فالح الحمراني من موسكو: الى جانب البلاغات الرسمية المكثفة عن احتمالات النتائج التي سوف تسفر عنها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا، يرى محللون ومتابعون للشأن العربي في السياسة الخارجية الروسية إزاء الشرق الاوسط أبعادا أخرى. وتقول الجهات الرسمية إن الرئيس السوري سيبحث مع الرئيس الروسي الوضع في المنطقة والتطورات على الساحتين اللبنانية والعراقية والفلسطينية، اضافة الى احتمالات تطور العملية السلمية.

البعض يرى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يعمل خلال الزيارة على حسم الخلافات بين لبنان وسوريا من اجل ان يبسط النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، ويشير بهذا الصدد الى أن هذا الموضوع هو من بين اهم القضايا التي ناقشها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي سبق الأسد الى روسيا قبل اسبوع.

ورغم ان الزيارة وصفت بروتوكوليا بأنها زيارة عمل، الا ان العديد من وسائل الإعلام الروسية تحدثت عن أن الرئيس الاسد سوف يصادق على عقد بشأن تصدير اسلحة صاروخية quot; كورنيتquot; التي اكدت روسيا أنها ذات طابع دفاعي. وفي تعليقها على أولويات روسيا مع سوريا قالت اذاعة quot;مَياكquot; الرسمية ان ما يهم روسيا في دمشق هو بالدرجة الاولى التعاون العسكري التكنولوجي . أي شراء الأسلحة والمعدات الحربية. واعاد تعليق الإذاعة الاذهان الى ان الجيش السوري زود منذ عهد الاتحاد السوفياتي بالاسلحة الروسية، اضافة الى الانواع الجديدة من الاسلحة الدفاعية مثل الصواريخ المضادة للاهداف الجوية التي ما زالت تصدر من موسكو الى دمشق.

واشارت مصادر الى ان زيارة الاسد إلى موسكو هذه المرة تنطوي على أهداف سياسية بحتة. ووفقا لتلك المصادر فإن الرئيس الاسد يبغي طرح مواقف دمشق من مجمل القضايا المثارة بما في ذلك قضية المحكمة الدولية للمتورطين باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري، والوضع في لبنان والعراق حيث تتهم سوريا بلعب ادوار فيهما. وشروط سوريا لاستئناف مفاوضات سلام مع اسرائيل.

ان زيارة الاسد لروسيا تحمل من كل تلك القراءات العديد من الابعاد والاهداف، ومن المنتظر ان تلقي البلاغات عن المباحثات والتصريحات التي سيدلي بها كبار المسؤولين الروس والسوريين المزيد من الضوء عن مضامين الزيارة.

وكانت صحيفة فريميانوفستي قد اشارت الى ان موسكو تعتبر سياسة اميركا ودول اوروبية الرامية إلى عزل سوريا بأنها سياسة خاطئة وتدعو الى فتح الحوار مع دمشق. واشارت الصحيفة ايضا الى اتساع العلاقات الاقتصادية بين موسكو ودمشق ووجود آفاق لمضاعفة حجم التبادل التجاري لثلاث أو اربع مرات.


و تأتي زيارة الأسد الى موسكو ضمن جولة يقوم بها زار خلالها كلًّا من اليمن و دولة الامارات المتحدة حيث بحث الأسد امس مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وشددا على حرص الإمارات وسوريا على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك، والتشاور والتنسيق في كل ما يهم الأمة العربية وشعوب المنطقة.

ومن اليمن دعا الاسد ونظيره اليمني علي عبد الله صالح، في قمة في عدن أمس الأول، الفلسطينيين إلى المحافظة على وحدتهم واللبنانيين إلى تجاوز خلافاتهم. وقال مصدر رسمي يمني إن quot;الأوضاع في الأراضي الفلسطينية احتلت الصدارة في المباحثات، حيث أكد الجانبان أهمية أن يحافظ الفلسطينيون على وحدتهم الوطنية وعدم الانزلاق في أي مواجهاتquot;.

وحول الأزمة في لبنان، أكد صالح والأسد quot;أهمية عدم التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني. وحثا اللبنانيين على حل خلافاتهم بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، وان يكون الحل بالتوافق بين جميع الأطرافquot;. وعن العراق، قال المصدر إن الأسد وصالح quot;سيعملان من اجل وجود جهد عربي مشترك لمساعدة العراقيين على الخروج من محنتهم، والوصول إلى مصالحة وطنيةquot;.