أسامة مهدي من لندن: تفاقمت ازمة ناتجة عن قيام جنود اميركان بتفتيش صدور طالبات معهد المعلمات في مدينة الموصل العراقية الشمالية وارغامهن على نزع حجابهن وعم استياء شعبي واسع صعد من المواجهات المسلحة ضد القوات الاميركية هناك ومنحها شرعية اكبر الامر الذي اضطر الادارة الاميركية الى اصدار اوامرها بالتحقيق في الامر ومعاقبة المسيئين في وقت اكد اشرف قاضى ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق إن هناك انتهاكات حقيقة لحقوق الانسان في العراق و مراكز اعتقال كثيرة سواء كانت عائدة الى الجيش الاميركي او للحكومة العراقية وقال ان هذه المعتقلات تعتبر

لجنة التحقيق الأميركية في فضيحة تفتيش الطالبات مع محافظ الموصل
ير قانونية من وجهة حقوق الانسان.

وذكرت مصادر عراقية ان فريق تحقيق اميركي قد بدا اليوم اتصالات مع المعنيين الرسميين في ادارة معهد الطالبات ومحافظ الموصل دريد كشمولة في محاولة لتطويق هذه الازمة التي اثارت استياء بين اوساط المجتمع الموصلي المحافظ وزادت من حدة واتساع المواجهات المسلحة ضد القوات الاميركية خلال اليومين الماضيين والتي شهدتها معظم مناطق المدينة الثانية في العراق بعد بغداد من حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي ثلاثة ملايين نسمة.

فقد ارغمت مجموعة من جنود القوات الامريكية باصا لنقل طالبات معهد اعداد المعلمات في الموصل امس الاول وامرت الطالبات بنزع حجابهن فيما حاول عدد منهم دس يديه في صدور الطالبات بحجة التفتيش مع التلفظ بكلمات نابية ومعيبة ضد الرافضات منهن لهذه الممارسات . وعلى الفور طالب محافظ الموصل دريد كشموله القوات الاميركية بفتح تحقيق بالحادث وقد اجتمع اليوم بفريق من محققي هذه القوات ارسلته السفارة الاميركية في بغداد لفتح تحقيق بالحادث برئاسة المحققة في الجيش الاميركي الكابتن quot;تريسي سمثquot; التي اكدت في تصريح لها انها ارسلت بتكليف من الادارة الاميركية لتحقق بملابسات الحادث وان الفترة التي منحت لها للانتهاء من التحقيق هي اسبوع واحد داعية محافظ الموصل الىتشكيل لجنة من قبل اعضاء من مجلس المحافظة لمساعدتها في التحقيق . وقالت سميث انها ستبدأ غدا التحقيق مع سائق الباص ومديرة المعهد وجميع الطالبات اللواتي تعرضن للتفتيش او نزع حجابهن موضحة ان التحقيق سيجري في بناية معهد المعلمات.

وطلبت سمبيث من كشمولة حضور إمرأة من مجلس محافظة نينوى مجريات التحقيق الذي سيتم عند الساعة العاشرة من صباح غد الإثنين) في مبنى معهد المعلمات الواقع في الموصل الجديدة بالجانب الأيمن من المدينة.

وقد اثارت الرابطة العراقية هذه القضية عدنما اعلنت انه عندما كان طالبات معهد المعلمات في الموصل، الدورة 19، في حافلة المعهد، وهو باص 40 راكب في طريق عودتهن من المعهد الى منازلهن بعد الساعة 12 ظهرا وبينما كان باص المعهد يدخل الشوارع الفرعية القريبة من المعهد اذ فوجئت الطالبات بوجود مدرعات اميركية أمرتهم بالوقوف فامتثل سائق الباص لاوامرهم، فصعدوا الحافلة وانزلوا السائق بعد ان شنطوه واجلسوه على الارض وأخذوا يضربون الحافلة بأعقاب بنادقهم لاخافة الفتيات ثم صعد الى الحافلة جندي ومجندة أميركية كانت تعرف بعض الكلمات العربية. وقفت المجندة أمام الطالبات وأمرتهن بنزع أغطية الرأس ثم نزعت قميصها وكشفت عن صدرها وقالت لهن بعربية مكسّرة (طلعوا ديوس!) يكلمات نابية.

وهنا جن جنون الطالبات واخذن بالصراخ والعويل والتكبير والاستنجاد مع ان هناك قرب المعهد يوجد مقر للحرس للحرس الوطني الوطني لكن افراده لم يتدخلوا .. بعد ذلك اتصلت مديرة المعهد بالجهات المسوؤلة وافرج عن الطالبات دون أن يصيبهن اي أذى quot;انما وصلن الى منازلهن بعد 3 ساعات من الاحتجاز في حالة يرثى لها من الهستريا والخوف والذعرquot; كما اكدت الرابطة . وفي اليوم التالي اعتصمت جميع الطالبات في المعهد وباشرت مديرة المعهد على الفور الاتصال بالجهات المسئولة فحضر محافظ الموصل ومدير تربيتها الذي طلب نسيان الموضوع قائلا : عفا الله عما سلف! وهنا قالت له احدى السيدات: اترضاه لبناتك؟ فسكت من دون جواب.

ونقلت الرابطة عن معاونة مديرة المعهد السيدة شذى معيوف تأكيدها أن عدد الطالبات في الحافلة كان 40، وأنها وقعت الساعة الثانية الا ربع ظهرا بينما كانت الحافلة متوجهة صوب حي الاصلاح الزراعي لكنها تحرجت كثيرا من التلفظ بما تحدثت بها المجندة الأميركية باعتبارها خادشة الحياء وأضافت أن جنود الاحتلال قاموا باعتقال صبي أمام الفتيات و ضربه بشكل موجع لأجل اخافتهن . وحول متناع وسائل الاعلام أو منعها من نشر تفاصيل الحادث فقد أشارت السيدة معيوف الى أن أوامر صريحة قد صدرت الى وسائل الاعلام التي غص بها المعهد في اليوم الثاني للحادث بعدم نشره مما أسهم بانتشار الشائعات التي لا أساس لها من الصحة حول ما تعرضت له الطالبات في الحافلة مما دفع بعض أولياء الأمور بعدم ارسال بناتهم الى المعهد لمواصلة الدراسة.

واضافت معاونة المعهد أن القوات الأميركية قامت بتهديدها عندما ارسلت ضابطا لمقابلة مديرة المعهد وكان يستشيط غضبا متهما الطالبات بالكذب وافتعال القصة لتشويه سمعة الجيش الأميركي الذي ما

معهد المعلمات في الموصل
اء للعراق الا لتحقيق الأمن والسلام كما قال . لكن ادارة المعهد لم ترضخ لهذا التهديد وأجابت بأن رواية 40 طالبة هي أكثر مصداقية من ادعاءات الجيش الأميركي وأكدت على وجوب تقديم اعتذار خطي للطالبات عن هذا الحادث. وقد طلبت الرابطة العراقية من معهد المعلمات تخويل الرابطة للشروع في الاتصال بهيئات المحاماة الأميركية لرفع دعوى قضائية ضد الجيش الأميركي بهذا الخصوص.

وقد أدانت هيئة علماء المسلمين الاعتداء على طالبات الموصل. وقالت الهيئة التي تعتبر المرجعية الدينية للسنة العراقيين في بيان لها اليوم إن قيام بعض من جنود الاحتلال الأمريكي بالتعرض على عدد من بناتنا الحرائر في مدينة الموصل تعد سابقة تنذر بشر مستطيرquot;. وأضافت إن ما قام به هؤلاء الجنود ليس بالغريب عن الاحتلال إلا إن الغريب أن يصمت المسؤولون في قلب بغداد بالإضافة إلى القوى السياسية ويتجاهلون الأمر وكأنه لا يعنيهم من قريب أو بعيد. وقالت إن العراقيين قادرون على أن يلقنوا الباغين درسا في الذود عن الحمى إذا عجز غيرهم عن أن يحفظ للوطن هيبته وكرامته.

ومن جهته اعرب اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق عن قلق الامم المتحدة ازاء التقارير التي تتلقاها عن انتهاكات حقوق الانسان في العراق. وقال في مؤتمر صحفي في بغداد اليوم ان الامم المتحدة تتلقى تقارير تشير الى ان هناك اعتقالات غير قانونية ولكننا لم نتأكد منها بسبب الوضع الامني في العراق واضاف quot;اننا بأستمرار نلفت نظر الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات بشأن هذه الانتهاكات والخروقات مستبعدا وقوع حرب اهلية في العراق قائلا quot;ان هذا الموضوع مبالغ فيه كثيرا ونحن واثقون ان القيادة السياسية العراقية هي بمستوى التحدي الذي يواجهها بهذا الشأنquot;. وأشار الى ان تشكيل حكومة تضم مختلف الكتل السياسية ومعالجة موضوع البطالة وتحسين الخدمات وتدريب القوات العراقية من شأنه ان يساهم في تحسين الوضع الامني في العراق وعبر عن تفاؤله بشأن العملية السياسية في العراق قائلا quot;انا مقتنع ان العراقيين سيتغلبون على المصاعب التي تواجههم لان ليس لديهم خيار اخرquot;.

واكد قاضى إن quot;هناك انتهاكات حقيقة لحقوق الانسان في العراق وهناك مراكز اعتقال كثيرة في العراق سواء كانت عائدة الى الجيش الاميركي او للحكومة العراقية وقال ان هذه المعتقلات تعتبر غير نظامية من وجهة حقوق الانسان. وأوضح ان الأمم المتحدة ليست لديها احصائية عن عدد الذين يموتون جراء التعذيب او المعتقلين وان الارقام تأتي من عدة مصادر وليس من مصدر واحد وقال ان الحكومة العراقية تقدم أرقاما غير الأرقام التي تقدمها جهات اخرى .. مشيرا الى وجود اختراقات في الاجهزة الامنية في العراق وهو ما اعتبره مدعاة للقلق.

وطالب قاضي القوات الأجنبية في العراق والحكومة العراقية بايجاد الحلول المناسبة للحد من ظاهرة القتل والتعذيب والتصفية والاعتقالات ودعا الحكومة العراقية الى توضح اسباب انتهاكات حقوق الانسان واظهارها للرأي العام وللشارع العراقي.