أسامة العيسة من القدس :
على غير المتوقع، انتهت جلسة الحكومة الإسرائيلية الاعتيادية اليوم الأحد، دون أن تصدر بيانا رسميا بشان إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقالت مصادر إسرائيلية بان الحكومة لم تناقش الموضوع، ولم تستمع إلى تقارير أمنية واستراتيجية حول انعكاسات إعدام حسين، على إسرائيل والشرق الأوسط وعلى العالم، وفي هذه الأثناء، ومع امتناع إسرائيل عن إعلان موقف رسمي، لاسباب غير معروفة، واصل الوزراء والمسؤولون الإسرائيليون ترحيبهم بعملية الإعدام، في حين رأى بعضهم فيها، بان خطوة لإعدام آخرين مثل الرئيس الإيراني احمدي نجاد وقادة المقاومة في فلسطين ولبنان.

وقال شمعون بيرس، نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بان صدام قتل الآلاف وربما الملايين من الأبرياء من أبناء شعبه، وانه حاول النيل من إسرائيل عندما ضربها بالصواريخ، في حرب الخليج الثانية. وأضاف بيرس، بان صدام كان يشكل خطرا على المنطقة وعلى العالم، وانه يستحق المصير الذي آل إليه. أما الوزير يعقوب ادري، فقال بان إعدام صدام حسين، هو المصير، الذي يجب أن ينتظر ما وصفهم بالمستبدين، وهو ما حدث مثلا لهتلر. وتوعد ادري، الرئيس الإيراني احمدي نجاد، بمصير مماثل، قائلا بان نجاد يستحق نفس مصير صدام حسين. وحيا الوزير ايلي يشاي، أميركا، وقال بان قواتها تقوم بواجبها في المنطقة والعالم على احسن وجه، لكي ينعم العالم بالسلام، وان ما تفعله القوات الأميركية يبعث على الارتياح.

ولم يخف رجل الموساد السابق، والوزير الحالي رافي ايتان، فرحه بإعدام صدام، قائلا بان المنطقة والعالم سيكونان اكثر أمنا بدونه، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه أيضا الوزير رون بار اون. أما تساحي هنغبي، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، فرحب بشدة بإعدام صدام وغيابه نهائيا عن الساحة، باعتبار أن ذلك خسارة لما وصفه محور الشر. وقال هنغبي quot;إن اختفاء صدام حسين عن الحلبة السياسية يعد بشرى سارة لكل من يؤمن بتحطم محور الشرquot;.

واضاف هنغبي بان quot;إعدام صدام يعد إنذارا لأمثاله في السلطة الفلسطينية وفي لبنانquot; في إشارة إلى قادة حركتي حماس والجهاد في فلسطين وحزب الله في لبنان.

ومثلما لم تعلن إسرائيل موقفا رسميا، كان ذلك أيضا حال السلطة الفلسطينية، ربما لأسباب مختلفة، ولم تصدر حتى الان بيانات رسمية من قبل ديوان محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة، أو إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية. ويتخوف المسؤولون الفلسطينيون، من التعقيب على إعدام صدام، خشية من زلات لسان، تذكر بموقف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المؤيد لغزو الكويت، وهو الموقف الذي ما زالت ذيوله تلقي بظلها على العلاقات الفلسطينية-الكويتية.

وكان عباس قدم اعتذارا رسميا عن ذلك الموقف، للكويت، ولا يرغب بان يصدر موقفا حول الإعدام قد يغضبها، في حين أن هنية، لا يريد أن يعلن موقفا يمكن أن يسبب خلافا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. واقتصرت ردود الفعل الفلسطينية على قيادات الصف الثالث، واغلبها ركز على عدم قانونية المحكمة التي حكمت بإعدام صدام، وعلى تحميل الاحتلال الأميركي المسؤولية، وعلى توقيت الإعدام. وفي هذه الأثناء كان الموقف الشعبي الفلسطيني اكثر وضوحا، حيث افتتحت مجلس عزاء بالرئيس العراقي السابق، ونظمت مسيرات تنديدا بالإعدام، وان لم تكن ذات زخم جماهيري.