افسس(تركيا): وجه البابا بنديكتوس السادس عشر نداء جديدا لاقامة السلام في الشرق الاوسط اليوم الاربعاء في افسس، غرب تركيا، حيث اقام اول قداس خلال زيارته لتركيا غداة وصوله الى هذا البلد الذي يدين 95% من سكانه بالاسلام.وقال البابا quot;من هذه الضفة، من شبه جزيرة الاناضول الجسر الطبيعي بين القارات، ندعو للسلام والمصالحة قبل كل شيء للاشخاص الذين يسكنون هذه الارض التي نسميها +مقدسة+ وهي كذلك بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمينquot;. واضاف البابا في عظته التي القاها باللغة الايطالية وترجمت الى التركية quot;السلام للبشرية جمعاءquot;. وتابع يقول quot;كلنا بحاجة الى هذا السلام العالمي. والكنسية مدعوة لان تبشر بهذا السلامquot;.

وقال بنديكتوس السادس عشر انه اتى quot;في رحلة حجquot; الى افسس حيث عقد المجمع المكسوني الثالث في العام 431 الذي اعلن ان quot;القديسة مريم هي والدة الالهquot;، على خطى اسلافه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين المعروف ب quot;صديق الاتراكquot;. واشار البابا الى ان مريم التي يقدسها المسيحيون على انها والدة المسيح quot;يجلها ويكرمها المسلمون كذلكquot;.

واقتبس الحبر الاعظم جملة للبابا يوحنا الثالث والعشرين الذي كان يكن quot;تقديرا واحتراما كبيرين للشعب التركيquot; قائلا quot;احب الاتراك واقدر المزايا الطبيعية لهذا الشعب الذي مهد من موقعه طريق الحضارةquot;.

وتوجه بنديكتوس السادس عشر الى quot;قطيع الكاثوليك الصغيرquot; في تركيا وتحدث عن الكاهن الايطالي اندريا سانتور الذي اغتيل في شباط/فبراير في ترابزون (شمال شرق تركيا). واضاف البابا quot;ايها الاخوة والاخوات من خلال هذه الزيارة اردت اسماع صوت المحبة والقرب الروحي للكنيسة الجامعة الى المسيحيين الذين يشكلون هنا في تركيا اقلية صغيرة فعلا تواجه يوميا الكثير من التحديات والوصعوباتquot;..


ظلال التصريحات
يذكر أن التعليقات التي أدلى بها البابا خلال شهر سبتمبر(أيلول) الماضي حول الإسلام أرخت بظلالها على زيارة البابا الراهنة لتركيا.
ولكن جدول أعمال يوم الأربعاء سينصب على لقاء البابا مع البطريرك الأرثوذكسي بارثولوميو الأول، وهو السبب الأصلي الذي كان وراء قرار البابا بالسفر إلى تركيا.

من إفسوس إلى اسطنبول
وسينطلق البابا بعدئذ من إفسوس قاصدا اسطنبول، التي عرفت ذات يوم بالقسطنطينية التي كانت مركز الامبراطورية البيزنطية، ولكنها الآن هي أكبر مدينة في الجمهورية التركية العلمانية. وسيحل البابا في اسطنبول ضيفا على بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الذي يرأس 250 مليون شخص من المسيحيين الأرثوذكس حول العالم.

وكان البابا قد قال خلال اليوم الأول من زيارته لتركيا إن الطريق الأمثل للمسلمين والمسيحيين هو الحوار الحقيقي بينهم، المبني على الصدق واحترام الاختلافات، والذي يشير الى القواسم المشتركة بين الديانتين.

انضمام تركيا إلى أوروبا
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بابا الفاتيكان أبلغه عند وصوله الى أنقرة بأنه يساند محاولة تركيا الانضمام للاتحاد الاوروبي. وكانت تركيا قد استقبلت البابا دون ضجة اعلامية، إثر وصوله إليها صباح يوم الثلاثاء في زيارة للبلاد التي تقطنها غالبية مسلمة والتي مازالت عالقة بأذهانها التصريحات المثيرة للجدل أدلى بها بابا الفاتيكان عن الاسلام. وصرح البابا بأن زيارته توفر فرصة للمصالحة والحوار بين المسيحيين والمسلمين.

لقاء بين الشرق والغرب
وتحدث المعلقون في الصحف التركية بنبرة إيجابية عن الزيارة التي تستغرق أربعة أيام ووصفوها بانها لقاء بين الغرب والعالم الاسلامي، وليست صدام حضارات كما صورتها بعض الجماعات الاسلامية والقومية الصغيرة في تركيا. ورحبت صحيفة صباح بالبابا وكتبت كلمة (مرحبا) بالايطالية في صدر صفحتها ووصفت الزيارة بانها زيارة quot;تاريخيةquot; في وقت تصاعد فيه التوتر بين الغرب والاسلام.
ورغم هذه النغمة الايجابية شددت إجراءات الامن في العاصمة التركية أنقرة ومدينة اسطنبول حيث سيمكث البابا معظم أوقات زيارته.

سيارة مصفحة
ونظرا للتوترات الكامنة سيستقل بنديكت في أول زيارة يقوم بها لدولة اسلامية منذ توليه البابوية العام الماضي سيارة مصفحة أثناء مروره بشوارع أنقرة واسطنبول لا في quot;السيارة البابويةquot; المكشوفة المعتادة التي يستقلها بابا الفاتيكان. إلاّ أن الزيارة خيمت عليها أجواء الغضب، إذ تظاهر نحو 20 ألفا ضد الزيارة الاثنين، إذ أثارت تعليقات البابا عن الإسلام حفيظة المسلمين في العالم أجمع.

وخلال تواجده في تركيا، سيكون البابا بنديكتوس ثاني بابا على الإطلاق يزور مسجدا، فضلا عن اجتماعه بزعماء مسلمين ويهود فضلا عن زعماء الأقليات المسيحية التركية.