أسامة العيسة من القدس: ما شغل خطباء المساجد في الأراضي الفلسطينية اليوم، هو انحباس الأمطار مما يهدد البلاد بموسم محل، والاقتتال الداخلي. وربط هؤلاء، بين تأخر سقوط الأمطار والظروف الراهنة، حيث يتقاتل الاخوة، مشيرين إلى الغضب الإلهي مما يجري والمتمثل بانحباس دموع السماء. وطلب الخطباء من المصلين، الدعاء خلفهم لان ينزل الله الأمطار، وان يؤلف بين قلوب الاخوة المتقاتلين، ولم تكد تنته صلاة الجمعة في المساجد الفلسطينية، حتى نزلت الأمطار الخفيفة، ولكن المشجعة، بينما استمر الاخوة في الاقتتال الذي انتقل اليوم من غزة إلى نابلس، كبرى مدن الضفة الغربية.

وفي القدس أدى المصلون صلاتهم في الحرم القدسي الشريف، وسط إجراءات احتلالية مشددة، وفي حين التزم خطيب المسجد الحياد بين حركتي فتح وحماس، فان خطباء من نوع آخر في نفس المكان كان لهم موقفا مختلفا. واستند خطيب الأقصى إلى الآيات القرآنية التي تحث على التعاون لإدانة الاقتتال الداخلي الفلسطيني، وذكّر الجميع بما يتعرض له اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وبعد أن انتهت الصلاة، تجمع بعض المصلين حول أحد الخطباء الشباب الذي يعتقد انه يحمل أفكارا تتقاطع مع أفكار حزب التحرير الذي يكفر كل الحكومات العربية والإسلامية، ويطالب بإقامة الخلافة الإسلامية. وانتقد هذا الخطيب غير الرسمي، وغير المرحب به من دائرة الأوقاف، بشدة ما يجري من اقتتال، مؤكدا أن الحل الوحيد لكل مشاكل فلسطين والمسلمين هو بإقامة الخلافة الإسلامية.

وفي رام الله، أدى محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، صلاة الجمعة في المسجد الملحق بمقر الرئاسة في مدينة رام الله. وكان الخطيب هو الشيخ خميس عابدة المفضل لدى أبي مازن عندما يكون في الضفة الغربية، بينما يفضل عندما يصلي الجمعة في قطاع غزة أن يكون الخطيب الدكتور يوسف سلامة وزير الأوقاف السابق. وركز عابدة، في خطبته التي نقلها التلفزيون الفلسطيني التابع لأبي مازن مباشرة على الهواء، على قضية الوحدة الوطنية، وحرمة الدم الفلسطيني. ودعا الفرقاء الفلسطينيين، دون أن يسميهم إلى ضرورة تكريس الوحدة الوطنية ورص الصفوف للخروج من الأزمة الحالية، قائلا بأنه بدون هذه الوحدة فان الخسارة ستكون لجميع الفلسطينيين. وانتقد عابدة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته ووصفه بالحصار الظالم، قائلا بأنه فقط برص الصفوف وتكاتف جهود الجميع يمكن التخفيف من آلام الحصار. وشدد على أن الدم الفلسطيني حرام، وانه خطا احمر لا يمكن لأي أحد مهما كان أن يتجاوزه، داعيا إلى الوحدة.

وفي اكثر من مسجد جاءت الخطب التي ألقيت مشابهة لما تحدث به الشيخ عابدة، حتى من قبل الخطباء المحسوبين على حماس وفتح، وخرج المصلون ليتابعوا أخبار الاقتتال خصوصا ما يجري في نابلس، الذي ينظر إليه بأنه يمكن أن يكون مؤشرا خطيرا.