رافقه وزير الأوقاف والمفتي ورئيس جامعة الأزهر
طنطاوي يقود مظاهرة ضد الرسوم المسيئة للنبي


نبيل شرف الدين من القاهرة: قاد اليوم الاثنين محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر شخصياً مظاهرة داخل حرم جامعة الأزهر، رافقه خلالها كل من : محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري، وعلي جمعه مفتي الديار المصرية، وأحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد (ص) .

وقال شيخ الأزهر إن quot;مقاطعة كل الدول التي أساءت للرسول هي فرض على الأمة الإسلامية بأسرها، وأن مصر بأسرها تدافع عن النبي أكثر من دفاعها عن أي شئ آخرquot; كما وصف طنطاوي الصحف الدنماركية بأنها هابطة، على حد تعبيره .

أما علي جمعة مفتي مصر فقد طالب بعدم الاكتفاء بالاعتذار ، بل دعا إلى اتخاذ ما أسماه quot;خطوات عملية أهمها تغيير المناهج الغربية التي تسئ للإسلام والقوانين التي تحاصر المسلمين وتبيدهمquot;، حسب تعبير مفتي الديار المصرية .

الشيخ والسفير
ومضى شيخ الأزهر قائلاً إنه سبق أن اجتمع مع سفير الدنمارك لدى القاهرة، الذي اعتذر عن نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، موضحاً أن الاجتماع دام لمدة عشرين دقيقة قدم خلاله السفير اعتذارا بالفعل عن نشر تلك الصور المسيئة إلى الرسول (ص) .

وبينما سبق أن هاجمت عدة صحف محلية شيخ الأزهر بعد أن نسب إليه قوله خلال اجتماعه بسفير الدنمارك إن الرسول ميت ولايجوز الحديث عنه لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فقد نفى بشدة شيخ الأزهر أن يكون قال ذلك، غير أنه استدرك قائلاً إنه أوضح لسفير الدنمارك أن الإسلام يحرم انتقاد من توفي مثل الآباء، مشيرا أيضا إلى أن أن أقواله تلك للسفير كانت باسلوب يحمل معنى الاستنكار، وباسلوب منطقي حازم وحاسم في نفس الوقت، كما حذر السفير الدنماركي من أن تلك الاساءات سوف تكون عاقبتها وخيمة على دولة الدنمارك وكل من يسيئ إلى النبيquot;، على حد تعبير شيخ الأزهر .

ومضى شيخ الأزهر قائلاً إنه أوضح للسفير الدانماركي أن شريعة الإسلام تمد يدها للسلام إلى كل من يمد يده إليها بالسلام، وأن شريعة الإسلام تحرم تحريما قاطعا الاساءة إلى الأنبياء جميعاً، وان الإساءة إليهم خروج عن الانسانية لأن الأنبياء هم الذين أخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ، وأن الحوار كان بشكل منطقي، لأن السفير لا يعرف الإسلام .

وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قد أصدر بيانا استنكر فيه ما وصفها بالحملة المغرضة على شيخ الأزهر على خلفية ما نسبته إليه صحيفة محلية من أقوال خلال لقائه بسفير الدنمارك في القاهرة .

كفاية على الخط
ودخلت حركة quot;كفايةquot; على خط التظاهرات ضد الرسوم، ودعا جورج إسحق، المنسق العام للحركة جموع الشعب المصري إلى الانضمام للمظاهرة التي تعتزم الحركة تنظمها يوم غدٍ الثلاثاء أمام مقر سفارة الدنمارك بالقاهرة حيث ينتظر أن يشارك فيها كل القوى السياسية الرافضة للإساءة للنبي .

وأكد إسحق أن هذه الإساءة ليست موجهة إلى الإسلام والمسلمين فحسب، بل إلى كل مؤمن بقيم الدين والحضارة في العالم. وان التطاول على الأنبياء أو الرموز الدينية يساهم في اشتعال الصراع .

وعودة إلى تصريحات شيخ الأزهر ـ على هامش المظاهرة ـ والتي قال فيها quot;إن الدفاع عن الرسول يجب أن يكون بأشد من دفاع الانسان عن نفسه وعن أولاده، وكل شيء في الوجود، وأن محبة الرسول أشد من محبة الانسان لنفسه، وأكد شيخ الأزهر أن الاستنكار لتلك الرسوم المسيئة للرسول مستمر بشكل يومي من طلبة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وفي كل المعاهد الأزهرية، وأنه لهذا قاد المظاهرة بنفسه شخصياً .

وحول الأسلوب الأمثل للرد على تلك الإساءة للرسول، قال شيخ الأزهر إن الوسيلة الأولى هي الإقناع، ثم الإنذار، فإذا لم ينفع ذلك فلا مفر في هذه الحالة من مقاطعة تلك الدول التي تركت لصحفها الماجنة والهابطة هذا المجال ولا تستمع إلى النصائح وتدعي بأن تلك حرية رأي، ونحن نقدس الحرية ولكن لها حدود وأبسطها عدم الإساءة إلى الأنبياء أو إلى الأديان السماويةquot;، على حد تعبيره .