أسامة مهدي من لندن:بدا الشارع العراقي الرسمي منه والشعبي منقسما حول قرار اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بين مؤيد ومعارض للقرار واختلفت ردود الافعال التي تراوحت بين التعبير عن الفرح واطلاق العيارات النارية و التظاهر ومهاجمة المؤسسات الحكومية احتجاجا على تنفيذ حكم الاعدام بحقه.

فعلى الصعيد الرسمي دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان اصدره عقب صدور الحكم على صدام من اسماهم بالبعثيين وانصار النظام السابق الى quot;المساهمة في بناء العراق الجديد وترك الماضي وخصوصا اولئك الذين لم تتلوث ايديهم بدماء الشعب العراقيquot;، موضحا ان quot;الباب مازال مفتوحا امام الجميع للمشاركة في العملية السياسيةquot;.

ووصف موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي القرار بأنه quot;قرار تاريخي ونقطة تحول في مسيرة العراق الجديد وانه سيسهم في خلق نوع من الاستقرار في البلادquot;.

أما سليم الجبوري عضو البرلمان العراقي عن جبهة التوافق العراقيةفقد عبر عن quot;تحفظ الجبهة على توقيت اعدام صدام مع اطلالة اول يوم من ايام عيد الاضحى المبارك بالنسبة للمسلمين السنة في العراقquot;، موضحا ان quot;الجبهة ليس لديها خلاف في تطبيق العدالة على اي شخص يخالف القانون ولكن بشرط ان يشمل هذا التطبيق الجميعquot;.

وتسائل الجبوري quot;كيف لي ان اقنع الشارع العراقي بان اعدام صدام في هذا اليوم امر ضروري وهم يرون باعينهم المليشيات المسلحة وهي تقتلالعشرات من المدنيين يوميا والجثث المجهولة التي لا يخلو منها شارع من شوارعهم دون ان تحرك الحكومة ساكنا لمحاسبة من يقف وراءهاquot;.

ومن جانبه أكد الشيخ خلف العليان رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي quot;ان قرار اعدام صدام بهذا الشكل تقف وراءه اسباب كثيرة تقف في مقدمتها رغبة اطراف في الحكومة باعدامه قبل انتهاء محكمة الانفال لان هناك أمورا كثيرة يخافون من ان تكشفها الايام المقبلة وان هناك اطرافا في السلطة مشاركة فيهاquot;.

ورأى المحامي محمد الشيخلي رئيس جمعية الثقافة القانونية quot;ان اختيار هذا اليوم وهذا التوقيت هو تقديم هدية للادارة الامريكية حيث ان القانون العراقي يمنع اجراء تنفيذ عقوبة الاعدام خلال الاعياد والعطل الرسمية وخاصة الدينيةquot;، معربا عن استغرابه وشعوره بخيبة امل لتعجل الحكومة العراقية بتنفيذها حكم الاعدام بحق صدام. وتابع الشيخلي quot;ويكفي صدام فخرا انه ذهب ولم يحمل في جيبه سوى جواز سفر وجنسية عراقية فقط خلافا للساسة الموجودين في الساحة السياسية العراقية حالياquot;.

اما على الصعيد الشعبي فكان للشارع العراقي كلمته حول هذا القرار ففي منطقة الصدر والحرية ببغداد خرجت تظاهرات شارك فيها عشراتالاشخاص عبروا عن فرحهم بهذه المناسبة فيما تظاهر آخرون في مناطق غرببغداد معبرين عن سخطهم وغضبهم واستنكارهم لهذا القرار كما نقلت وكالة انبائ شبنخوا من بغداد .

وقال حيدر الموسوي من اهالي الحرية شمالي بغداد quot;القرار عادل ومنصف ويعبر عن ارادة حقيقية لمعاقبة من ارتكبوا الجرائم بحق الشعب العراقي هو خير انتصار لشهداء المقابر الجماعية وضحايا النظام السابقquot;.وشاركه الحديث ابو سجاد احد المتظاهرين قائلا quot;انه قرار شجاع اعاد البسمة الى شفاه عوائل آلاف الضحايا الذين خلفتهم حروبه المستمرة مع دول الجوارquot;.

وبدت هدى محمد من حي الخضراء غرب بغداد مختلفة معهم في وجهت نظرها قائلة quot;ان اعدام صدام في هذا اليوم وهو اول ايام العيد فيه استهانة كبيرة بمشاعر آلاف المسلمين السنة في هذا البلد بل انه اهانةلهمquot;.واضافت قائلة quot;اذا كانت حكومة المالكي جادة في تحقيق العدالة فأين هي من المجازر التي ترتكبها المليشيات المسلحة كل يوم وهي ترتدي ملابس قوات الامن وتستقل سياراتها ناهيك عن المجازر التي ارتكبتها القوات الامريكية في اكثر من مدينة من مدن العراقquot;، ورددت quot;بصراحة انها مهزلةquot;.

وفي منطقة الكرمة غربي بغداد خرج العشرات من الاشخاص في مظاهرة احتجاج على قرار اعدام الرئيس السابق واقتحموا عددا من الدوائر الرسمية الحكومية و قاموا بتدمير موجوداتها واحراق البعض منها تعبيراعن استنكارهم للقرار الذي وصفوه بالجائر.

وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت اليوم انها نفذت حكم الاعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين فيما اجلت تنفيذ حكم الاعدام بحق برزان التكريتي اخيه غير الشقيق وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة ابان حكمه الى ما بعد عطلة عيد الاضحى الحالي .