في الذكرى الاولى لاغتياله ..إيلاف تحاور زوجة جبران :
سهام تويني : لبنان فقد رمزا وأنا فقدت حبيبا


ريما زهار من بيروت: بعد عام على اغتيال النائب والصحافي جبران تويني، لا تزال زوجته سهام تشعر بالألم نفسه، رغم الشائعات التي طالتها وزوّجتها من بعده، وفي حديث خاص لـquot;إيلافquot; تكلمت على الفراغ الذي تركه جبران بعد موته على المستوى الشخصي، خصوصًا لجهة تربية التوأمين نادية وغابريلا، وقالت إن جبران لا يزال حاضرًا وقويًا في جميع تفاصيل حياتها، وبأنها ستتحدث عن ميزاته امام طفلتيها، خصوصًا عن كرمه ومبادئه التي لم يحد عنها قيد انملة ومات من اجلها.

هي تعتبر بأن القاتل هو نفسه في السلسلة الاجرامية التي تطال كل الشخصيات في لبنان ورغم ذلك لا بد من اللجوء الى المحكمة الدولية والتحقيقات كي تظهر من يقف وراء هذه التفجيرات، وتعتبر ان هناك رابطًا يجمعها مع النساء اللواتي اغتيل أزواجهن ومنهن باتريسيا التي اغتيل زوجها اخيرًا ونازك الحريري ويسمى زوجة الوزير السابق باسل فليحان.
وفي ما يلي نص الحوار معها

بعد عام على اغتيال جبران تويني ما الذي تغير جذريًا في حياتك؟

سأتكلم على المستوى الشخصي، فعلى المستوى العام الخسارة كبيرة لكل الوطن لانه رمز للعامة من خلال مواقفه واحاديثه .. اما بالنسبة إلي ما فقدته هو انسان احبه ويحبني وكنا سعداء معًا، بدأنا إقامة عائلة معًا، واليوم افتقد مع الاولاد وجوده بكثرة قبل ما يمثل جبران للبنان، وهذا بالطبع يجمعني بباتريسيا زوجة الشهيد الشيخ بيار الجميل، لانها فقدت حبيبًا وزوجًا وابًا لأولادها.
وهذا امر يثير شعورا بالاستياء الكبير، وعندما اعود الى المنزل افتقده كثيرًا. مسؤولياتي باتت اكبر ومع الوقت اشعر بألم اكبر ، فجبران كان مسؤولا عن كل شيء ، وهذا جعل الامور اكثر صعوبة بعد رحيله .

خيوط

هل تم التوصل الى خيوط في جريمة اغتيال جبران ام القصة لا تزال معلقة بالمحكمة الدولية؟

تم دمجها مع المحكمة الدولية، وارى أن ذلك افضل من اجل الوصول الى الحقيقة، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم الوصول الى شيء، ولا نملك اي معلومة عن الاغتيال.

منذ مدة اغتيل الشيخ بيار الجميل هل تعتقدين ان الفاعل هو نفسه في هذه الحلقة الاجرامية؟

صراحة ارى ذلك، لان المحكمة الدولية في الماضي ادت الى استشهاد جبران واليوم بيار الجميل، ومن يريد تخريب الوضع، الجهة نفسها طبعًا، تريد ازاحة الاطراف في الساحة، ونحن بانتظار التحقيق حتى نعرف الحقيقة كاملة، ومن الشعور العام نعتبر ان الجهة نفسها هي الفاعلة.

الاشاعات

انت شابة وجميلة وألسنة الناس لا ترحم احيانًا، كيف تجابهين الاشاعات التي تنطلق بين الحين والآخر في حياتك اليومية؟

الاشاعات طالتني قبل ان أتعرف إلى جبران، وقبل ذلك لم اكن أتأثر لانها كانت تطالني وحدي، وكانت اخباري تهم العالم، لانني كنت معروفة من خلال الفروسية وعندما تزوجت جبران كانت حياته الخاصة تهم الناس ايضًا، واصبحنا تحت الاضواء.

كان هم الناس التركيز علينا، ولم نكن نهتم او نرد عليهم، ولكن بعد وفاته زادت الاشاعات المزعجة ولم اكن اتصور انها ستصل الى هذا الحد ، لم اكن اتخيل ان هم الناس سينصب علي . فبعد اسبوع من وفاة جبران بدأت الاشاعات، لا ارد لكنني أنزعج واليوم اتأثر بشكل اكبر لانهم من خلال اشاعاتهم يطالون جبران، ولكنها موجة ستمر. ومن هذه الاشاعات انهم زوجوني في الصيف، والمضحك هذه السرعة في تزويجي وهم لا يعرفون ان لدي اولاد وفي المرة السابقة كي اتزوج جبران فكرت مليًا واستحوذ الامر مني عشر سنوات كي اعود واتزوج مرة اخرى، لذلك من السخف اليوم إطلاق هذه الاشاعات.

جبران كان يحدثني عن الموت ويطلب مني ان اكون قوية بعده من اجل الاولاد، وانا استمد قوتي منه من اجل تربية الاولاد، وهو يراني من فوق وكان همه خلال حياته ان اكون سعيدة، واريده ان يعرف انني قوية به وأقوم بواجباتي تجاه الاولاد.

ما هي الذكرى التي لا تزال تؤثر فيك كلما تذكرت جبران؟

لا ذكرى معينة لكن كل الامور تذكرني به، فعندما اذهب للعمل في مجلة نون، أتذكر كيف سلمني اياها، وقال لي إنك تستطيعين العمل لانك ذكية وقوية. وعندما امارس هواية الخيل اتذكر كيف كنا معًا، وعندما اجلس في غرفة الجلوس اراه قربي، كل الامور لا تزال حاضرة وحية، والالم لا يزال موجودًا.

هل هناك صعوبات تواجهينها في ادارة مجلة نون؟

كلا لأن العاملين هناك من خيرة الاشخاص والامور سائرة على ما يرام.

التوأمان

هل تعتبرين ان تربية التوأمين ناديا وغابريلا ستكون صعبة في المستقبل؟

بالتأكيد لأن جبران كان سندًا لي، واصبحت وحيدة، وكنت اتكل على جبران في دراستهما، وعلي ان العب كل الادوار اليوم، ولا اعلم كيف ستتقبلان عدم وجود والدهما، ومع الوقت سأسأل كيف يجب ان اتحدث عنه أمامهما، وأن افهمهما ما هو الموت، يعرفانه من الصور ويشيران اليه بطريقة غرائزية، ويقبلان صورته.

باي عبارات ستوصفين جبران لناديا وغابريلا؟

اهم شيء ساقول لهما ان جبران كان شخصًا صريحًا ونظيفًا وكانت مبادئه قوية، وكان كريمًا في كل شيء ويعطي ولم يكن انانيًا، كل همه كان للبلد، وأن يعيشا حياتهما مثله.والانسان يعيش مرة ويجب الا تندما على شيء، لان جبران قام بما يريده حتى النهاية.

هل كنت تتمنين بينك وبين نفسك ان يكون جبران لك فقط وليس لكل الوطن؟

كنت اقول له ذلك دائمًا، كانت له حياتان معي ومع لبنان، وعندما بدأت الامور تتأزم في البلد ودخلنا اجواء القتل اصبحت أعي ان جبران اصبح تحت الخطر، كنت خائفة عليه، لكنه كان يقول لي انا للبنان ايضًا.كنت اقول له فكر بي وبالاولاد فكان يرد عندما تزوجتني كنت تعرفين انني ايضًا للبنان.

وكان يقول ايضًا لبناته نايلة وميشال عندما اموت يجب أن تهتما بنادية وغابريلا، فكان متحضرًا نفسيًا للموت.وتقبلت الامر لان هذا هو جبران وهذه نفسيته ومبادئه.كان غير عادي ولذلك أحببته.