سفاجا (مصر): يشكو اهالي ضحايا عبارة quot;السلام-98quot; الغارقة في البحر الاحمر ألمهم وصدمتهم في سفاجا في غياب اي معلومات حول مصير اقربائهم مساء اليوم الجمعة.وقال سعيد علي سعيد quot;لا احد يبلغنا اي شىء، هذا لا يحتملquot;. وجاء سعيد يبحث عن مصير ابن عمه صابح حمدي شاهين (27 عاما) الذي كان يعمل في الكويت. واضاف quot;ليقولوا لي ان كان حيا او ميتاquot;.

وبعد قرابة عشرين ساعة على الكارثة الاسوأ في تاريخ الملاحة المصرية، تبدو السلطات المصرية عاجزة عن تقديم حصيلة للحادثة، في حين يتم تداول ارقام متضاربة.

ومن اصل 1414 شخصا على متن العبارة التي ابحرت مساء الخميس من مرفأ ضبا السعودي على الجهة المقابلة لسفاجا، اكدت شركة السلام للنقل البحري المالكة للسفينة انه تم انقاذ قرابة 300 شخص حتى الساعة العاشرة مساء (00،20 ت غ).وافاد مصدر امني في الوقت نفسه تقريبا، ان ما لا يقل عن 185 شخصا قضوا في الحادث ، مضيفا انه تم انقاذ 241 شخصا.ووصل الاهالي بالمئات الى منتجع سفاجا السياحي الذي كان يفترض ان تصله العبارة في الثانية والنصف فجر الجمعة.

ويعتقد ان السفينة غرقت قبل نصف ساعة من ذلك التوقيت، حسب اخر رسالة تم استلامها.وقال سعيد quot;عندما فتحت الاذاعة هذا الصباح، اصبت بصدمة، واسرعت الى هناquot;. وكان سعيد يرتدي جلابية ويضع على راسه قبعة قطنية بيضاء يتميز بها سكان صعيد مصر.ولاحتواء الاهالي المتدافعين والغاضبين، اقامت الشرطة حزاما امنيا في المرفأ الذي تدفق اليه اهالي سفاجا يشاركونهم ألمهم وقلقهم المتزايد مع مرور الوقت.

وتصدر صيحات من الحشد الذي لا يكف عن السؤال لماذا لم تنشر اي قائمة باسماء الركاب. ويصرخ افراد مجموعة صغيرة حاولت الشرطة ابعادها quot;قولوا لنا الحقيقةquot;.وقال عبد العظيم quot;لا اعرف شيئا، تعبت، لكني سامضي الليل هناquot;.

وعبد العظيم من سكان سوهاج من صعيد مصر، جاء بحثا عن ابن شقيقه محمود احمد محمد (30 عاما) الذي كان يعمل ايضا في الكويت مع ابن عم اخر له.

وينتظر الاهالي وصول الناجين الذين تنقلهم الشركة المالكة للسفينة الى سفاجا، لكن قد يتم نقلهم الى الغردقة على بعد 100 كيلومتر الى الشمال منها.وامام مستشفى سفاجا، القريب من المرفأ، جلس بعض الاهالي ينتظرون وصول ناجين في اجواء اكثر هدوءا.

ولم تعرف بعد اسباب غرق السفينة التي تملكها شركة السلام للنقل البحري ومقرها القاهرة.وامر الرئيس حسني مبارك باجراء quot;تحقيق عاجلquot;. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد ان quot;سرعة غرق السفينة وعدم وجود قوارب كافية للانقاذ تؤكد أن هناك خللا ماquot;.من جانبه اكد اندريا اودون المسؤول في الشركة لوكالة فرانس برس ان quot;السلام-98 كانت تنطبق عليها معايير السلامة الدوليةquot;.وقال ان عدد الركاب كان اقل من الحد الاقصى وهو 1487 راكبا.