تعاون في مجال أمن الحدود وإدارة الأزمات
مؤتمر الناتو ودول الخليج ينطلق في الكويت

العطية: الشراكة مع الناتو تصب في صالح دول الخليج
إيلاف، الكويت: يبدأ المؤتمر الدولي للناتو ودول الخليج اعماله في الكويت اليوم لبحث امكانات التعاون الامني بين حلف الناتو والكويت من جهة ومجلس التعاون الخليجي من جهة اخرى. ويشارك في المؤتمر الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح ممثلون عن الحلف ومجلس التعاون من بينهم السكرتير العام للحلف ياب دي هوب شيفر والامين العام لدول مجلس التعاون عبد الرحمن العطية واخرون من الدول الاعضاء في الحلف ودول المجلس.

مبادرة اسطنبول
جاءت في أعقاب
أحداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001،وحرب العراق وتزعزعُ الاستقرار حول منطقة الخليج.
وتعرض المبادرة على دول مجلس التعاون الخليجي علاقة تقوم على التعاون من دون التزامات حاسمة امنياً أو عسكرياً.

ومن المرتقب توقيع اتفاقية لأمن وسرية تبادل المعلومات بين الكويت وحلف الناتو، في خطوة تعد الأبرز في العلاقة بين الجانبين منذ أن وافقت الكويت في نوفمبر 2004 على مبادرة اسطنبول للتعاون التي أعلنها قادة الناتو في اجتماع عقد في تركيا في يونيو من العام نفسه.

اتفاق سرية تبادل المعلومات سيوقعه وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح والأمين العام للحلف ياب خيفر في مؤتمر حافل تستضيفه الكويت ويحضره سفراء 26 دولة عضواً في الناتو. وبحسب مصادر الحلف فإن هذا الاتفاق مرن يعطي الدولة الموقعة حق الاستفادة من معلومات يتم تدويرها بين دول الحلف مع الالتزام بكتمانها، وتستطيع الدولة ان تقدم معلومات مع تحديد نطاق توزيعها داخل الحلف والدول ذات العلاقة فيه.

ومن المعلوم ان حلف الناتو الذي اقتصر حتى عام 1991 على 16 عضواً توسع ليضم دول شرق أوروبا ليبلغ عدد أعضائه 26، ثم ما لبث ان طرح مبادرات تعاون لا ترقى الى قبول أعضاء جدد، منها برنامج شراكة مع كل من روسيا وأوكرانيا ثم مبادرة حوار البحر المتوسط مع كل من إسرائيل ومصر والأردن وموريتانيا وتونس والمغرب والجزائر ابتداء من العام 1995.

ويلقي رئيس مجلس الوزراء كلمة في افتتاح المؤتمر يعقبها كلمة للسكرتير العام لحلف الناتو ليستهل المشاركون بعد ذلك فعاليات مؤتمرهم الذي يتوقع ان تكون المشاركة فيه كبيرة من حيث حجم الوفود والمواضيع.

ويتخلل هذه الفعاليات جلستان مغلقتان لمناقشة اوراق عمل تتعلق بمواضيع امنية من بينها التعاون في مجال امن الحدود وادارة الازمات ومكافحة الارهاب والتمارين والتدريب العسكري.

وكان نائب رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ ثامر الصباح قد اكد في مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي حرص دولة الكويت على الاستفادة من خبرات الناتو التي تكونت اثر مشاركته في مهام خارج نطاق دوله.

شعار المؤتمر

ويعد هذا المؤتمر هو الثاني الذي يجمع دول مجلس التعاون مع الحلف بعد مؤتمر الدوحة في قطر الذي عقد في مثل هذا الوقت من العام الماضي، ويندرج ضمن نطاق quot;مبادرة اسطنبول للتعاونquot; التي اطلقها الحلف في قمته باسطنبول عام 2004.

ويهدف الحلف من وراء هذه المبادرة الى تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا عبر اقامة تعاون عملي في المجالات الامنية والدفاعية وبخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي نظرا لاهمية هذه المنطقة سياسيا واقتصاديا.

وتلتزم دول الحلف عبر هذه المبادرة بتقديم نصائح خاصة لكل دولة من دول الشرق الاوسط بالاصلاحات الممكنة في المجال الدفاعي وتشجيع التعاون العسكري ومحاربة الارهاب وتبادل المعلومات ومكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل.

الفهد: كل المنطقة تعاني من عناصر... التأزيم
وعشية انعقاد المؤتمر، لحظ الشيخ أحمد الفهد رئيس جهاز الأمن الوطني quot;أهمية التوقيتquot; مشيرا إلى ان quot;المنطقة تمر بظروف صعبة وتعاني من بعض عناصر التأزيم، إن كان في الملف النووي الإيراني أو الوضع العراقي أو الوضع اللبنانيquot; مؤكدا quot;أهمية استمرار الحوار مع حلف الناتو في إطار التحالفات الدولية، خصوصا ان الكويت تعتبر حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الأميركية من خارج دول الحلفquot;.

وقال الفهد لدى استقباله مساء امس السكرتير العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ياب دي هوب شيفر الذي وصل إلى البلاد لترؤس وفد الحلف الى المؤتمر ان quot;هذا المؤتمر يشكل استمرارا لمناقشة مبادرة اسطنبول للتعاون الأمني بين حلف الناتو ودول مجلس التعاون الخليجيquot;. وأكد الفهد quot;الحرص على الحوار مع حلف الناتو، خصوصا ان الكويت عانت من الارهاب كما عانت من الاحتلال والمجتمع الدولي ساندها، ومن هنا تأتي أهمية فتح الحوار وعقد التحالفات للاهتمام بالأمن الوطني الكويتيquot;.

السكرتير العام لحلف الـ(ناتو) ياب دي هوب شيفر
شيفر في الكويت
واعرب السكرتير العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ياب دي هوب شيفر عن الامل بان يساهم المؤتمر في تعزيز العلاقات بين الحلف ومجلس التعاون الخليجي. وقال دي هوب شيفر في تصريح صحافي لدى وصوله الى الكويت انه يامل بان يثمر المؤتمر عن تعاون بين دول المجلس والحلف من خلال تبادل المعلومات ومسائل اخرى ذات صلة بموضوعات المؤتمر.

وبسؤاله عما يعنيه بتعزيز التعاون بين الناتو ومجلس التعاون قال ان المؤتمر الذي سيتراس فيه وفد الحلف سيتناول هذه المسائل ويناقشها بوضوح تام.

الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن
العطية أثناء وصوله الى الكويت أمس
تصريحات العطية
الى ذلك قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية ان الاتفاقية الامنية التي تعتزم دولة الكويت توقيعها مع حلف (ناتو) ستصب في صالح باقي الدول الاعضاء في المجلس.

واضاف العطية الموجود في الكويت للمشاركة في المؤتمر ان دولة الكويت دائما سباقة وان دول مجلس التعاون لاشك سوف تستفيد من هذه التجربة التي ستقودها الكويت بالشراكة مع الناتو. واوضح العطية في تصريح للصحافيين ان اي دولة من دول المجلس تقوم بعمل ايجابي لابد ان يعود ذلك العمل بشكل ايجابي على باقي الدول الاعضاء، مشيرا الى ان هذه الخطوة الكويتية ستشكل فرصة لهذه الدول لكي تكون طرفا في هذه الشراكة.

واعتبر المؤتمر الذي يعقد في نطاق quot;مبادرة اسطنبول للتعاونquot; بانه اضافة جديدة للعلاقات مع دول الناتو لتسليط الضوء على القضايا محل الاهتمام المشترك وايجاد ما اسماه quot;الارضية المشتركةquot; بين الجانبين الخليجي والناتو. واكد العطية انه quot;سيتسنى لنا في المؤتمر فرصة الاستماع والمشاركة في مناقشة كل القضايا التي تحوز اهتمام دول مجلس التعاون وكذلك التحديات والهواجس او ما يمكن ان يطلق عليه الرؤية التي سيطرحها الجانبانquot; بهذا الشأن.

وبدوره قال ممثل ايطاليا الدائم في مجلس شمال الاطلسي التابع لحلف الناتو موريزيو مروينو ان المؤتمر الدولي لحلف الناتو ودول الخليج يمثل فرصة للتباحث حول المسائل الامنية والتعاون بين الناتو والاعضاء ضمن مبادرة اسطنبول للتعاون.

واشار مورينو الذي يشارك في المؤتمر ضمن وفد الناتو الى تزامن هذا الحدث مع قمة حلف الناتو في عاصمة لاتفيا (ريغا) قبل اسبوعين والتي ركز جدول اعمالها على تطوير قدرات المنظمة الاطلسية بمواجهة التحديات في المناطق التي تنتشر فيها قوات الحلف. وقال المسؤول الايطالي ان الكويت تبدي اهتماما باقامة علاقات تعاون مع حلف الناتو الذي يضم 26 دولة وهو ما عكسه دعوتها الى استضافة المؤتمر.

وعن العلاقات بين الكويت وايطاليا قال ان ثمة الكثير من روابط الصداقة والتعاون بين البلدين التي تتجاوز الامور الامنية.