الياس توما من براغ : وصف المستشرق التشيكي زدينيك موللر رد فعل العالم الإسلامي على الرسوم الكاريكاتورية المهينة للإسلام بأنه هستيري ويدل على الضعف وحالة الأزمة التي يعيشها العالم الإسلامي الآن أكثر منه مظهرا من مظاهر قوته .
ورأى في حديث أدلى به لوكالة الأنباء التشيكية أن رد الفعل الإسلامي يبدو وكأنه مبرمجا ولذلك يذكره بالفضيحة التي أثيرت حول سلمان رشدي في شباط فبراير عام 1989 .
وادعى انه بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية فانه أصبح من المرحب به أية فرصه لممارسة الضغوط على الأوروبيين وإجبارهم على الاعتذار من المسلمين خاصة وان أوروبا مترددة الآن في مسألة تقديم المساعدات المالية للحكومة الفلسطينية القادمة .
واعتبر أن من المنطقي أن تثير الكاريكاتيرات بعض المسلمين لأنه تم الاستهزأ بالرسول و لكن من عدم المنطقي أن يتم باسم احترام القرآن الكريم الإصرار على حظر ما لم يلتزم به المسلمون به في الماضي واستبعاد النقد لهم في الدول الأجنبية وتهديد من يقوم بالرسومات الساخرة .
ورأى أن احتجاجات المسلمين يمكن أن تؤخذ عل محمل الجد لو لم تكن تهكمية زاعما بان التلفزيون السوري بث قبل فترة في أكثر الأوقات متابعه مسلسلا ذي صبغة معادية للسامية حسب قوله جرى فيه تصوير الحاخامات بأنهم أكلة لحوم البشر ولم يثر ذلك أي رد فعل إسلامي أو التعبير عن الاستياء من إهانة دين أخر
وأضاف إنهم بذلك أعطوا انطباعا بأنهم يؤمنون بالعبارة التي وردت في القرآن بان اليهود هم اكبر أعداء المسلمين أكثر من العبارة التي ترى في المؤمنين اليهود والمسيحيين بأنهم حلفاء في السلام الذي يتم البحث عنه في عقيدة الرب الواحد .
واعتبر أن الحريات الدينية تكمن في الإيمان أو عدم الإيمان وفي حرية ممارسة الأديان بسلام وهدوء غير أن ذلك يتوجب أن لا يتحول إلى حرية الفرض على المجتمع ككل قواعد تتعلق بمعتقد واحد وأشار إلى أن الكنيسة المسيحية في الماضي احتجت هي الأخرى على التصويرات التي ظهرت للسيد المسيح غيران ذلك لم يؤد أبدا إلى هذا النوع من الهستيريا التي تسود لدى المسلمين حسب قوله .
وعلى خلاف هذا النظرة السلبية للمسلمين ورود فعلهم فقد انتقد رئيس اتحاد الروابط الإسلامية في تشيكيا فلاديمير سانكا نشر الكاريكاتيرات المهينة للإسلام واعتبرها تجاوزا لحرية الكلمة .
وأضاف في حديث أدلى به اليوم للصحيفة الاقتصادية أن المسلمين التشيك لا ينكرون حرية الكلمة غير أن هذه الحرية ليست بدون حدود ويجب أن لا يسمح لها بان تتدخل في حريات الآخرين وان يتم استغلال حرية الكلمة من اجل إهانة ما يعتبر مقدسا لدى الآخرين .
وشدد على ضرورة توفر مبادئ التسامح والاحترام واللياقة مؤكدا أن القرآن الكريم يحظر السخرية من معتقدات الآخرين
ورأى أن الأمر يمكن أن يكون وراءه عدم فهم ومعرفة بطرف للطرف الأخر غير انه لم يستبعد في نفس الوقت أن يكون وراء هذه الرسوم استفزازا متعمدا . وشدد على أن التعايش بين الحضارتين الإسلامية والغربية يمكن أن يتم بدون إشكالات لان الإسلام دين تسامحي غير انه في حال التهجم عليه وإهانته فيتوجب على المسلمين الدفاع عنه داعيا وسائل الإعلام هنا إلى احترام المسلمين عند التحدث عنهم .