موسكو : نفذ حكم الإعدام في صدام حسين شنقا حتى الموت في بغداد صباح اليوم. ومما لا شك فيه أن عملية إعدام رئيس دولة، وان كان رئيسا سابقا تعتبر حدثا كبيرا لا بد أن يثير ردود أفعال مختلفة. لقد أصبح إعدام صدام حسين رسالة مهمة لجميع رؤساء الدول تذكرهم بأنهم قد يتحملون مسؤولية تصرفاتهم في يوم من الأيام. ولن يتمتع أي رئيس بالحصانة ضد التحقيق معه في الجرائم المشابهة لتلك التي يتهم صدام باقترافها. أما في حالة الفوضى التي تعم العراق حاليا فان إعدام صدام حسين قد يستغل من قبل المتطرفين لتصعيد أعمال العنف في هذا البلد، ومنطقة الشرق الأوسط عموما، خاصة مع الشكوك التي أثيرت حول شرعية محاكمته.

ولا يشك أي أحد في أن صدام حسين مذنب في ارتكاب جرائم بحق شعبه. وسيكون من حق الشيعة والأكراد وخصومه السياسيين في العراق بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني، وكذلك الإيرانيين والكويتيين أن يعتبروا الحكم على صدام حسين بالإعدام عادلا.

ويذكر أن حكم الإعدام صدر بحق صدام حسين في قضية واحدة من عشرات القضايا المرفوعة ضده، وهي قضية قتل 148 شخصا من سكان بلدة quot;الدجيلquot; في عام 1982.

وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو: ما هي المفاجئات التي كان من الممكن أن تظهر في أثناء المحاكمة؟

وتشير وسائل الإعلام، على سبيل المثال، إلى أن الولايات المتحدة وافقت بصمت أو بغير قصد على غزو العراق للكويت في عام 1990. كما ترددت أقاويل تشير إلى أن صدام حسين أجرى مشاورات سرية مع سفيرة الولايات المتحدة في العراق آنذاك أبريل غلاسبي التي ذكرت له أن الولايات المتحدة لا تهتم بالخلافات الحدودية بين العراق والكويت. وقد تحول الجدل على الحدود بين العراق والكويت إلى عدوان واسع النطاق شكل بداية النهاية بالنسبة إلى صدام حسين الذي أصبح العدو رقم واحد للولايات المتحدة الأميركية.

وتؤكد واشنطن حاليا أن إعدام صدام حسين فتح عهدا جديدا للعراق حيث سيتمكن العراقيون من استبدال القواعد التي ثبتها صدام بقواعد القانون.

ويشك محامون عالميون معروفون في شرعية الحكم الذي صدر بحق صدام حسين. ومن الصعب وصف المحاكمة التي جرت في الوقت الذي تتواجد فيه قوات أجنبية في العراق بأنها مستقلة. وتحولت المحكمة العادلة في حقيقة الأمر إلى ساحة لتصفية الحسابات مما يضع علامة استفهام كبيرة على إمكانية بناء مجتمع ديمقراطي على هذا الأساس. ومن جانب آخر يصف الكثيرون من أنصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بأنه بطل.

ووصف صدام حسين نفسه قبل تنفيذ حكم الإعدام بالشهيد. وليس من المستبعد أن يتذكر العراقيون في ظل حالة الفوضى التي تعم العراق حاليا الدكتاتور المعدوم بحنين.