خلف خلف من رام الله: كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن تصاعد الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس إزاء الملف السوري، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الخلاف بين الاثنين في تصاعدٍ مضطرد. وبعد يوم فقط من توضيح رئيس الوزراء الذي أفاد بأن المفاوضات مع سوريا ليست واردةً في الحسبان حالياً، دعا وزير الدفاع عمير بيرتس إلى عدم تفويت الفرصة قائلاً: أعتقد بالفعل أن هناك ضرورةً للتحدث مع سوريا، والعمل على استغلال كل مناسبة وفرصة تنطوي على عملية اتصال أو حديث حقيقي مع سوريا، ينبغي علينا العمل على السير قدماً في هذا الأمر.
كما أوضحت المصادر أنهم في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي غير متأثرين بأقوال وزير الدفاع، حيث يرون أن ما يقوله عمير بيرتس لا أهمية له، وأنه لن تكون هناك أي مفاوضات مع سوريا -على حد تعبيرهم- وينوهون بما قاله رئيس الوزراء أولمرت حول هذا الموضوع قبل يومين خلال مؤتمرٍ صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي ذكر فيه أن إسرائيل ترغب في السلام مع جميع الدول العربية بما في ذلك سوريا أيضاً، لكن إلى جانب الأصوات التي ترِد إلينا ونسمعها خلال المؤتمرات واللقاءات الصحافية نرى تصرفات سوريا خلال أيامٍ مصيرية لدولة إسرائيل -وبالتحديد في هذه الأيام- تطرح العديد من التساؤلات حول كيفية توافق هذه التصريحات مع ما تقوم به سوريا على أرض الواقع.
على صعيد آخر وباستثناء وزير الدفاع، فإن أولمرت يحظى بدعمٍ لموقفه القاطع ضد إجراء مفاوضاتٍ مع سوريا في جميع أنحاء العالم تقريباً، فقد أعلن بلير خلال زيارته إلى إسرائيل مؤخراً أنه سيتم اختبار سوريا من خلال الأفعال وليس الأقوال، كما أن أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي كانوا قد زاروا إسرائيل والمنطقة هذا الأسبوع اعترفوا هم أيضاً بأن الرئيس الأسد يحاول نصب فخٍ لأولمرت، وهذا هو الرأي السائد في أوساط الأمم المتحدة، وفي ديوان رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك، وبطبيعة الحال في البيت الأبيض أيضاً.