مسفرغرم الله الغامدي من الرياض: عبر المؤتمر العالمي العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي فى بيانه الختامي الذي صدر اليوم في القاهرة عن القلق الشديد للأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدنية في فلسطين المحتلة والمخططات الاسرائيلية المستمرة لتكريس حالة الاحتلال والاحتقان والحصار الاقتصادي خاصة ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وإفشال تجربته الديمقراطية وحكومته المنتخبة مجددا استنكاره لتلك الممارسات ومناشدا المجتمع الدولي وذوي الضمائر في العالم بتوحيد المعايير في التعامل الدولي والقرارات الدولية.

وناشد المؤتمر الحكومات والهيئات والشعوب المسلمة والأمم الحرة الوقوف مع قضية فلسطين وعدم إقرار المحتل على اعتدائه ورفع الظلم والحصار عن شعب فلسطين معلنا تأييده لجهود المصالحة في الصومال وأفغانستان للحيلولة دون الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد ولتحقيق الأمن والسلام مطالبا بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بقضية المسلمين في كشمير.

كما اعرب المؤتمر عن أسفه الشديد لما يجري في العراق من الانفلات الأمني وسفك الدماء وظهور الاتجاهات العرقية والجهوية الضارة بوحدة الوطن مطالبا بتعزيز جهود المصالحة الوطنية بين فئات المجتمع العراقي وخروج المحتلين، واعرب المشاركون فى الـمؤتمر عن قـلقهم واستنكارهم للممارسات غير المسؤولة التي تنـال من ثوابت الأمة الإسلامية ومنها التطاول على مقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والنيل من مقام الصحابة الكرام عبر التصريحات ووسائل الإعلام والهجوم على الإسلام بعامة مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تزيد من حدة الخلاف وتعرقل الجهود المبذولة في بناء جسور التفاهم والتعاون بين الدول الشعوب في العالم. واوصي المؤتمر الجهات المعنية بالالتفات إلى الأقليات الإسلامية في العالم بغية العناية بهم وتمكينهم من الإسهام في بناء مستقبل مجتمعاتهم.

من جانب اخر ابدى المشاركون تخوفهم من الصيحات المعلنة عن ولادة شرق أوسط جديد واوصوا بأن تتداعى الأمة إلى التبشير بفجر جديد يترسخ فيه مفهوم التعاون الدولي واحترام الأديان والثقافات والعمل من أجل ترسيخ قواعد العدل والأمن والتعايش السلمي العالمي.

واكد البيان الختامى على نبذ الإرهاب بكل أشكاله وصوره سواء أكان من دول أو أفراد والفرق بينه وبين مقاومة العدو المحتل وأن الإرهاب لا وطن له ولا دين مطالبا بعدم تبديد الجهود في محاربة آثار الإرهاب وتجاهل الأسباب المؤدية إليه. وشدد على إن المنظمات الإسلامية شريك مهم في العمل الدولي وما المبادرات الدولية المطروحة حاليا إلا بداية لعمل طويل يرسخ الحوار والتفاهم موصيا بنقل هذه الأفكار والمبادرات من مرحلة التنظير والآمال إلى مرحلة التعاون في التنفيذ.

وناشد المؤتمر الحكومات والمنظمات الإسلامية ذات العلاقة بالشأن الشبابي في العالم الأخذ بهذه التوصيات والتجاوب معها وزيادة المخصصات المالية للبرامج الشبابية الهادفة مطالبا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والمصارف العربية والإسلامية كافة بإيجاد المحافظ والقروض الميسرة لمعاونة شباب الأمة في المشاريع الصغيرة للقضاء على البطالة ولتيسير أمور الزواج والحياة الأسرية الكريمة لهم.

وأكد اهمية العناية بالدراسات والبحوث المتعلقة بالتربية الخلقية للشباب وفقا للمنظور الإسلامي بما يناسب المراحل التعليمية المختلفة والعمل على تضمين برامج التربية الخلقية ضمن مناهج الإعداد الأكاديمي لطلاب الجامعات في مختلف تخصصاتهم واعتماد التنمية الفكرية أسلوباً لحل مشكلات الشباب الاجتماعية والنفسية ورفع سقف اهتماماتهم تجاوزا لهيمنة النسق القيمي المعرقل للتنمية والبناء.

كما أكد البيان أثر منظومة القيم الإسلامية في تنمية خصائص الفاعلية لدى الشباب المسلم ليصبح مؤثراً وإيجابياً في محيطه الاجتماعي واهمية بناء استراتيجية تعنى بتنمية القدرات الإبداعية من خلال توظيف منظومة من الآليات العقلية مثل التحليل والتركيب والتلخيص والاستنتاج المنطقي الإبداعي واهمية الوعي بالتاريخ الحضاري للأمة الإسلامية في بناء الواقع المعاصر على نحوٍ يراعي متطلبات المزاوجة بين الأصالة والمعاصرة.

وطالب المؤتمر بالعمل على معالجة مشكلات الشباب المتصلة بقيم العمل من خلال بيان وتأصيل منهج الاقتصاد الإسلامي بالتركيز على القيم والتصورات الكلية التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم لشباب الأمة وتدريب الشباب على تحري التوازن والوسطية والاعتدال في دينهم بتوخي العقل مع العاطفة والبرامج قبل الشعارات والأعمال والإنجازات دون الأماني والرغبات و ضرورة تأكيد شمولية المنهج الإسلامي بتوسيع دائرة العلوم لتشمل العلوم الشرعية مع العلوم الكونية وتوسيع دائرة الفقه لتشمل فقه المصالح.

وحث الشباب لتوسيع دائرة الانتماء لتشمل مفهوم الأمة الواحدة تحقيقا للمصالح العليا للأمة دون التمحور حول ما يعوق تحقيق هذه الأهداف العليا وضرورة نشر روح التعليم المستمر وتشجيع التعلم الذاتي مدى الحياة ومعالجة الاعتقاد السائد بأن تكملة السلم التعليمي ونيل الشهادة العالية هو نهاية المطاف في طلب العلم وإجراء الدراسات والأبحاث الميدانية للتعرف على أحوال الشباب النفسية والوجدانية والفكرية والثقافية والاجتماعية من خلال صناعة قاعدة معلومات يمكن الرجوع إليها في الإعداد الاستراتيجي لحل مشكلات الشباب حلاً علمياً يتناسب والإشكالات المطروحة.

واكد البيان اهمية تعريف الشباب بكل وضوح وصدق وموضوعية بحقائق التاريخ والقضايا المعرفية الشائكة في ضوء المنظور الإسلامي للنقد التاريخي والتقويم العلمي وشرح أسباب ودلالات وعبر هذا التاريخ وتلك القضايا و تفعيل الدعوة النسائية وتنسيقها عبر المؤسسات الدعوية والتأسيس لعمل نسائي فاعل له حضوره على المستوى المحلي والدولي والإفادة من آليات الهيئات الدولية لتحقيق أهداف الدعوة وإضفاء عناصر الطهر والعفاف على البيئة الاجتماعية المسلمة والتصدي لأسباب وأساليب الإثارة الجنسية الرخيصة من أفلام وصور وعروض خاصة مما يتعلق بالمرأة المسلمة الشابة التي تستهدفها عمليات الإثارة والتفلت من قيم الحضارة.