خلف خلف من نابلس: أثار تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين صباح اليوم السبت ردود فعل متباينة في صفوف الفلسطينيين، وتحول لمادة الحديث في العيد، ولا يكاد شارع أو بيت يخلو من نقاش وجدل حول تنفيذ القرار في مثل هذا التوقيت بالذات، وبين من يرى أن التوقيت اختير لإهانة العرب والمسلمين جميعاً، يرى البعض أن القرار كان سينفذ عاجلا أم آجلا ، هذا فيما ذهب الحاج محمد أبو إبراهيم للقول إن صدام لم يمت، وإنه يعيش في قلب ووجدان كل حر وشريف.

وفي مدينة جنين شمال الضفة الغربية والتي تتميز بوجود قاعدة شعبية مؤيدة لصدام زينت بعض الطرقات والشوارع بصور للرئيس العراقي السابق. ويقول المواطن جمال يوسف إعدام صدام هو إهانة لكل العرب والمسلمين، وهذا ما تريده أميركا، ويأتي هذا القرار ليكون تمهيداً لإشعال حرب أهلية وإذكاء نار الفتنة بين السنة والشيعة، كون صدام الزعيم العربي الوحيد الذي دافع عن قضايا الأمة العربية ورفض الاملاءات الأميركية، وما إعدام صدام في مثل هذا اليوم إلا لعب بمشاعر المسلمين في عيد الأضحى.

وتابع يوسف قائلا: هذه هي الديمقراطية التي تنشدها أميركا في العراق، quot;إهانة العرب في عيدهمquot; وتحول العراق إلى عالم من التفجيرات والقتل والخراب، وأضاف: بعد أن كان العراق القوة الرابعة في العالم أصبح الآن ساحة لتصفية الحسابات بين الدول. بينما رأي المواطن عبد الكريم موسى كان مختلفاً، فهو يرى أن ما قام به صدام في أيام حكمه يستحق الإعدام عليه، وأضاف: نتمنى إعدام كل زعيم أو رئيس ظالم لشعبه، ولكن المواطنة سعاد أيوب اعتبرت إعدام صدام المسمار الأخير في نعش العرب، مشيرة إلى أن هذا الأمر هو ذل وإهانة لكل عربي حر، مشيرة إلى أن تنفيذ الإعدام ليس شرعياً كون المحكمة التي تمت غير قانونية، ومن قام بها هم الأميركيون.

ومن ناحيته، طالب الحاج سعيد البطل بمحاكمة الساسة الإسرائيليين بسبب جرائمهم ضد العرب والفلسطينيين، وقال: لماذا لم يقدم شارون وأولمرت وبيرتس للمحاكمة ومن ثم الإعدام بسبب جرائمهم المستمرة، فنحن إذا أردنا أن نطبق القانون فليطبق على الجميع وأهلا وسهلا، مبدياً استغرابه من عدم محاكمة بوش الذي حول العالم إلى حروب وفتن.
كما أصدرت اللجنة الشعبية لمساندة العراق بيانا في جنين قالت فيه إنه يوم حزين وكارثة ويوم اسود في تاريخ الأمة ووصمة عار في جبين العالم الذي يتباكى على حقوق الإنسان بينما يغض الصمت عن جرائم الاحتلال الأميركي وعملائه في العراق ودعت اللجنة إلى اعتبار يوم تنفيذ القرار الذي يعتبر بمثابة إعدام للكرامة العربية وتكريس للاحتلال الأميركي ومخططات الاستعمار التي تخدم المصالح الصهيونية لاعتباره يوم حداد وغضب وطني تعبيرا عن التضامن مع أحرار وشرفاء العراق ودعما للرئيس العراقي الشرعي رمز القومية والكرامة والنخوة العربية.
ولا يخلو أي تجمع من المواطنين الفلسطينيين من نقاش حاد حول قرار إعدام صدام، فقد انتقل الفلسطينيون للحديث عن الموضوع، بعدما كان يشغلهم على مدار الأيام الماضية شأنهم السياسي، الذي يشهد تعثراً بسبب الجدل والمناوشات الدائرة بين فتح وحماس، وتعثر مسألة تشكيل حكومة وحدة تجمع الفصائل الفلسطينية بأكملها.