أحمد نجيم من الدار البيضاء: حقق الهولنديون من أصول مغربية نتائج مهمة في الانتخابات البلدية التي شهدتها الأراضي المنخفضة أخيرا. وقد ترشح هؤلاء بألوان أحزاب يسارية وبيئية. وفي هذا السياق تمكن أحمد مركوش المغربي الأصل المرشح عن حزب العمال اليساري من تحقيق أغلبية في أمستردام، ومكنته النتائج التي حصل عليها من ترأس أحد مجالس المدينة.

وكانت نتائج الانتخابات البلدية الهولندية أكدت أن حزب العمل اليساري حصد أغلبية الأصوات، سواء في البلديات الرئيسية أو المقاطعات التابعة لها. ويتمتع بشعبية كبيرة في أوساط المهاجرين، الذين صوتوا، يوم الثلاثاء، بكثافة لصالحه، وذلك وسط أنباء تتحدث عن تصدر نسبة كبيرة جدا من المغاربة للوائح الانتخابية.

وكان استطلاع للرأي أعدته جامعة أمستردام،افاد أن 80 في المائة من المهاجرين صوتوا الى الحزب اليساري المعارض، وأن 78 في المائة من المصوتين مغاربة. وشهدت الانتخابات الحالية دعوة مغاربة مقيمين في الشمال المغربي ذويهم المهاجرين إلى التصويت بكثافة، وذلك لقطع الطريق أمام الأحزاب اليمينية، ونقلت قنوات تلفزيونية محلية دعوات المسؤولين من مدينة الحسيمة في الشمال المغربي. الدعوة نفسها ركز عليها المغاربة المنضوين تحت أحزاب سياسية، فقد أكدت العضو في البرلمان الهولندي، خديجة عرايب، أن 25 في المائة من الهولنديين ذوي الأصول المغربية يتوجهون إلى صناديق الاقتراع خلال آخر انتخابات. وقد عمل هؤلاء السياسيون على إقناع المهاجرين بأهمية صوتهم في تغيير موازين القوى في هولندا، وهو ما حدث خلال آخر انتخابات بلدية.

ومني الحزب اليميني الحاكم بهزيمة قاسية في الانتخابات البلدية، وهو ما دفع زعيمه يوزياس فان أرتسان إلى تقديم استقالته من منصبه كرئيس للكتلة النيابية للحزب. وتحتل الجالية المغربية الرتبة الثانية من حيث العدد في هولندا بعد الأتراك، وكانت صورة المسلمين قد تراجعت كثيرا بعد إقدام أحد المتطرفين من أصول مغربية، محمد. ب على ارتكاب جريمة إرهابية ضد المخرج الهولندي تيو فان خوخ.

وفي موضوع متصل، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد بن عيسى أن الحكومة الهولندية تدعم تنظيم المغرب للمؤتمر الأورو إفريقي حول الهجرة والتنمية المنعقد فيشهر يوليو المقبل. وقال الوزير المغربي، خلال زيارته إلى هولندا، إن الطرفين قررا إحداث آليات للتشاور والتعاون حول مختلف القضايا التي تهم الجالية المغربية المقيمة بهولندا وخصوصا في مجال التعليم، والضمان الاجتماعي، وإدماج هذه الجالية. وقد أشاد الدبلوماسي الهولندي بما يعرفه المجتمع المغربي من تطورات في quot;الاتجاه الصحيحquot;.