الياس توما من براغ، أنقرة: أكد وزير الاقتصاد التركي المكلف بمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي علي باباكانأن بلاده ترفض فكرة منح تركيا وضع الشريك المفضل التي تروج لها بعض دول الاتحاد بدلا من ضمها إلى الاتحاد الأوروبي .وقال في حديث لصحيفة برفو التشيكية إن هذه الفكرة غير مقبولة أبدا بالنسبة إلى تركيا وان الأمر المهم هو التمتع بالعضوية والتقدم نحو الأمام مشيرا إلى أن حكومته تفرق بين التصريحات التي تدلي بها في هذا المجال انجيلا ميركيل كرئيسة للحكومة الألمانية وبين تصريحاتها كزعيمة لحزبها .

وشدد على أن الاتحاد الأوروبي إذا ما كان يريد أن يصبح لاعبا عالميا حقيقة فعليه أن لا يضيع الفرصة الاستثنائية القائمة الآن وهي قبول تركيا مؤكدا أن ميزة تركيا أن لها علاقات جيدة في المنطقة تعود إلى الإرث الثقافي المشترك .وأضاف أن العديد من دول الشرق الأوسط تثق بتركيا وان بلاده لديها علاقات جيدة مع إيران وسورية وأيضا مع إسرائيل كما أن الجنود الأتراك يساهمون في البعثات العسكرية الدولية العاملة في كوسوفو والبوسنة وأخيرا في لبنان .

وأكد أن تركيا تعتبر جزيرة استقرار في منطقة الشرق الأوسط وانه في حال انضمام تركيا إلى الاتحاد فان العالم الإسلامي سينظر إلى الاتحاد بشكل مختلف تماما وان تركيا هي عامل استقرار وتحظى بالمصداقية .وبشأن قرار المفوضية الأوروبية إبطاء محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد قال إن القرار النهائي بهذا الشأن سيتخذ في اجتماع المجلس الأوروبي في منتصف هذا الشهر ولذلك فان من المبكر التوصل إلى نتائج نهائية مشددا على أن بلاده قد أنجزت عملا كثيرا في السنوات الأخيرة أما بشان قضية قبرص فهي قضية قديمة تعود إلى 40 عاما ولذلك لن يتغير فيها شيء بين ليلة وضحاها وفق قوله .

واعتبر أن بلاده أقدمت على تنفيذ العديد من الخطوات بهدف التوصل إلى تسوية لهذه المشكلة منها الطلب من الأمم المتحدة اقتراح حل لهذه المشكلة
وأكد أن الوضع الحالي يصب لصالح قبرص كونها تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد تتعاون في ما بينها بشكل وثيق . ورأى أن الطريق الوحيد لحل هذه المسألة يكمن في ضم طرف ثالث لحل هذه الأزمة هو الأمم المتحدة لأنه لا يمكن لأي طرف ثالث آخر أن يقوم بدور الوسيط في هذه المسألة .

ورفض الرأي الذي يقول ان المفاوضات مع تركيا يمكن أن تظل معلقة إلى حين التوصل إلى حل وسط بشأن قبرص مشيرا إلى أن توصية المفوضية الأوروبية تتضمن إشارة إلى إعادة هيكلية العملية كلها كما أن وثيقة انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي تضمنت تأكيدا من قبل الموقعين عليها بأنه سيتم البحث عن حل بمساعدة الأمم المتحدة .

وأبدى استغرابه من وضع مشكلة قبرص كشرط للمفاوضات الخاصة بالانضمام مع أن هذه المشكلة مفتوحة منذ سنوات عديدة ووصف وضع الشروط بأنه أشبه بالابتزاز مع أن الاتحاد قائم حسب قوله على ثقافة الحوار وعلى حلول الوسط. ورأى أن الفرصة الوحيدة تكمن في تدخل طرف ثالث غير الاتحاد الذي لا يمكن له حسب قوله أن يكون موضوعيا في هذه المسألة .

تركيا ستفتح مرفأ ومطارا امام القبارصة اليونانيين

من جهة ثانيةاعلن متحدث باسم الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي اليوم ان تركيا وافقت في نهاية المطاف على فتح مرفأ ومطار امام السفن والطائرات القبرصية اليونانية. وقال ميكو نوروس ان انقرة وجهت رسالة الى الحكومة الفنلندية التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، تطلعها فيه على هذا القرار.

ويهدد الاوروبيون منذ بضعة اشهر بتعليق مفاوضات الانضمام مع انقرة بسبب رفضها فتح موانئها ومطاراتها امام الجمهورية القبرصية اليونانية التي لا تعترف بها تركيا. واكد رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانن الثلاثاء ان الدول ال25 ستبت الاثنين بشأن متابعة مفاوضات انضمام تركيا خلال اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين آملا بذلك عدم طرح الموضوع على قمة رؤساء الدول والحكومات في 14 و15 كانون الاول(ديسمبر).

وكانت المفوضية الاوروبية اوصت الاسبوع الماضي بتعليق جزئي لمفاوضات الانضمام التي بدأت في تشرين الاول(اكتوبر) 2005 غير ان الدول الاوروبية منقسمة حول هذا الخيار الذي اعتبرته الحكومة التركية غير مقبول.