تقلص وظيفي بعد انفراج أزمة إيقافها عن الصدور:
محررو صحيفة quot;شمسquot; السعودية يبدأون الهجرة


أحمد الفهيد مسؤول تحرير الشؤون الرياضية

سلطان القحطاني من الرياض : بعد انفراج أزمة صحيفة quot;شمسquot; السعودية بالسماح لها بالصدور عقب أسابيع من الإيقاف على خلفية إعادة نشرها للرسوم المسيئة للنبي محمد،فإن الصحيفة النحيلة تواجه مأزقاً آخراً يتمثل في بدء هجرات صحافييها إلى الصحف السعودية الأخرى ضمن إطار عملية استقالات جماعية تتعلق بأسباب إدارية واقتصادية في المقام الأولى،إذ تقول مصادر وثيقة الإطلاع خلال حديثها مع quot;إيلافquot; صباح الثلاثاء أن الاستقالات بلغت حتى الآن نحو 12 استقالة مرشحة للتزايد يوماً عن آخر.

وتم إيقاف صحيفة quot;شمسquot; في إطار تحقيق يتمحور حول قرارها نشر الرسوم التهكمية بحق النبي محمد التي أوقدت الكثير من الغضب في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي،بالرغم من أن quot;الصنquot; السعودية،وهو مسمىquot; شمسquot;،قد نشرت الرسوم إلى جانب مقالات تحث السعوديين لاتخاذ إجراءات شعبية ضد الدنمارك التي نشرت إحدى صحفها الرسوم لأول مرة،وبعد يومين نشرت فتوى للمفتي العام عبدالعزيز آل الشيخ،أعلى مرجعية دينية في المملكة المحافظة،أباح فيها نشر الرسوم إن كانت بغرض quot;إظهار القبحquot;.

ووفقاً لما قالته المصادر الخاصة فإن حظر الصحيفة من قبل وزارة الثقافة والإعلام السعودية قد أنهي تماماً وأصبح بإمكانها الصدور في أي وقت كما قيل في خطاب رسمي وصل إلى رئيس مجلس إدارة الصحيفة،في ظل وجود أسباب إدارية وتحريرية تحول دون استقرار الكادر التحريري بعد تعيين رئيس تحريرٍ مكلف هو خلف الحربي تمهيداً للموافقة الرسمية على تعيين رئيس التحرير الجديد طلال آل الشيخ،وهو من الكوادر الرياضية الصحافية المعروفة في السعودية،وذلك خلال الشهرين المقبلين.

ولم تجزم المصادر بوجود موعد محدد لعودة الصحيفة إلى الصدور سوى أنها رجحت احتمالية أن يكون ذلك خلال يوم السبت المقبل،بينما شكك مراقبون في احتمالية العودة القريبة للصحيفة في ظل حالات الفصل التعسفي التي طالت 4 موظفين في الصحيفة جاءهم الفصل على صيغة خطاب شفهي،وهم على خلفية ذلك قاموا برفع شكاواهم إلى مكتب العمل والعمال التي من المقرر قانوناً أن تحقق في قرارات الفصل وأسبابها.

وطبقاً لما قالته المعلومات المتواترة لـquot;إيلافquot; فإن السبب الرئيس وراء قرار إيقاف الصحيفة هو قيام نخبة من رجال الدين السعوديين بالضغط على وزير الإعلام السعودي الدكتور إياد مدني،ورفع شكاوى أخرى لمسؤولين كبار في الحكومة السعودية،مرفقين مع الشكوى ملفاً كاملاً لمختارات من مواضيع الصحيفة السعودية النحيلة التي تتخذ طابعاً جريئاً،معتبرين أن في ذلك خروج على التقاليد الإسلامية المحافظة.

وستشهد quot;الصن السعوديةquot; عدة تغييرات شكلية حال عودتها إلى الصدور تتمثل في تقليص عرض الصفحة وتغيير نوع الورق انسجاماً مع العقد الجديد الموقع مع الشركة السعودية للأبحاث والنشر وفق مصادر حادثتها quot;إيلافquot;،والذي بمقتضاه سيتم طباعة الصحيفة وتوزيعها والقيام بحملة إعلانية تبادلية بين quot;شمسquot; ومطبوعات الشركة السعودية التي قوامها أربع صحف يومية وكم أكبر من المجلات الأسبوعية والشهرية.

وإن صدقت المعلومات فستكون الصحيفة قد خرجت من رداء الشركة الوطنية للتوزيع التي واكبتها خلال الأشهر الأولى توزيعاً إلى منافستها الشركة السعودية للأبحاث والنشر،وهما الشركتان اللتان يتقاسمان كعكة سوق التوزيع السعودي منذ وقت طويل في ظل معارك كر وفر بين اجتذاب صحف والحصول على أخرى.

رئيس التحرير لمخلوع بتال القوس
لكن مصدراً في الشركة الوطنية للتوزيع تحدث مع quot;إيلافquot; شريطة عدم ذكر أسمه نفى انتقال صحيفة quot;شمسquot; إلى الشركة السعودية للتوزيع قائلاً أن quot;شمس باقية حتى الآن معنا ونحن نستعد لعودة الصحيفة إلى السوق فعقدها معنا يستمر لعامينquot;.

وتعود أسباب الاستقالات في الصحيفة العائدة إلى الصدور قريباً إلى محاولات تصفية من قبل رئيس التحرير المكلف لجنود رئيس التحرير quot;المخلوعquot; بتال القوس الذي أزيح عن منصبه خلال صفقة إعادة الصحيفة إلى الصدور بعد إيقافها لعدة أسابيع وفق ما قالته مصادر وثيقة الإطلاع من داخل صحيفة quot;شمسquot;،والتي قالت أيضاً أن أرقام الاستقالات مرشحة للتزايد لتصل إلى quot;موظفي الاستقبال ومصوري الصحيفةquot; على حد قولها.

وفي إطار عمليات التغيير الشاملة داخل أروقة الصحيفة تمهيداً لعودتها بحلة جديدة تختلف بنسبة 70 بالمائة عن سابقتها،إذ سيتم إضافة صفحات جديدة عن أزياء المرأة والماكياج وتقليص الملاحق اليومية وصفحات الرياضية التي كانت تٌقيم أود الصحيفة خلال أيام صدورها الأولى،ذلك ضمن خطوات التغيير التي يقوم بها رئيس التحرير المكلف خلف الحربي أحد موظفي الشركة الوطنية والمشرف العام على مجلة ليالينا.

هذا وسيتم تغيير لون الترويسة الخاصة بالجريدة إلى اللون الأزرق بعد أن كان رمادياً وقت صدورها أول مرّة،وهو أمرٌ يكادُ يكون عادياً لولا أن لون شعار الصحيفة أصفر،وبذلك تكون الصحيفة زرقاء صفراء مقتربة من شعار نادي النصر السعودي الذي يعتبر quot;مذهباً رياضياًquot; لأهل الصحيفة تحاشوا إظهاره خشية جمهور القراء وسيطرة مناصري منافسهم نادي الهلال السعودي على كافة الصحف السعودية،ما جعلهم quot;يكتمون إيمانهم الرياضيquot; على حد قول أحد المعلقين لبعض من الوقت.

وفي إطار الاستقالات التي تجري داخل أروقة الصحيفة فقد استقال مسؤول تحرير الشؤون الرياضية أحمد الفهيد ورئيس قسم التحقيقات عبدالكريم الزميع والاستقالات تمضي بشكل متصاعد،لاسيما في ظل العجز المالي داخل الصحيفة الذي جعل من تسليم مكافآت الموظفين الخاصة بعيد الأضحى الماضي أمراً مستحالاً،في الصحيفة التي تسلم موظفيها quot;رواتبهم نقداً على طريقة الجمعيات الخيرية،في وقت أن الصحف الأخرى تدفع الرواتب على هيئات شيكات أو إيداع مباشر في حسابات صحافييهمquot; على حد قول مصادر وثيق الصلة بالصحيفة.

والصحيفة التي تعتبر آخر عنقود الإعلام السعودي كان يحررها نحو 120 صحافياً - قبل التقلص- من الشبان السعوديين الذين يتوقون لتقديم طرح صحافي جديد يليق بالمرحلة الجديدة من القرن الواحد والعشرين،وهو ما عكسه قرار مالكي الصحيفة بأن تصدر على طراز التابلويد الذي يصافح أكف لسعوديين للمرة الثانية في تاريخهم،بعد تلك اللمسة التي قام بها الإعلامي السعودي عثمان العمير قبل نحو عقدين من الزمن بإصدار صحيفة quot;المسائيةquot; على الطراز التابلويدي ذاته.

وترتبط quot;شمسquot; بارتباط وثيق بصحيفة الحياة السعودية وشقيقاتها التي يملكها النجل الأكبر لولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلطان،إلى جانب أن أحد مالكيها الكبار هو الأمير تركي بن خالد مهندس نجاحات المنتخب السعودي لكرة القدم إبان توليه منصب مؤثراً في جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب المخولة بتولي شؤون الرياضة في المملكة العربية السعودية،ألا وهو إدارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى حين تقدم باستقالته.