الاغلبية رفضت مبادرة بري قبل انطلاقها
الحوار بين اللبنانيين يحركه الملف الايراني
ريما زهار من بيروت: بعد تحديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم الخميس في الثاني من آذار/مارس المقبل موعدا لبدء الحوار الوطني في المجلس النيابي، يطرح السؤال عن جدوى هذا الحوار في زمن باتت فيه الخطابات عالية النبرة والخطابات المضادة هي الغالبة، وكان الرئيس بري لفت الى تشكيل لجنة متابعة من كتلة quot;التحرير والتنميةquot; لاجراء المقابلات والاتصالات اللازمة لبحث التفاصيل الاخرى المتعلقة حتى بالاقامة، وبضرورة ان يكون الحضور على مستوى رؤساء الكتل او الرؤساء الممثلين للكتل في المجلس النيابي، بمعنى ان يكون رئيس الحزب او رئيس الكتلة موجودًا حتى لو لم يكن نائبًا، يعني quot;باب اولquot;، آملا ان ينتهي خلال سبعة او عشرة ايام كحد اقصى.
الا ان هذا الحوار قوبل بالرفض من قبل الاغلبية النيابية التي اتى ردها على لسان النائب وليد جنبلاط الذي رفض الحوار قبل تفكيك quot;حزب اللهquot; أسوة بباقي quot;الميليشياتquot; عام 1991 داعيا إلى تواصل lt;lt;مسيرة التغييرgt;gt; في لبنان وسوريا ومد اليد إلى المعارضة السورية، ولا سيما إلى دروز سوريا مطالباً إياهم بعدم الخضوع لمنطق التخويف من quot;الإخوان المسلمينquot;.
يشكك مصدر دبلوماسي لـquot;إيلافquot; في مدى جدية الالتزام بعملية حوار داخلي شامل بمواضيعه rlm;واطرافه، ويعتبر انه من الصعب جدا، ان لم يكن من المستحيل فصل هذا الاستحقاق عن الكلفات rlm;الاقليمية المتفاعلة والمرشحة للتفاعل دوليًا.rlm;
ومصدر هذه الشكوى، تعود الى ان مصادر داخلية راضية حتى اشعار آخر عن ما هو راهن، rlm;وتعتبر ان اي حوار قد يغير في هذا المصير سلبًا بالنسبة اليها، بينما اطراف اخرى لا ترى جدوى في الحوار في هذه الظروف الدقيقة، واطراف ثالثة ترى انه لا بد من اطلاق العملية rlm;الحوارية، لكنها تسجل ان هوامش هذا الحوار والضمانات الكفيلة بإنجاحه بالحد الادنى غير دقيقة.rlm;
ولذا، فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورغم تأكيد مبادرته rlm;الحوارية، فإنه يدرك جيدًا ان المناخ الحواري المبدئي بالحد الادنى قد يكون افضل من الحوار rlm;نفسه، فضلا عن مغزى اي حوار طالما انه يبقى في اطار النظريات التي rlm;لا ترتكز الى حيثيات قانونية ودستورية، لان الدخول في مثل هذه الحيثيات سيزيد الامور rlm;تعقيدًا والتباسًا عوض معالجتها.rlm;
اولويات
على ان السؤال الابرز يبقى بحسب المصدر الدبلوماسي اي اولوية يجب على الحوار ان يتناولها، rlm;والى اين يمكن ان يؤدي النقاش حولها، هل تتعلق باتفاق الطائف في مضامينه، او rlm;هل تتعلق بالقرار 1559 وسلاح حزب الله لا سيما في ضوء التجربة الاخيرة في صلب الحكومة، ام هي rlm;العلاقات اللبنانية - السورية في ظل التوتر الذي يفرضه التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس rlm;رفيق الحريري ورفاقه ومسلسل التفجيرات والاغتيالات التي قد تكون بوضع توسع في هذا rlm;التحقيق، وصولا الى قانون الانتخاب وحساباته المعقدة، لا سيما وان انتهاء اللجنة rlm;الخاصة باعداده من مهمتها لا يعني ان القانون بات نهائيًا، بل يعني مجرد rlm;توافر خلاصة هي عمليا بمثابة مشروع من بين المشاريع الكثيرة المطروحة.rlm;
ومن هنا، يطرح المصدر نفسه فكرة اطلاق ورشة عمل شاملة تتناول كل ملف بمفرده لوضع rlm;المبادىء الاساسية لمقاربته ومعالجته، وتتمثل في هذه الورشة مختلف المرجعيات الاساسية rlm;السياسية الى الروحية والاقتصادية حيث تدعو الحاجة، وبمواكبة رجال فكر وقانون واكاديميين.
ويعتبر ان عمل هذه الورشة لا بد ان يستلهم بعض التجارب والطروحات والوثائق والمواقف، rlm;بدءا بالارشاد الرسولي الذي بات عمليا يحظى بإجماع او شبه اجماع لبناني لا سيما بعد rlm;الانسحاب السوري وانكفاء الاحتلال الاسرائيلي، مرورا بمواقف الامام الراحل محمد مهدي شمس rlm;الدين والخلاصات الحوارية العديدة. ويدعو الى الفصل كليا بين الحسابات السياسية الراهنة rlm;وبين الرؤية للمعالجات المطلوبة، لان لبنان يحتاج الى مرحلة سلم داخلي، على مدى عقدين على rlm;الاقل ليتمكن من اعادة صوغ حياته السياسية وتوجهاتها الاقتصادية في مسار تصاعدي يعيد rlm;الديمقراطية والدورة الاقتصادية الى ازدهارها المفترض.rlm;
ويسجل ملاحظة دخول لبنان ومعه المنطقة في مرحلة المواجهة الايرانية - rlm;الدولية الكبيرة حول الملف النووي الايراني، معتبرًا هذا الملف شائك وخطير. لكن الاهم هو ما rlm;سيؤول اليه اذ لا احد يمكنه التنبوء من الآن بذلك لكن بعض المؤشرات يوحي بان التصعيد لا rlm;يمكن ان يفضي الى تسوية ما.
ولذلك، وبحسب ما يستشف المصدر الدبلوماسي، فان الجمود rlm;سيحكم الملفات الاقليمية في انتظار حلحلة العقدة الايرانية، علما ان طهران تدرك من rlm;التجارب الاقليمية الماثلة امامها ان تصعيد موقفها واصرارها على الاستمرار في تخصيب rlm;اليورانيوم لن يستتبع ردات فعل دولية سريعة وحاسمة بل يمثل فرضية لرفع سقف التفاوض مع rlm;واشنطن بالدرجة الاولى، وهذا يؤكد ان موضوع سلاح حزب الله على تماس بشكل او بآخر rlm;بالملف الايراني.















التعليقات