الداخلية العراقية : فرق الموت أكذوبة إعلامية
مراجع الشيعة الكبار يحرمون التعرض لمساجد السنة

أسامة مهدي من لندن : أعلن مراجع الشيعة الاربعة الكبار في العراق تحريم التعرض لمساجد السنة ومراقدهم في العراق بينما اتهم اية الله السيد احمد الحسني البغدادي الاميركيين بالمسؤولية عن تفجير مرقد الامام علي الهادي في مدينة سامراء اليوم فيما اكدت وزارة الداخلية العراقية ان فرق الموت التي اتهمت بتشكيلها هي اكذوبة اعلامية .
وقالت مصادر عراقية ان المراجع الشيعية الكبار اصدروا فتوى حازمة في اجتماع عاجل عقد في منزل المرجع السيد علي السيستاني في مدينة النجف (160 جنوب بغداد) اثر تفجير مرقد الامام الهادي وهو الامام العاشر لدى الشيعة في مدينة سامراء (100 كم شمال بغداد) صباح اليوم . واشارت الى ان الفتوى تنص على تحريم التعرض للمساجد والمراقد المقدسة وخاصة التابعة للسنة العراقيين . والمراجع الكبار هم اضافة الى السيستاني ايات الله محمد اسحاق الفياض وبشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم . وتدعو الفتوى الى التهدئة وعد اللجوء الى ردود فعل غير محسوبة وذلك اثر التظاهرات الغاضبة التي خرجت في انحاء العراق داعية الى الانتقام من الفاعلين في وقت طالب سياسيون عراقيون ورجال دين وكبار المسؤولين الى عدم التصرف من حالة الاحتقان التي اججتها المشاعر نتيجة حادث اليوم .ودعا ايضا الى جعل فترة السبعة ايام الحداد عطلة رسمية لاضفاء الهدوء على الاوضاع وتجنب التجمعات وردود الافعال الغاضبة وغير المحسوبة. وقد اختصر رجل الدين الشاب مقتدى الصدر زيارته الحالية الى لبنان للعودة الى العراق في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها نتيجة احداث اليوم .

كما دعا المرجع الديني محمد سعيد الحكيم العراقيين والمسلمين في انحاء العالم الى تنظيم تظاهرات ومسيرات احتجاجية سلمية وتعطيل الاسواق والاعمال لمدة ثلاثة ايام وطالب الحكومة بالقيام بواجباتها بشكل عاجل في الحفاظ على الاماكن المقدسة وصيانتها من عبث المجرمين والا فأن المؤمنين
ومن جهته حمل المرجع الديني آية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي القوات الأميركية مسؤولية تفجير مرقد الإمامين العسكريين صباح اليوم.
وقال الناطق باسم مكتب السيد احمد الحسني البغدادي للوكالة الوطنية العراقية إن الأميركان عندما وجدوا الشعب العراقي بمستوى عال من المسؤولية التاريخية الإسلامية التي تمنعهم من الوقوع في مستنقع الطائفية الذي ينفذه لهم الطابور الخامس في العراق عمدوا إلى تنفيذ هذه الأعمال المشينة . وأضاف quot;إن الأمريكان يطبقون في العراق اتفاقية سانتس التي استعملوها في حربهم في فيتنام وأرادوا بها أن يفرقوا بين المقاومة الوطنية ضدهم وبين الشعب الفيتناميquot;. وأوضح الناطق quot;إن السيد البغدادي يدعو أهله وشعبه في العراق إلى اليقظة والحذر من هذه المؤامرة التي يهدف من ورائها الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية الى إشعال الفتنة بين طوائف الشعب العراقيquot;. وأشار إلى quot;إن هذا العمل المشين لم يقم به إخوتنا من أبناء السنة والجماعة كما لم يقم به أتباع أي دين آخر من الأديان السماوية بل إن المحتل هو من قام به بهدف إثارة الفتنة حتى لا يستقر العراق ولكي يديم وجوده فيهquot;. ودعا السيد البغدادي الشعب العراقي إلى التظاهر بنحو صاخب وحازم للمطالبة بخروج المحتل من العراقquot;.

ومعروف ان قبة مرقد الامام على الهادى عليه السلام الذى تعرض اليوم الى عمل تخريبى فى مدينة سامراء تعد من اكبر قباب العتبات المقدسة في العراق.
والإمام أبو الحسن علي الهادي عليه السلام عاشر الائمة الاثنى العشر وهو واحد من السلسلة الذهبية من آل بيت المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وقد تقلد الإمامة وهو في أوائل السنة التاسعة من عمره فتصدر يومها مجالس الفتوى بين أجلاَّء العصر ومشايخ الفقهاء، ثم حمل أعباءها طيلة ثلاث وثلاثين سنة. وُلد الإمام الهادي عليه السلام في نواحي المدينة المنورة في قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام تسمى quot;صرّياquot;. ويقع مرقده عليه السلام في داره في محلة العسكر اشتراها الإمام الهادي وكان بها حتى توفي فيها,
ويقول الخطيب البغدادي quot;ان الامام على الهادي عليه السلام اشتراها من دليل بن يعقوب النصراني ودفن فيها مع ولده الإمام الحسن العسكري. وعاش الإمام الهادي عليه السلام أربعين أو إحدى وأربعين سنة وقضى شطراً من عمره في المدينة وقد توفى الإمام الهادي عليه السلام مسموماً في زمن الخليفة العباسى المعتز. واختلف المؤرخون في تاريخ وفاة الإمام الهادي عليه السلام ولكن الثابت هو الثالث من شهر رجب سنة مائتين وأربع وخمسين من الهجرة، وقيل في أواخر جمادى الثانية الخامس والعشرين أو السادس والعشرين أو السابع والعشرين من تلك السنة .

الداخلية : فرق الموت اكذوبة

وصفت وزارة الداخلية العراقية فرق الموت التي اعلن عنها مسؤولون اميركيون عنها مؤخرا بانها اكذوبة أعلامية وانتقدت ما اسمته quot;تناقل وسائل الاعلام للموضوع وبشكل غريب ومستهجن دون الرجوع للحقيقة .

وقالت الوزارة في بيان لها اليوم quot;تناقلت وسائل الإعلام بشكل محموم موضوع فرق الموت التابعة لوزارة الداخلية ، وسلطت أضواءها الكاشفة بشكل غريب ومستهجن دون الرجوع إلى الحقيقة ودون الوقوف على مجريات الأمور وكأن وزارة الداخلية تعمل ضد العراق والعراقيين وليست تواصل الليل بالنهار من اجل حماية أرواح المواطنين الأبرياء وحفظ سفك دماءهم.quot; واضافت ان 22 شرطيا ينتمون الى السرية الرابعة لحماية الطرق الخارجية القوا القبض على أحد المتهمين وهو يقود عربة لبيع النفط صادر بحقه عدد من أوامر القبض لارتكابه جرائم قتل مصدقة قضائيا واثناء نقله معصوب العين من قبل المفرزة المذكورة الى وزارة الداخلية تم إيقافهم من قبل القوات الأمنية وإيداع 18 شرطيا لدى مديرية التحقيقات الجنائية.quot;

وشددت وزارة الداخلية تصميمها على quot;مباشرة التحقيق مع الموقوفين من قبل لجنة رفيعة المستوى مشكلة من قبل السيد وزير الداخلية ومفاتحة القوات الأمريكية لتسليم الأربعة الموقوفين لديهم.quot; وأضافت quot; حصلت الموافقة على التسليم حيث تشير التحقيقات الأولية إلى براءة الـ 18 عشر شرطيا والتحقيق سيبدأ مع الأربعة الذين سيتم استلامهم من القوات الاميركية.quot; وقالت quot;وحرصا من وزارة الداخلية على إظهار الحقيقة فقد وعدت بالإعلان عن ما تتوصل اليه اللجنة من نتائج.quot; وتساءلت الداخلية عن الاسباب التي دعت وسائل الاعلام لافتعال ضجة حول ارهابي وعدم التحرك لمقتل وجرح 850 عراقيا خلال الشهر المنصرم .. لكن الوزارة لم تشر الى الاسباب التي أدت بالقوات الامنية الى إيقاف المفرزة أو ايداع الثمانية عشر شرطيا ، كما لم يشر الى أسباب التحقيق مع الاربعة الاخرين.

وكان مسؤول في الجيش الاميركي قد اعلن الاسبوع الماضي عن إلقاء القوات الاميركية القبض على 22 من قوات الامن العراقية ومعهم نجل احد الطيارين الذين شاركو في الحرب العراقية الايرانية موضحا انهquot; عند تفتيشهم اتضح انتماءهم لاحدى وزارات الامن العراقية.quot;
وصفت وزارة الداخلية العراقية فرق الموت التي تناقلت وسائل الاعلام المختلفة موضوعها في الاونة الاخيرة بquot;الاكذوبة ألاعلامية.quot;