مبادرة تفتح باب الحوار بين الحكومة والمعارضة اللبنانية
بيروت : بعد فترة من الاعتكاف والامتناع عن التحرك الفعلي وان كان مقره قبلة لتحرك عربي ودولي وداخلي مكثف خلال الايام الفائتة ، كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن تفاصيل مبادرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وان كان قد اكد لصحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم ان quot; المعارضة لن تخرج من الشارع وهذا قرار حاسم وكبير.. والكرة في ملعبهمquot;. متسائلا quot;هل هم يريدون المحكمة الدولية فعلا، أم أنهم يريدون حكم لبنان وحدهم... هل يريدون شريكا حقيقيا لهم في الوطن أم يريدون الاستئثار والاستفرادquot;.

وفي تفاصيل مبادرة موسى قال بري لصحيفة الاخبار اللبنانية انها تنقسم الى قسمين الاول داخلي والاخر اقليمي مؤكدا انه quot;نه يدعم جهود موسى لترتيب الجانب الاقليمي الذي يتركز على إحياء الاتصالات السورية -السعودية لما لذلك من انعكاسات على الوضع الداخلي اللبنانيquot;.اما حول الشق الداخلي فقال بري انه ما زال يدور حول الافكار التي سبق وتم طرحها وهي المحكمة الدولية والثلث الضامن وحكومة وحدة وطنية في ظل اختلاف الفرقاء على ترتيب هذه الاولويات . وتابع بر للصحيفة نفسها مبديا خشيته من التطورات السلبية على الارض موضحا انه تلقى امس اتصالاً من النائب سعد الحريري معزياً باحمد محمود، واتفق معه على تخفيف الحملات العامة وعلى ان تقوم هدنة إعلامية ولا سيما بين محطات ووسائل الاعلام التابعة لقوى السلطة والمعارضة على حد سواء.

وحول دور موسى كشفت quot;الاخبارquot; نقلا عن مصادرها ان عودته الى القاهرة ارتبطت ببت الجانب بالعلاقات العربية -العربية وانه بحث مع القيادتين المصرية والسعودية إمكان إيجاد أساس لتوافق يتيح استئناف الاتصالات المباشرة وخصوصاً بين الرياض ودمشق في ظل امكانية تكليف مبارك رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان مهمة مستعجلة في سوريا، فيما بادر الرئيس بري الى الاتصال بالحلفاء من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون وآخرين، ثم تقررت مباشرة درس بعض الامور ولا سيما ما خص ملف العلاقات السورية ـ السعودية. وأُوفد معاون نصر الله السياسي حسين الخليل ومعاون بري السياسي علي حسن خليل الى دمشق للقاء كبار المسؤولين هناك قبل العودة واستكمال البحث في هذا الشق الذي تابعه موسى من الخارج، وأطلع بري على نتائجه أولاً بأول.

مبادرة موسى الداخلية

ونشرت quot;الاخبارquot; تفاصيل مبادرة موسى الداخلية التي شددت على ان الحوار المباشر وغير المباشر هو السبيل الى الحل، وما دام صعباً إقناع أي من الطرفين بالتنازل الآن، فإنه يمكن عرض اتفاق على مرحلتين:الاولى: يصار الى الأخذ بهاجس قوى 14 آذار في ما خص المحكمة الدولية، ويصار الى تأليف لجنة مشتركة من المعارضة ومن السلطة تدرس خلال ايام قليلة وبصورة مكثفة الملاحظات والتعديلات، ويتم الاتفاق على صياغة موحدة قابلة للاعتماد رسمياً وان كان ذلك لا يعني ان على المعارضة انهاء اعتصامها السلمي وانه من الممكن ان يجري الحوار والجمهور في الشارع .


ويجري العمل على إقرار هذه المسوّدة مع التعديلات وإفساح المجال أمام توفير كل مستلزمات عقد اجتماع باريس 3 بنجاح، ، ثم تؤلف حكومة وحدة وطنية تضم الأفرقاء كافة شرط ألا تضم أياً من القوى غير الموجودة داخل المجلس النيابي. وحول الثلث المعطل، اقترح موسى ان يكون لفريق السلطة 19 وزيراً وأن يكون للمعارضة 10 وزراء، أما الوزير المستقل فتسمّيه المعارضة. وإذا وضعت السلطة حق الفيتو عليه تعود المعارضة وتسمي وزيراً آخر وإذا رفضته السلطة يُثبت الثالث باقتراح من المعارضة دون أي اعتراض من السلطة، على أن يتعهد هذا الوزير بعدم افتعال مشكلة واستعمال حق الفيتو لتعطيل الحكومة وممنوع عليه الاستقالة.

اما فيما يتعلق بالانتخابات، فيدو اقتراح موسى ان يتم التوافق بين الفريقين على شخصية تُنتخب رئيساً للجمهورية على ان يترافق ذلك مع إقرار الحكومة قانون انتخاب جديداً قبل الدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرةquot;.
وقال المصدر الواسع الاطلاع إن موسى حمل الاقتراح بصيغته الاخيرة الى الرئيس بري طالباً منه منحه الموافقة أو إعطاء جواب سلبي. فرد بري بعد التشاور مع نصر الله وعون بأنه يجب اولاً التأكد من أن ما يحمله موسى يحظى بقبول فريق السلطة. فخرج موسى ليعود مع موافقة الرئيس فؤاد السنيورة الذي يبدو أنه اشترط مراراً الحصول على كلام رسمي من فريق المعارضة بأنه ليس هناك فيتو على بقائه في رئاسة الحكومة. ولكن بري أبلغه أنه مع احترامه لموقف السنيورة وموقعه إلا أن هذا الاتفاق يحتاج لأن يحظى موسى بموافقة كل من النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط وبموافقة سفراء فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية، وخرج بعدها موسى ولم يعد وذلك بحسب صحيفة الاخبار اللبنانية .