طالباني يجمع قادة القوى السياسية لبحث الحكومة

طالباني يدعو لإبعاد الجامعات عن التدخلات السياسية

تسريبات جديدة عن حرب العراق

الأردن يرفض بشدة استضافة محاكمة صدام

رفع جلسات محاكمة صدام الى 13 الحالي

الادعاء يدعو لارغام صدام حضور محاكمته

مقتل ثلاثة جنود أميركيين في انفجار جنوب بغداد الأربعاء

العثور على 14 جثة مجهولة الهوية في شرق بغداد

وفد موحد للشيعي والكردستاني لمفاوضات الحكومة

محاكمة صدام تبدأ سرية وتتحول علنية بعد ساعات

الشيعي: التهديد السني بالعصيان غطاء للإرهاب

إعادة نشر مقالات لنديم الجابري يشيد فيها بصدام
اتهامات بالبعثية لإسقاط مرشح لرئاسة الحكومة


أسامة مهدي من لندن : تشن قوى داخل الائتلاف العراقي الشيعي الموحد حملة اتهامات شعواء بالانتماء الى حزب البعث المحظور والولاء للرئيس السابق صدام حسين ضد المرشح الرابع لرئاسة الحكومة الجديدة الدكتور نديم عيسى الجابري الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي بهدف اخراجه من السباق حول المنصب وهي حملة يبدو انها تحقق نجاحا من اجل اخلاء الطريق امام المرشحين الاخرين الذين تشير مصادر عليمة الى ان اوفرهم حظا في الفوز بهذا المنصب السيادي هو عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية عضو قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية .

وابلغت مصادر عراقية quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان صحف وقنوات ومواقع القوى الفاعلة داخل الائتلاف تنشر مقالات وتعليقات تتهم الجابري الذي حصل حزبه على 15 مقعدا برلمانيا من بين مقاعد الائتلاف البالغة 128 في الانتخابات النيابية الاخيرة بالولاء للنظام العراقي السابق وتشير بشكل غير مباشر الى انتمائه الى حزب البعث .. كما تواصل اعادة نشر مقالات للجابري كتبها في صحيفتي الثورة الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي المحظور حاليا بعد ان حكم العراق اكثر من ثلاثة عقود بين عامي 1968 و2003 حين سقوطه عام 2003 والقادسية الناطقة باسم القوات المسلحة العراقية .


وتتهم هذه الاطراف الجابري بالاشراف على عشرات رسائل الدكتوراه الجامعية لعدد من كبار مسؤولي النظام السابق وتذكر ان بينهم عبد حمود مدير مكتب صدام حسين وكبير مرافقيه سابقا . وبشكل غير مباشر تتهم هذه الجهات الجابري بالانتماء الى حزب البعث متسائلة كيف يمكن له التدريس في الجامعات العراقية لمدة عشرين عاما بعد الحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة عراقية في وقت كان النظام السابق يحصر هذه الشهادات بالبعثيين وحدهم .
وفي واحدة من المقالات التي اعادت صحف عراقية نشرها وكان الجابري كتبها في صحيفة القادسية اليومية بتاريخ السابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1987 في السنة السابعة من الحرب العراقية الايرانية تحمل عنوان quot; تجديد البيعة .. ورهان العدو الخاسرquot; وهو يعدد فيه انتصارات البعث ويقول (ان هذه الحقيقة قد تجسدت لاول مرة في تاريخ العراق الحديث عبر التلاحم المصيري القائم على رؤية وطنية وقومية بين القائد الملهم صدام حسين والشعب العراقي المجيد ومن خلال تلك العلاقة الوشيجة اتضح النصر العراقي الحاسم على العدو الايراني حتى قبل نشوب الحرب الشاملة واصبح حقيقة قائمة لاجدال حولها واذا كانت ملامحها قد بدأت تتضح منذ بدايه العدوان فإن شكلها النهائي يبدو قريبا وما هي الا مسألة وقت حتى تكتمل صورته النهائية ويندحر العدو الى غير رجعة) ثم يتحدث quot;عن التلاحم بين القائد الفذ صدام حسين الحكيمة للمحافظة على السيادة الوطنية المستهدفة من قبل الاعداء التوسعيينquot; .
واشارت المصادر الى ان الجابري نفسه اثار استياء قيادات الائتلاف اثر اتصالات اجراها داخل العراق وخارجه لتسويق ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة فهو اغاظهم بمحاولته التنسيق مع القوى السنية من جهة لكسب تأييدها لترشيحه للمنصب لكنه ارسل مبعوثين الى طهران يعد مسؤوليها بانه سيعمل فيما اذا فاز بالمنصب على العمل للاعداد لولاية الفقيه في العراق وهو ما لم تنظر له القوى السنية بارتياح ايضا .
ويتنافس على منصب رئيس الحكومة داخل قائمة الائتلاف العراقي الموحد أربعة مرشحين هم كل من الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزارء المنتهية ولايته عن حزب الدعوة والدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والدكتور حسين الشهرستاني عن تجمع مستقلون ثم الدكتور نديم الجابري أمين عام حزب الفضيلة الاسلامي.

الجابري .. سيرة وافكار
والجابري من مواليد بغداد عام 1959 واسس حزب الفضيلة الاسلامية في ايار (مايو) عام 2003 وكان حصل على الدكتوراه وألف كتب عدة بينها: الفكر السياسي لثورة العشرين و الأصولية اليهودية والنظام السياسي الاسرائيلي والمرجعية الدينية العليا في إسرائيل وجدلية الارهاب بين الطروحات الغربية والإسلامية ونظام الحكم المناسب في العراق واشكالية المقاومة والاحتلال وملاحظات جوهرية حول قانون ادارة الدولة .. اضافة الى نشر العديد من البحوث .
ومعروف ان حزب الفضيلة يتبع في مرجعيته الدينية الى اية الله الشيخ محمد اليعقوبي والذي يبتعد عن المجلس الاعلى وحزب الدعوة في طروحاتهما الطائفية .. وكان ممثل عنه شارك في مؤتمر الوحدة الوطنية الذي نظمه رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي في بغداد في السابع عشر من اب (اغسطس) الماضي .

وفي تصريحات له مؤخرا اوضح الجابري أن الاستقطابات الطائفية والقومية التي رافقت العملية الانتخابية الاخيرة ظاهرة غير صحية وتمنى ان ترتقي الاحزاب والكتل السياسية بالاداء السياسي ليكتسب التصويت على برامجها شرعية الانجاز لا شرعية الانتماء . واكد ان وعي الناخب اظهر مستوى اعلى من وعي النخب السياسية وقال اننا نجد بعض الاحزاب التي تولت موقعا مهما في الدولة حولت مواقعها الى ثكنات حزبية واغلقت الباب بوجه الاخرين واضاف ان الذي راهن على تحييد العامل المرجعي لم يحسن تقدير الموقف السياسي وبالتالي جاءت حساباته خاطئة واصبح موقعه في مجلس النواب اما ضئيلا او خارج الاطار مشيرا الى ان لدى القوى السياسية في الائتلاف خطة للخروج من الازمة الحالية وجزء من هذه الخطة هو قرار ترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء .
وعن اولويات برنامجه اذا اختير رئيسا للوزراء اشار الى ان همها مسألة الارهاب و قال quot;لدينا خطة مدروسة ومستمدة من اصول اكاديمية واعتقد انها قادرة على معالجة هذه المسألة ولو اتيحت لنا الفرصة بقيادة الدولة سننجح حتما بتطبيقها لان هذه المشكلة لا تفسر على انها مسألة عسكرية ولا نتعامل معها بالطرق العسكرية فقط، وانما لها ابعاد متعددة يجب ان نعالجها وفق ابعادها الشاملة والشيء الاخر نعتقد ان المنهج الاقتصادي في العراق هو منهج غير صحيح ولذلك لدينا رؤية اقتصادية متكاملة لمعالجة الاختلال الاقتصادي في العراق وعموما نحن ضد هذه الانتقالة السريعة من الاقتصاد الشمولي الى اقتصاد ليبرالي وهذا تحول خطير وربما يؤدي الى نتائج اجتماعية سيئة.. وفي مقدمة هذه السياسات الخاطئة هو قرار مجلس الوزراء بخصوص رفع الدعم عن المشتقات النفطية حيث نعتبره خطأ من حيث الماهية والتوقيت والمنهج فالتوقيت رفضناه لكون دلالة على خداع الجمهور بعد صدوره بعد التصويت مباشرة وهذه خيانة للشعب فالتوقيت كان في غاية السوء لانه يطعن في اخلاقيتنا وفي مصداقيتنا ايضا ومن حيث المنهج نعتقد انه منهج غير صحيح في ادارة الدولة الذي يقول برفع الدعم عن المواطن وهو منهج ليبرالي وهذا استيراد لنموذج لا توجد له ارضية على الواقع العراقي وبالتالي سيوقعنا في مطبات كثيرةquot;.
واضاف quot;اننا نؤمن بالاقتصاد المختلط الذي يأخذ شيئا من الاقتصاد الشمولي وشيئا من الاقتصاد الحر وهو المنهج الاكثر اعتدالا واكثر موضوعية، كذلك ماهية القرار لم تدرس المردودات الاجتماعية السلبية لمثل هذا القرار وهذه ربما هي نقطة الفيصل بين عراقيي الداخل والخارج. ونحن لوحنا باللجوء الى المظاهرات اذا لم تعالج هذه المسألة حتى وان انفردنا في الساحة (كحزب الفضيلة) في معالجة هذا الامر لان فيه ضرر كبير لابناء الشعبquot;.

ولاية الفقيه
وفي كتابه (نظام الحكم المناسب في العراق) ضمنه الجابري مجموعة من الأنظمة السياسية تراوح البحث فيها على ذكر الشائع منها والمعمول به في أغلب بلدان العالم اليوم حيث بحث في النظام البرلماني في شيء من التفصيل و أفاض في تحليل النظامين الرئاسي والبرلماني كما لم يستثن أو يتغافل الأنظمة الخاصة جداً من قبيل نظام الخلافة الإسلامية والنظام الإسرائيلي ونظام ولاية الفقيه وأولى للأخير عناية متخصصة وبيّن فيه موقفه الأيديولوجي والعقائدي بصورة واضحة اضافة الى تأشيره لمزايا ومثالب ومعوقات كل نظام من هذه الأنظمة بالنظر إلى استنباته بالافتراض في تربة غير تربته الأصل وبالبحث في مواقف التركيبة المجتمعية العراقية من تلك الأنظمة .

وفي فصل (نظام ولاية الفقيه) يقول الجابري ان هذه الاطروحة تعتمد على أساس وقوف الفقيه الجامع للشرائط الذي اعتمدته الأمة ولياً لها على رأس الهرم السياسي ويستند في شرعيته الى أساس نيابته العامة للمعصوم .. وهذا المعصوم هو المنّصب من عند الله وحده وفقاً لأطروحة النص في الإمامة وإن وظيفة الولي هي الإشراف على المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية ومراقبة أعمالها.

وعن مزايا نظام ولاية الفقيه يعتقد الجابري أن هذا النظام مناسب في العراق لقيامه على قواعد فقهية تأخذ بالاجتهاد لذلك يستطيع أن يواكب العصر عبر إجراء تعديلات عليه، كما انه ينأى عن الاستبداد في زمن غياب المعصوم طالما تمارس الأمة سلطانها طبقا للآيتين المذكورتين آنفاً، كذلك فأن توزع خطى الشهادة والخلافة بين المرجع والأمة يعصمهما من الاستبداد بالتناظر، ولأنه لا توجد عصمة متوفرة في يد الاثنين لا بد من أن تشترك المرجعية والأمة في ممارسة الدور الاجتماعي الرباني. وان هذا النموذج يجد له قبولاً لدى الأغلبية الشيعية في العراق مما يسهل أمر تطبيقه، وقد يحظى هذا النظام بتأييد إيران له لكونها تطبقه منذ ربع قرن.
اما عن مثالب ومعوقات النظام فيقول ان فيه يحكم الولي الفقيه طبقا لهذا النظام مدى الحياة ما لم يحصل إخلال في شروط الولاية. ويقترح الجابري إمكانية quot;جعل ولاية الفقيه لمدة سبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقطquot; ويقول إن من المساوئ التي تحسب على هذا النظام ان القدسية الذاتية لدى المراجع التي قد تكون مدعاة لنمو الاستبداد ويضيف quot;(إن تلك القدسية راسخة في الذهنية الشيعية خصوصاً إزاء ذوي العمامة السوداءquot; وكذلك لأنه يوجد من يدعو إلى مبدأ الولاية الخاصة فأن هنالك احتمالية حصول معارضة على تطبيقه من قبل المراجع والفقهاء ومن الراجح أيضا أن تعترض عليه الأقلية السنية لكونه نموذج حكم شيعي في مقابل نموذج الخلافة السنية وقد تعترض القوى العلمانية عليه بوصفه نظاما أصوليا يتعارض كليا مع رؤيتها لأصل السلطة ووظيفتها وقد تعترض الإدارة الأميركية على هذا النموذج لكونه يتعارض مع الفلسفة الغربية لانعقاد السلطة فضلا عن كونه يتعارض معها في صياغة النظام الدولي الجديد و طروحاته السياسية.

اختيار مرشح رئاسة الحكومة
ومن المنتظر ان يصوت الائتلاف العراقي الشيعي مطلع الاسبوع المقبل لاختيار مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة بعد رفض أي من المرشحين الاربعة الانسحاب من السباق نحو هذا المنصب السيادي حيث قال متابعون للمناقشات التي يجريها الائتلاف منذ ايام لاختيار مرشحه للمنصب ان الاكير حظا لذلك هو عادل عبد المهدي .
وقال رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق زعيم الائتلاف العراقي الموحد السيد عبد العزيز الحكيم انه من المبكر ان يحسم موضوع تسمية مرشح قائمة الائتلاف لمنصب رئيس الوزراء لعدم توصل الكتل السياسية المنضوية داخل القائمة الى اتفاق حول الموضوع اضافة الى اصرار كل كتلة على تسمية مرشحها وأضاف ان المباحثات والمشاورات بين الكتل والاحزاب السياسية المنضوية تحت قائمة الائتلاف بخصوص تسمية مرشح لمنصب رئيس الوزراء مازالت جارية ويتوقع ان تحسم الاسبوع المقبل .