خلف خلف من رام الله: نفى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورجل فتح القوي في قطاع غزة محمد دحلان ما أذيع حول وجود خطة للإطاحة بفاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة لفتح، كما رفض دحلان دعوة القدومي لعقد اجتماع يبحث أزمة فتح في القاهرة. وكانت معلومات رشحت خلال الأيام الماضية أفادت أن خطة تتبلور بالتنسيق بين محمد دحلان، وجبريل الرجوب مستشار الأمن القومي للرئيس الفلسطيني، وبعض قيادات فتح الشابة. وقالت المصادر أن القيادات الفتحاوية المذكورة بدأت العمل من أجل الإطاحة بالقدومي وإحلال مروان البرغوثي أمين سر اللجنة العليا الحركية العليا للتنظيم في الضفة الغربية مكانه بعد خسارة الحركة الفادحة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.

وحسب المصادر فان تعميمات داخلية وزعت على قيادات فتح تطالبهم استغلال المؤتمر السادس للحركة والتصويت لصالح حجب الثقة عن جميع أعضاء اللجنة المركزية الحاليين للحركة، خاصة أحمد قريع (أبو العلاء) وعباس زكي وهاني الحسن ونبيل شعث. وتتهم قيادات في فتح أعضاء لجنتها المركزية بالوقوف وراء تدهور وضع الحركة وخسارتها في الانتخابات، ولكن قياديان بارزان في الحركة حذرا من انتهاج أي حلول اقصائية من اجل إخراج الحركة من أزمتها. وقال احمد غنيم عضو المجلس الثوري لفتح إن أي أجراء متسرع سيؤدي حتماً لنتائج عكسية سلبية تفاقم من أزمة الحركة، مضيفا: كل المستويات التنظيمية في الحركة تتحمل المسؤولية عن الهزيمة التي لحقت بالحركة، وأن حصر المسؤولية في مستوى تنظيمي محدد لن يحل المشكلة وسيفاقمها.

وحذر غنيم من الأفكار الانقلابية التي يروج لها البعض معتبراً أن هذا آخر ما يصلح لاستنهاض الحركة وبعث دماء الحياة فيها. واعتبر أن الحسابات الشخصية لدى قيادات فتح وكوادرها وجدت تعبيرها بشكل قاتل عند تنظيم الانتخابات الداخلية في الحركة لاختيار مرشحيها للانتخابات التشريعية وأثناء الانتخابات نفسها. وقال: دلت التجربة على أن البرنامج السياسي لفتح كان برنامجاً صحيحاً، بدليل أن حركة حماس تحاول الآن بكل قوة جذب فتح لحكومتها من اجل التغطية على برنامجها السياسي. ومن ناحيته، صرح حسين الشيخ، أمين سر الحركة في الضفة الغربية إنه يتوجب عدم إصدار لوائح اتهام مسبقة قبل عقد المؤتمر السادس للحركة الذي يتوجب الأعداد له بشكل جيد، وأضاف أنه يتوجب أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول فارقة في حياة الحركة نحو الاستنهاض، وإعادة توسيع المشاركة في اتخاذ القرار وتواصل الأجيال.
وقال الشيخ أنه في الوقت الذي تتحمل فيه جميع المستويات التنظيمية في الحركة المسؤولية عن الفشل، فانه يجب ألا تتساوى المسؤوليات، لافتا أن اللجنة المركزية كأكبر إطار قيادي في الحركة تتحمل المسؤولية الكبرى داعيا لأن يجري الإعداد للمؤتمر السادس للحركة من دون استعجال.
ومن جانبه، عقب قدورة فارس الذي ذكرت بعض المصادر أنه يشارك الرجوب ودحلان في تنفيذ المخطط للإطاحة بالقدومي: إن الحديث لا يدور عن الإطاحة بأشخاص بل بنهج قائم اثبت فشله وفي تصريحات نفى فارس أن يكون على علم بهذا المخطط، منوها في الوقت ذاته على أن المؤتمر السادس للحركة هو الذي سيكون صاحب القرار في اتخاذ القرارات المناسبة بشأن المستويات القيادية والأشخاص الذين يتحملون المسؤولية عما حدث.