اعتدال سلامه من برلين: رغم تقدمها في السن كانت النقابية المعروفة والسياسية المحنكة والعضو في البرلمان السوداني فاطمة احمد ابراهيم (72 عاما)من افضل من تحدث على منبر مؤسسة ابن رشد للفكر الحر وذلك خلال في مناسبة تسلمها جائزة المؤسسة مساء أمس في برلين.
تناولت ابراهيم بدون خوف تفاصيل تجربتها الطويلة مع الانظمة الدكتاتورية السابقة في السودان .
وتطرقت الى موضوع سجنها بعد محاكمتها عسكريا ثم قبولها السفر الى لنجن بناء على ضغوطات من عائلتها خوف من اغتيالها على يد نظام الرئيس جعفر النميري ، حيث أقامت هناك في العام 1990 مع ابنها احمد بعد اغتيال زوجها الشفيع احمد الشيخ . وتحدثت عن عودتها بلهفة الى السودان 2005 لمتابعة عملها السياسي والنقابي ، اذ لا تزال صاحبة اللسان الحر عندما تريد توجيه انتقادا بناء.
وروت ابراهيم لـ quot; إيلاف quot; حادثة حصلت مع الرئيسي النميري، عندما دعاه اتحاد النساء السودانيات من اجل الاحتفال بعيد تأسيسه، وقالت ابراهيم quot;بدلا من مناقشة قضايا المرأة شن هجوما شديدا على النساء وقال بانه لن يقبل بالمطالب التي تقدم بها الاتحاد المتعلقة بتحسين وضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي في السودان والريف لانها افكار مستودرة من الخارجquot;.
وعندما انتهى من كلمته وقفت ابراهيم وردت عليه قائلة : quot; يا سيادة الرئيس ليس هناك حقوق يمكن وصفها بالمستوردة.... المستوردة هو ملابسك ، لماذا لا تلبس الزي السوداني فكل ما تلبسه مستورد من الخارجquot;. وحسب وصفها احدث ذلك لغطا كبيرا في القاعة فخافت من هجوم الشرطة عليها. واعلن النميري في نفس اليوم حل الاتحاد النسائي السوداني وكون حينها تنظيما نسائيا آخرا يتجانس مع سياسته.
بعد فترة ارادت ابراهيم السفر الى لندن من اجل العلاج الصحي مع ابنها وفي المطار تصدى لها قوى الامن ومنعها من صعود الطائرة والسفر. وفي هذا الوقت كان المطار مكتظ بالمسافرين فوقت وسطهم وقالت في اعلى صوتها quot; يا جماهير الشعب السوداني انا فاطمة ابراهيم قتل زوجي واريد المعالجة في الخارج وادوات السلطة تريد منعي واريد ان اقول لكم ان جعفر النميري رئيس حرامي سرق ثروات البلدquot;. وبالطبع كان هذا اخطر تجاوزات قامت به . وقدمت الى محكمة عسكرية لتسجن اكثر من عامين في سجن النساء المتهمات بالقتل والبغاء.
وقالت أنها تمكنت من كسب ثقة الرجال حتى المتدينين منهم لانها لا تطالب بتحرير المرأة لتكون نسخة اوروبية، ففي كل نقاشاتها تعتمد على التعاليم الاسلامية التي تعطي المرأة كامل حقوقها بعكس ما يمارس حاليا ،quot; وهل هناك اصدق من القران الكريم ليكون مرجعا في شأن المرأةquot;. واثبتت للرجال حتى المتدينين بانها امرأة مسلمة بلباسها السوادني التي لم تتخل عنه حتى يوم كانت في لندن.
وحضر حفل تسليم ابراهيم جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لفيف من المثقفين العرب والالمان والقت في هذا المناسبة اولريكه فرايتاغ مدير مركز بحوث الشرق الاوسط والادني في برلين كلمة قالت فيها بان وعي المحتفى هو نتيجة وعي عائلتها منذ البداية باهمية تعليم المرأة ومساندتها في تطوير ذاتها.