الصدر : مفخخات أمس بغطاء جوي أميركي
طالباني : تفجيرات quot;الصدرquot; لاشعال فتنة طائفية

أسامة مهدي من لندن : اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني تفجير ست مفخخات بمدينة الصدر امس تستهدف اثارة الفتنة الطائفية ودعا القوات العراقية الى التحرك بسرعة لايقاف هذه الجرائم فيما حمل رجل الدين الشيعي آية الله الامام الخالصي الاحتلال والمتعاونين معه المسؤولية عن هذه التفجيرات التي ادت الى مقتل واصابة حوالي 250 شخصا .

ودان طالباني في بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم quot; الجريمة النكراء التي استهدفت مدينة الصدر يوم أمس الأحد والتي أودت بحياة عشرات الشهداء و خلفت مئات الجرحى من المدنيينquot; وقال quot;ارتكب الإرهابيون جريمة نكراء أخرى تضاف إلى قائمة جرائمهم البشعة باستهدافهم المدنيين الأبرياء في مدينة الصدر الكادحةquot; واضاف quot;إن الطريقة التي اقترف بها هذا العمل الدموي الأثيم لا تدع مجالا للشك في إن الإرهابيين استهدفوا منطقة مدنية مسالمة لغرض إثارة الفتنة الطائفية و السعي لإضرام نيران الحرب الأهليةquot;. واكد quot;إن الإرهابيين من تكفيريين وصداميين يسعون إلى بث روح الفرقة والاحتراب مستثمرين ثغرات يخلفها أي تلكؤ في العملية السياسية، و يعملون في الوقت ذاته على إحباط المساعي الرامية إلى تحقيق الوفاق الوطنيquot;.

وقال الرئيس العراقي quot;ان الواجب يقتضي من القوى السياسية أن تستحث الجهود لتشكيل الحكومة و تأسيس جبهة عريضة للقوى الوطنية لتحقيق الأمن و الاستقرار .. ومن جهة أخرى فان على القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية أن تتحرك بسرعة لقطع دابر الجرائم و تعقب مرتكبيهاquot; وقال quot; مرة أخرى ندين الجريمة النكراء و نبتهل إلى العلي القدير أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة و أن يعجل في شفاء الجرحى و المصابينquot;.

وعلى الصعيد نفسه قال الامام الصدر ان تفجيرات مدينة الصدر استهدفت مدينة الصدر نظرا لمواقفها ضد الاحتلال .

واضاف في بيان ارسل الى quot;ايلافquot; أن التفجيرات محاولة اخرى تجري على مذبح الفتنة الطائفية التي يريدون إشعالها بأي ثمن سواء طالت المقدسات والمساجد أو الأبرياء الفقراء المظلومين .. وحمل الاحتلال والسائرين في ركابه المسؤولية المباشرة عن التفجيرات أو التمهيد والتهيئة لعصابات الجريمة المنظمة لتتمكن من ارتكاب هذا الفعل الشنيع الهادف الى اشعال الحرب الطائفية وتقسيم الوطن .. وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
((ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)) 113_هود

لا نكاد نخرج من جريمة تستهدف إحداث فتنة يرتكبها الجناة أعداء الله والدين والوطن, ويهب المؤمنون الصالحون لإطفاء نيرانها, إلا وندخل أخرى تصيب الأبرياء الآمنين بما يهتز له عرش الخالق تبارك وتعالى.
وها نحن أمام جريمة أخرى ترتكبها نفس الأيدي التي ارتكبت جريمة الاعتداءات الغاشمة على الروضة العسكرية في سامراء لتستهدف بيدها المجرمة مواطنينا الآمنين في مدينة الصدر الصابرة المحتسبة والمجاهدة الرافضة للاحتلال, وليسقط مئات الشهداء والجرحى مرة أخرى على مذبح الفتنة الطائفية التي يريدون إشعالها بأي ثمن, سواء طالت المقدسات والمساجد أو الأبرياء الفقراء المظلومين.

كل من يرفع الشعارات الطائفية ويصب الزيت على النار في خضم هذه الفتن المحاكة لشعبنا, يكون عوناً للأيدي التي أعلنت الحرب على الله ورسوله ودينه وكتابه وعلى العراق الواحد وشعبه, ولا تقدم القوى التي تحب العراق وأهله ومقدساته, إلا على إطفاء نيران الفتنة التي يسعى أعداء هذا الشعب الى انفجارها.

إن الاحتلال والسائرين في ركابه, مسؤولون مسؤولية مباشرة عن ارتكابها, أو التمهيد والتهيئة لعصابات الجريمة المنظمة التي تتمكن من الإقدام على ارتكاب هذا الفعل الشنيع, والذي يريدون من خلاله الوصول لهدفهم الخبيث في نشوب الحرب الطائفية وتقسيم الوطن.
إن المصاب لجلل, والخطب لعظيم, والنوايا الخبيثة التي تقف خلف هذه الجرائم لا تبدو أنها متراجعة عن أي جريمة مهما كان حجمها, وكائناً من كانت ضحاياها, ولا يطفئ نيران الحقد والكراهية العمياء التي أقدمت على هذه الجرائم, إلا وعي شعبنا وقياداته الوطنية البعيدة عن الطائفية.

((كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين)) المائدة_64 صدق الله العلي العظيم
قسم الإعلام
مكتب الإمام الخالصي (دام ظله)

وكان الصدر إتهم القوات الاميركية بتوفير غطاء جوي لتفجير ست مفخخات بمدينة الصدر في بغداد امس وهدد بالانسحاب من العملية السياسية وقال ان القادة السياسيين منشغلون بتوزيع المناصب والشعب العراقي يذبح يوميا.

وفي مؤتمر صحافي له بمنزله وسط مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم حمل الصدر الذي يقود التيار الصدري وله 30 مقعدا في مجلس النواب الجديد القوات الاميركية بتوفير غطاء جوي لتنفيذ ست مفخخات في مدينة الصدر معقله الشيعي من اجل زعزعة الاوضاع في المناطق الشيعية وقال ان طائرات التجسس الاميركية كانت تحلق في سماء مدينة الصدر وقطعت الاتصالات ثم جرت التفجيرات التي ادت الى مقتل حوالي 60 شخصا واصابة 200 اخرين.

واشار الى ما يتردد حاليا من مخاوف عن تفجر حرب اهلية في العراق فاكد ان هذه الحرب موجودة وقال ان القوات الاميركية تدعي انها في العراق لحماية العراقيين من الاقتتال لكنها هي التي تؤججه.. واضاف ان اميركا هي التي تعطل العملية السياسية وتمنع تشكيل الحكومة الجديدة.

وهاجم الصدر القادة السياسيين العراقيين وقال انهم منشغلون بتوزيع المناصب تاركين الشعب يذبح وقال انه سينسحب من العملية السياسية مشيرا الى انه فقد الامل بالحكومة واضاف quot;ان نبذ الشعب لها يزداد يوما بعد يومquot;. وطالب هيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين وبقية القوى والهيئات السنية ابنبذ الارهابيين والتكفريين وجماعة الارهابي الاردني ابو مصعب الزرقاوي وقال ان ادانة هذه القوى ووقوفها ضد الارهابيين غير كاف وعليها ان تتبرأ منهم واذا لم تفعل ذلك فأنها تقف بذلك مع الارهاب. وناشد علماء المسلمين الاسراع في اعادة العوائل الشيعية التي هجرت من المناطق السنية وقال ان عددها كثير.

واشار الى ان هناك معلومات عن وجود مفخخات اخرى ستنفجر في مناطق اخرى من العراق وخاصة في مدينتي النجف وكربلاء بالاتفاق مع الاميركان لاسقاط الحكومة الحالية والسيطرة على الاوضاع في البلاد. وعما اذا كان لتفجير المفخخات امس علاقة بتأييد تياره الصدري لتشكيل ابراهيم الجعفري للحكومة الجديدة اجاب الصدر بانه سيترك العملية السياسية اذا بقت الاحوال الحالية على ما هي عليه ودعا الى حماية المراقد المقدسة وتوحيد الوقفين الشيعي والسني في وقف اسلامي واحد موضحا انه يملك غطاء شرعيا من المرجعيات الشيعية لحماية المراقد ومحاربة التكفيريين لكنه لا يريد الان الدخول في هذه المواجهة بمعزل عن القوى الاخرى.