية لقيام حكومتين في لبنان!
السنيورة يؤجل المحكمة اليوم إذا عاد المستقيلون

الياس يوسف من بيروت: هل اقترب لبنان من حافة الهاوية حقاً؟ السؤال الذي فرض نفسه على الأوساط الدبلوماسية والسياسية في بيروت بعد ليلة، عصفت بساعاتها الثقيلة البيانات والبيانات المضادة، وقبل أن تنتهي التعازي التي دخلت يومها الرابع بوزير الصناعة الوزير بيار الجميّل في بكفيا. وقد حمل رد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على البيان المشترك لرئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ quot;حزب اللهquot; السيد حسن نصر الله، والذي صدر فجر اليوم، فسحة أمل باستئناف الاتصالات لإحياء خطة التسوية السابقة، خشية الدخول في الفوضى العارمة ونتائجها المدمرة على الوحدة الوطنية والاستقرار ووحدة المؤسسات، ولتجنب الدخول في متاهات دستورية تضيع القضايا الأساسية، ولا سيما بعد المعلومات التي سربت عن نية بعبدا إصدار مرسوم منفرد (دون توقيع رئيس الحكومة) بقبول استقالة الوزراء الستة، وبالتالي احتمال تكرار تجربة العام 1988 بتشكيل حكومة موازية لحكومة الرئيس السنيورة الدستورية والشرعية.
وأكد السنيورة في رده استعداده لتأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم، في حال قرر الوزراء الستة العودة عن استقالاتهم والمشاركة في دراسة مشروع المحكمة الدولية ونظامها، مؤكداً ترحيبه ببيان الرئيس بري والسيد نصر الله.

وquot;الذي ترك في نفسي الكثير من الارتياح والترحيب خاصة لجهة التاكيد على الالتزام بقيام المحكمة الدولية وضرورة كشف الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو تاكيد لما كنا سمعناه سابقا وهوفي ذات الوقت يؤكد الحرص على الاجماع الوطني في هذه القضية التي تهم الشعب اللبناني باسره والذي يريد ان تترجم هذه الاستعدادات الطيبة بافعال ملموسة .
بري - نصر الله

وسبقت صدور رد رئيس الحكومة فجر اليوم اجواء سوداوية، ساهم فيها البيان المشترك الذي صدر مساء عن الرئيس بري والسيد نصر الله، والذي اعتبر انه وضع البلاد امام مخاطر النفق، وينعى جملة مبادرات حصلت نهاراً ومساء، سواء على مستوى تحرك الرئيس سليم الحص الذي لم يكتب له النجاح أو زيارة رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط الى عين التينة والاجتماع مع الرئيس بري للبحث عن مخرج يجنب البلد الفتنة والدخول في المجهول وفقا للتعبير الذي استخدمه رئيس اللقاء الديمقراطي.

quot;اللهم اشهد اننا بلغناquot; بهذه العبارة ختم القطبان الشيعيان رسالتهما المطولة الى اللبنانيين والتي عرضا فيها الموقف من المحكمة الدولية، وسرداً لمساعي التسوية، التي قالا ان الفريق الآخر قد انقلب عليها محتفظين بحق المعارضة quot;باستخدام الوسائل الديمقراطية المتاحة وفق الانظمة والقوانين المرعية، والتي سنضطر لاستخدامها اذا ما استمر الطرف الآخر بالتعنت وتجاهل ركائز الوفاق الوطني اللبنانيquot;، وهذا يعني اعتماد خيار الشارع اداة للضغط اذا ما عقدت جلسة مجلس الوزراء اليوم.

وهكذا بدا لبنان يعيش تحت وطأة ضغوط اقليمية ودولية تجره جرا الى الفوضى والانقسام الوطني الكبير على كافة المستويات بما فيها الدستورية، بالتزامن مع موقف لافت كشف النقاب عنه في توقيته، تمثل بطلب سورية من الامم المتحدة عدم تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل انتهاء التحقيق الدولي الجاري . فماذا جرى في مسار نهار امس الذي انتهى فجر اليوم الى فتح الابواب على احتمالات تسوية تنتظر ان تتبلور اليوم بالرغم من ضغط الهيئات الاقتصادية التي نفذت اقفالا تاما امس.

مساع لدى بري

بدأ النهار بمسعى لم يصل الى حد المبادرة، قام به الرئيس سليم الحص الذي زار الرئيسين بري والسنيورة، مقترحا تأجيل الجلسة المقررة اليوم لمجلس الوزراء بضعة ايام، لكنه اصطدم بموقف حاسم من رئيس الحكومة الذي تمسك بالجلسة وبإقرار المحكمة الدولية لانها الاساس في هذه المرحلة فيما لمس من الرئيس بري تخوفه من فشل أي تحرك اذا لم يتوفر له ضمان الحد الادنى من النجاح. ولاحظ الرئيس الحص ان الجو قائم جدا والافق مسدود بسبب غياب المبادرات السياسية من الطرفينbull; ومساء زار جنبلاط الرئيس بري في عين التينة، مقترحا عليه البحث عن مخرج يجنب البلد الدخول في الفوضى، لكن المسعى الجديد اصطدم بجدار جلسة اليوم، وتأجيل اقرار مشروع المحكمة، مما حمل جنبلاط الى الخروج من دون الادلاء بتصريح لكن مصادر بري، ذكرت أنه حمّل النائب جنبلاط مخرجاً للازمة القائمة لم يكشف النقاب عنه، وانه ينتظر جواباً عليه في ساعات ما قبل ظهر اليوم.

وقالت مصادر بري انه سيواصل مسعاه حتى آخر لحظة، معتبرة انه اذا ما تم تأجيل جلسة اليوم تكون الاكثرية قد تركت للصلح مطرحاً، واشارت الى انه بالرغم مما هو حاصل، فإنه ما زال هناك بصيص امل بالوصول الى حلولbull; وسألت: لماذا مسودة مشروع المحكمة الدولية استغرقت مناقشتها في مجلس الامن اشهراً وشارك العديد من ممثلي الدول في مناقشتها، ولا يترك المجال في لبنان لافرقاء للاطلاع عليها ومناقشتها وابداء الملاحظات اذا كانت موجودة؟ مجددة التأكيد على انه ما من احد في لبنان ضد المحكمة الدولية لكن الخلاف على طريقة التعاطي في هذه المسألة.

وكان بري قد اعتبر في مقابلة مع اذاعة quot;بي بي سيquot; البريطانية ثبت قبيل مجيء جنبلاط، ان جلسة مجلس الوزراء اليوم لاقرار مشروع المحكمة ليست دستورية، مشدداً على ان تجاوز الخلافات التي تعصف بلبنان لم يتم الا بالحوار، موضحاً ان الوزراء الشيعة لن يعودوا عن استقالاتهم من الحكومة في الوقت الحاضر، مشيراً الى ان فريق الاكثرية لم يقدم حتى الآن اقتراحات تسمح له بالدعوة الى استئناف الحوار، مؤكداً انه كرئيس لمجلس النواب سيطبق الدستور والقانون في مسألة الدعوة لعقد جلسة للمجلس لاقرار المحكمة الدولية.

ووصف اقتراح الرئيس السنيورة بتوسيع الحكومة يكون فيها وزيران حياديان ضمن الثلث زائد واحد، بأنه يمس بالدستور، لانه لا يصح لوزيرين عدم التصويتbull; معتبراً ان الجلسة في حال عقدت اليوم هي بالنسبة له وكأنها لم تعقد، نافياً ان يكون خيار اسقاط الحكومة هو الخيار الوحيد، مشيراً الى انه مازال على رأيه بالحفاظ على الحكومة وعلى رئيسها.

لحود ومعاودة تجربة الانقسام

وسط هذه المعمعة توقعت مصادر دبلوماسية أن يشتد الضغط من دمشق وquot;حزب اللهquot; على رئيس الجمهورية الممددة ولايته للسير في ما يطرحه الحزب من ضرورة أن يعلن لحود قبول استقالة الوزراء الستة، واستطراداً استقالة الحكومة لاعتبارها فاقدة الشرعية الدستورية لمخالفتها quot;البندquot; (ي) من مقدمة الدستور، والدعوة فوراً الى استشارات نيابية في القصر الجمهوري، بمن حضر من النواب، يكلف بعده لحود إحدى شخصيتين حكوميتين سابقتين تنشطان راهناً في أكثر من إتجاه.


وقالت المصادر ان هناك أطرافاً رئيسية تسعى الى إستعادة تجربة ازدواجية عون - الحص في العام 1988، انما من موقع مختلف، وذلك من أجل تكريس الانقسام السياسي الحاصل، ومحاولة فرض أمر واقع في أي تفاوض مرتقب، أو تسويات أمر واقع في أي تفاوض مرتقب، أو تسويات دولية - أقليمية قد يجري اعدادهما في المرحلة الآتية. لكن مراجع حكومية قالت أن رئيس الجمهورية لا يستطيع بموجب الدستور (المادة 53) اصدار مراسيم بقبول استقالة الوزراء أو إقالتهم الا بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء.

وكانت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية وجهت أمس الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء كتاباً اعلمتها فيه بأن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في جلسة دورية أو استثنائية quot;دعوة مخالفة للدستور وباطلةquot; وإن الرئيس لحود quot;بحل كلي من أي التزام أو موجب دستوري يقع عليه في معرض تعامله مع القرارات الصادرة عن سلطة دستورية قائمة بصورة صحيحةquot;.

ووجه لحود أيضاً quot;رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أعلمه فيها بأن أي مصادقة لاحقة على مشروع الاتفاق بين الأمم المتحدة والجمهورية اللبنانية بشأن انشاء محكمة خاصة والنظام المرفق به واللذين حظيا بموافقة الأمم المتحدة quot;لن يكون لها أي سند دستوري لانها حصلت من قبل حكومة فاقدة لشرعيتها الدستوريةquot;bull; ولفت الى انه لم يحصل أي تشاور معه في مراحل التفاوض الأولى بشأن هذه المحكمة الخاصة، وانه لم يتبلغ أي مضمون للنقاط المثارة خلال اجتماعات العمل التي جرت في معرض هذا التفاوض

الجنرال عون

من جهة أخرى ،ذكرت صحيفة quot;اللواءquot; ان رئيس تكتل quot;الاصلاح والتغييرquot; الجنرال ميشال عون، ابلغ quot;حزب اللهquot; ارتياحه للتماسك في قواعده الشعبية، وأنه طلب من الحزب مهلة ايام لتدارك بعض الثغرات، قبل بدء التحرك الشعبي الاعتراضي؟ وأضافت ان عون والحزب اتفقا على ان التحرك سيبدأ في مهلة اقصاها اسبوع، الا في حال طرأ ما يحل الازمة ويعطي المعارضة مطالبها، وإن كان هذا الامر يبدو مستحيلاً، في ضوء تصلب الاكثرية واعتمادها مبدأ الهجوم وليس الدفاع.

وقال عون امس انه ينتظر quot;بفارغ الصبر جلاء الحقيقةquot; في قضية اغتيال الوزير بيار الجميل quot;حتى نبني على هذا الامر المقتضى اللازمquot;bull; واستغرب quot;تكرر التنبؤات التي تنفذquot;، خصوصا ان quot;التنبؤات فيما يتعلق باغتيال وزراء ونواب صحّت وغمز من رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع قائلا: quot;هناك من تنبأ قبل اسابيع وايام بأن اغتيالا سيحصل لتخفيض النصاب في مجلس الوزراء، فأين اصبحت معلوماته بالنسبة الى القضاءquot; واكد quot;اننا سنطالب بمعرفة اين اصبح التحقيق في قصة شبكة quot;الموسادquot; التي قامت بخمس جرائم اغتيال وسكت عنها التحقيق فجأةquot; وقال: quot;ربما هناك شبكة داخلية محمية تقوم بهذه الجرائم وتتهم من تشاء كما فعلوا معناquot;. اضاف: quot;نريد كلاماً مسؤولا من الوزارة المسؤولة (الداخلية)، فإما ان تلتزموا الصمت او ان يكون امامكم ان تتنازلوا عن ممارسة السلطة وتستقيلوا وتذهبوا الى منازلكمquot;.

وانتقد quot;الاتهامات والهتافات ضد اطهر تيار سياسي( تياره) quot;، واعتبر quot;ان اتهامه بأنه ضد المحكمة الدوليةquot;، لؤم سياسي وروح الجريمة والفتنة والتفرقة وعهر الكاذبين في الاعلام والسياسة والسفارات وفي زواريب بيروت او في العواصمquot;. وقال: quot;فليتركونا نقرأ ونصوّت عليها عندما تصلنا نحن النواب كنا مسؤولين في انشائها وسنكون مسؤولين في اقرارها ايضاًquot;.


مساعي البطريركية المارونية

إلى ذلك، كشفت اوساط مسيحية مطلعة ان المطرانين رولان ابو جودة وسمير مظلوم نقلا امس الاول رسالة الى عون من البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير قائمة على عنصرين: - ضرورة العمل على التهدئة في الوسط المسيحي، لا سيما بين الكتائب اللبنانية وquot;التيار الوطني الحرquot; وتأتي في هذا السياق الزيارة المرتقبة لعون الى بكفيا للتعزية باستشهاد الوزير بيار الجميل.

- إعلان عون موقف علني عن قبوله تشكيل المحكمة الدولية والتصويت عليها في مجلس النواب. واشارت الاوساط الى ان المطرانين نقلا رسالة واضحة في هذا الشأن مفادها quot;اننا كمسيحيين لسنا بقادرين على تحمل افشال المحكمة الدولية او عرقلة انشائها. ولفت الى ان عون استجاب لهذا المسعى البطريركي، فأعلن علناً بعد ترؤسه اجتماع تكتل quot;الاصلاح والتغييرquot;، مساء امس موافقة التكتل على المشروع، لكنها قالت ان هذه الموافقة جاءت بخفر، متحدثة عن ضغوط يتعرض لها quot;التيار الوطني الحرquot; في هذا الصدد.

واعتبرت ان النبرة العالية التي ميزت كلام عون امس تهدف الى اعادة شد العصب المسيحي بعد التراخي الذي اصابه نتيجة اغتيال الجميل. واعتبرت الاوساط المسيحية ان بكركي لعبت في الآونة الاخيرة، ولا سيما بعد الجريمة، دوراً متزناً لمنع تجدد الاحتقان وعمليات التوتير المقصودة، فطلبت من الرئيس امين الجميل تهدئة النفوس، وضغطت في اتجاه عدم تسيير تظاهرات بعد الجنازة تحت اي شعار كان.

ورأت الاوساط ان الاحداث والتحركات التي شهدتها امس الاول اكثر من منطقة في بيروت وضاحيتها الجنوبية، تحمل في طياتها رسالة الى quot;التيار الوطني الحرquot; بأن الفريق الشيعي لا يزال يبدي كامل الاستعداد للتحرك في الشارع عندما يصدر القرار وأن لا شيء يغير من هذا الاستعداد.
وتحدثت عن تنامي حركة اعتراضية داخل التيار وداخل تكتله النيابي، ضغطت في اتجاه اعلان موقف واضح ونهائي من ملف المحكمة الدولية، وعبر النائب نعمة الله ابي نصر صراحة امس عن هذا التوجه بعد لقائه البطريرك الماروني في الصرح البطريركي، عندما دعا رئيس الجمهورية الى ترؤس جلسة مجلس الوزراء، وعودة الوزراء الشيعة عن استقالاتهم، كما دعا بري الى تخصيص جلسة لابرام مشروع المحكمة الدولية، لكن عون اعتبر ان موقف النائب أبي نصر يعبّر عن quot;رأيه الشخصي

تصعيد quot;حزب اللهquot;

وفي المقابل، صعّد quot;حزب اللهquot; من مواقفه تجاه الأكثرية التي اتهمها بلسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بمحاولة استثمار اغتيال الوزير بيار الجميّل لتعويم تفرّده، فيما هاجم عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي quot;الفريق الحاكمquot; بعنف شديد، معتبراً أن هذا الفريق حاول بكل الوسائل القضاء على المقاومة وسلوكها مستفيداً من سيلان الدم وغليانه وعمليات الاغتيال، معتبراً أنه منذ اللحظة الأولى اعتمد المشروع الأميركي على الدماء للانقلابbull; وأضاف أن quot;سمير جعجع لجأ الى السفارة الأميركية عندما توصلنا الى تفاهم مع سعد الحريري، وتساءل عن موقعه خارج هذا التفاهم وهدد هناك بأنه في حال حصل توافق دونه، فإنه سيعلن هو وجنبلاط الفيدراليةquot;.

السفير السعودي خوجة

وإزاء هذا التصعيد في المواقف، واصل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة تحركه، محذراً اللبنانيين من أن quot;الظروف الصعبة في غير مكان من هذه المنطقة، تستدعي اليقظة والتنبّه وعدم تقديم أية مصلحة على المصلحة اللبناية العليا.
واعتبر quot;أن جميع اللبنانيين متفقون على ضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الجرائم المرتكبةquot;.
وأشار الى quot;أن جميع القادة قالوا أنهم مع قيام محكمة دولية فلتتم ترجمة ذلك، ثم يجري تصويب الأوضاع بدءاً بموضوع المشاركة وانتهاء بموضوع النهوض الاقتصاديquot;.

ولفت الى أن اللبنانيين أمام خيارين: إما الانجرار الى الفوضى أو تحصين وضعهم الداخلي، مشيراً الى لغتين تتحكمان بالقادة اللبنانيين: لغة التصعيد التي لا تقود إلا الى الخراب، لا سمح الله، ولغة التحاور التي تقود، بإذن الله، الى ما فيه خير لبنان واللبنانيين.

سعد الحريري

اما رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري فقد دعا الى الارتقاء دائما الى مستوى هذه الايام الوطنية وعدم الانجرار وراء اية شعارات او هتافات او ردات فعل من شأنها ان تسيء الى الاهداف الوطنية، معربا عن اسفه الشديد لما طال بعض الرموز والشخصيات الروحية والسياسية من اساءات لا تمت الى اخلاقنا ولا جوهر تربيتنا السياسية والوطنية بأية صلة.وقال: ان النيل من كرامة الشخصيات والمقامات في أي موقع كانوا أمر مرفوض ومستنكر ولا نقبله من اي جهة صدر ولا نرتضي لاهلنا واحبائنا ان ينزلوا اليه مهما كانت الاسباب موجبة لحصوله.. عدم الانجرار لمحاولات مكشوفة من قبل الذين يسعون الى ضرب الاستقرار العام.

التحقيق في اغتيال الجميّل

وعلى صعيد التحقيق بجريمة اغتيال الوزير الجميل كشف مصدر امني ان الخبراء الجنائيين استخرجوا امس من عدد من بقع الاسفلت في مسرح الجريمة آثار عجلات قد يعود بعضها الى السيارتين اللتين استعملهما الجناة.ولفت الى ان الخبراء يدرسون مجموعة من البصمات استخرجت من اجزاء من سيارة الجميل لا سيما لجهة باب السائق، غير انه اشار الى انه ليس من الضرورة ان تكون هذه البصمات للجناة، نظرا الى ان عددا من الاشخاص دخل مسرح الجريمة لحظة وقوعها وقبل وصول القوى الامنية، لنجدة الشهيد او للاطلاع على ما يحصل، واوضح ان المظاريف الفارغة العائدة الى السلاح او الاسلحة المستعملة لم تكن في مكانها المفترض، نظرا الى ان عددا من الاشخاص عمد الى جمع المظاريف او بعثرتها قبل اقفال مسرح الجريمة. وقال ان القضاء المختص طلب من وزارة الاشغال العامة والنقل نصب خيمة تغطي مسرح الجريمة وتتيح حفظ الادلة من العوامل الطبيعية، افساحا للخبراء الدوليين درس المعطيات المتوافرة ميدانيا. واشار الى انه تبين ان 22 رصاصة من الرصاصات الاربعين المستعملة استقرت في رأس الجميل وجسده.