خلف خلف من رام الله: يبدو الشارع الفلسطيني منقسما في النظر إلى المرحلة الفلسطينية المقبلة التي ستتولى فيها حماس زمام الأمور، وبين المتشائم والمتفائل ترتسم الصورة قلقة ومترقبة ويتمعن الفلسطينيون بكل التفاصيل التي تتواتر على الساحة الفلسطينية يوميا، في محاولة لتكوين صورة واضحة للقادم المجهول، وأوروبيا وعربيا هناك من يرى أن الشارع الفلسطيني زج نفسه بمعضلة حين صوت لحماس، وطرف آخر يعتبر حماس جاءت كمنقذ للفلسطينيين، ولكن ماذا عن الشارع الفلسطيني ذاته، إيلاف قامت بجولة التقت فيها العديد من المواطنين واستطلعت آراؤهم حول رؤيتهم للمرحلة الفلسطينية المقبلة، في محاولة لمعرفة تداعيات وانعكاسات اعتلاء حركة حماس سدة الحكم.
المواطن عبد الله جابر 43عاما يرى أن حماس لن تنجح في تشكيل حكومة وحده وطنية مع باقي الفصائل وبخاصة أن حركة فتح مصرة على عدم المشاركة، لتضع حماس تحت المجهر، وتظهر للشارع الفلسطيني أن حماس غير قادرة على إدارة الشؤون الفلسطينية، مضيفا: كما أن حماس أمامها تحديات جسام منها الأجهزة الأمنية الفتحاوية الأصل، وكذلك الوضع الداخلي الفلسطيني المبعثر الذي يحتاج ترتيب.
ومن ناحيته، قال سمير عبد الله 23 عاما: لا نريد استباق الأمور، فربما تكون حركة حماس قادرة على تسير الأمور أكثر من الحكومة السابقة، بخاصة أن لديها خبرة في العمل المؤسساتي، ناهيك عن وجود رقابة داخلية لدى أفرادها لطبيعتهم الدينية، ولكنه لم يخف تخوفه من القادم المجهول في الوقت ذاته.
الطالبة الجامعية منى محمد 20 عاما ترى أن الوضع القادم سيكون أفضل للفلسطينيين، وذلك لكون حماس لغاية الآن مهتمة في الوضع الفلسطيني الداخلي، ولا تعطي المفاوضات مع إسرائيل أهمية تذكر، مما يعني الاهتمام بالوضع الفلسطيني والسير به نحو الأفضل، مؤكدة أن فلسطين بحاجة لإنعاش داخلي قبل أن تبدأ بمفاوضات سلام مع إسرائيل، وردا على سؤال عن نظرتها في حال طبقت حماس قرار لبس الحجاب على الطالبات الجامعية وقامت بفصل الذكور عن الإناث، قالت: هذا أمر مستبعد، وقالت ساخرة: هل حماس إذا عندما تتسلم وزارة الصحة ستطلب مني القيام بعملية تجميل، وأضافت: لا أعتقد أن حماس تفكر بهذه الطريقة، وكل ما يشاع ليس صحيحا.
أما زميلها محمد جمال فيخالفها الرأي قائلا: لا أعتقد أن حماس سيكون باستطاعتها تحقيق ما تروج له، كون الوضع الدولي بالغ التعقيد، فالأزمات المالية بدأت قبل أن تضع حماس قدمها في الحكومة، وهذا لا يبشر بخير، ولكن جمال توقع أن تقوم حماس في إضافة وتعديل تشريعات جديدة منها رفد المنهاج التعليمي بمساقات دينية وأن تزيد من الحصص الدراسية لتعليم الشريعة الإسلامية ولكن حماس لن تتعاطى مع كل المحاولات الرامية إلى تعزيز حرية المرأة بما يتنافى والدين الإسلامي وقد تقدم حماس على إضافة عبارة لا إله إلا الله على العلم الفلسطيني.