سمية درويش من غزة : توقعت مصادر فلسطينية تحدثت إليها quot;إيلافquot; ، أن تشهد الساحة الفلسطينية موجة جديدة من أعمال العنف والاقتتال الداخلي ، عقب الإعلان رسميا عن الحمل الوهمي quot;الكاذبquot; الذي كان ينتظره الشارع الفلسطيني بفارغ الصبر لولادة حكومة وطنية جديدة قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الأزمة الخانقة التي تمر بها الساحة.
وبحسب محللين سياسيين ، فان المفاوضات بين فتح وحماس لم تجهض ولادة الحكومة ، بل كان هناك حمل وهمي كاذب بغرض إسكات الشارع الفلسطيني الذي بدا عليه التذمر في الأشهر الأخيرة ، وكمحاولة لعدم جر الساحة للاقتتال الداخلي من جديد.
وأعرب العشرات من المواطنين عن استيائهم وتذمرهم جراء الإعلان أمس عن وقف المفاوضات بين فتح وحماس لعدم إضاعة الوقت ، والإعلان رسميا عن عدم تمكن الطرفين quot;فتح وحماسquot; من التوصل إلى اتفاق حول حكومة الوحدة ، في حين تم التوصل مع الجانب الإسرائيلي الأسبوع الفارط إلى اتفاق هدنة ووقف أعمال العنف.
ودعا المحلل السياسي عبد الناصر النجار ، إلى النزول إلى الشارع على اعتباره الخيار الذي يجب أن يبدأ به الجميع والحشد من أجل تحقيقه ، مطالبا النزول تحت شعار التغيير لمصلحة الوطن ، ولمصلحة المواطن وللخروج من النفق المظلم .
وقالت العجوز الفلسطينية أم سمير التي تداعب حفيدها أمام منزلها في حي الصبره في غزة ، وتضع مؤشر المذياع على إحدى المحطات المحلية لعلها تجد ما يثلج صدرها حول تشكيل حكومة وطنية للخروج من النفق المظلم ، قالت العجوز لـ quot;إيلافquot; ، quot; كنا ننتظر بفارغ الصبر الإعلان عن تشكيل الحكومة ، لكن الظاهر جماعتنا مبسوطين على وضعنا السيئquot; ، مشيرة إلى أنها عايشت عدة حكومات ومرت بأزمات سياسية عدة ، إلا أنها لم تشهد أزمة حقيقية كالتي يعاني منها أبناؤها لعدم تمكنهم من توفير الغذاء والدواء لأطفالهم ، بحسب تعبيرها.
وعلى الجانب الآخر يجلس أبو عماد في دكانه على كرسيه بانتظار احد الزبائن لبيعه بعض الخضار والفواكه ، وحين سؤاله عن رأيه بما أعلن أمس من فشل التوصل إلى حكومة الوحدة ، قال ببساطة ، quot; لم نكن يوم نعول عليهم ، وكنا ندرك بأنهم يضحكون علينا ، ولن يتمكنوا نهائيا من الاتفاق quot; ، موجها سخطه لكافة الفصائل والقادة ، quot; نقول لهم ارحلوا عنا كفى لعب بالناس وحياتهم ، نريد ان نعيش بسلام ونربي أطفالنا الذين حرموا حتى من الأكل والملبس النظيفquot; .
ومن خلال الحديث مع الشارع الفلسطيني في صبيحة اليوم الأول من الإعلان عن فشل المفاوضات بين الحركتين الرئيستين ، تبين مدى تمسك الشارع بالسلام ورفضه لأساليب الاقتتال والعنف ، وحاجته الماسة إلى حكومة رشيدة تهتم بأموره بعيدا عن الحزبية التي قتلت المودة والألفة في ما بينهم.
من جهته قال باسم أبو سمية مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون ، ان كذبة حكومة الوحدة الوطنية ضرب من الرقص على quot;الوحدة ونص quot; ، واستخفاف بعقول الناس الذين لم يعد أمامهم الا النزول للشوارع بزوجاتهم وأولادهم وبناتهم في احتجاجات سلمية متواصلة بشتى الأشكال الهادئة إلى أن ترحل الحكومة ، فالمصلحة الوطنية العليا والمشروع الوطني ورغيف الخبز أهم من ألف حكومة.
كما طالب النجار في مقاله ، الشارع بالصراخ بأعلى صوت كفى للتجارب السياسية في الجسد الفلسطيني النحيل ، وكفى للجوع وللانفلات الأمني وللجريمة ، ونعم للسلام العادل والتعددية السياسية وللانخراط في عجلة التنمية ولأن نكون جزءا من المنظومة الدولية.
وتتوقع مصادر سياسية فلسطينية ، بان يقدم رئيس السلطة محمود عباس ، خلال اليومين القادمين على اتخاذ خطوات مصيرية كإعلان إقالة حكومة حماس لصالح تشكيل حكومة جديدة من الخبراء لمدة عام ، كما دعت إليها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس ، لكن يبقى السؤال في حال أقدم الرئيس عباس فعلا على ذلك ، هل سيمنح المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حماس الحكومة الجديدة الثقة ، ام سيقع الشارع تحت رحمة الأكثرية البرلمانية؟.