الرياض ndash; مركز الترجمة : تنفق الولايات المتحدة بلايين الدولارات وتقدّم مجموعة كبيرة من الخبراء في حملتها للقضاء على quot;أجهزة التفجير العشوائيةquot; (IEDs), وهي القنابل التي تتفجر في الطرقات والتي وصفها الرئيس بوش بالخطر رقم 1 الذي يهدد مستقبل العراق.

حتى إن العسكرية الأميركية خططت لبناء طرق سريعة خاصة في مواجهتها المحبطة مع الذخيرة المؤقتة ndash; quot;أجهزة التفجير العشوائيةquot; ndash; التي أنزلها المقاتلون العراقيون بالمئات إلى الميدان؛ لإعاقة حركة الولايات المتحدة على الطرقات طوال النزاع الذي دام ثلاث سنوات.

وبالخروج من تلك الطرقات الخطرة والرجوع إلى البنتاغون, يؤمن القلة بأن التكنولوجيا الأكثر تطوراً يمكنها أن تقضي على هذا التهديد.

quot;في الوقت الذي نطوّر فيه قواتنا المدرعة, يقوم العدو بتطوير أجهزتهم التفجيرية. إنهم أكبر وتقنيتهم التفجيرية أفضلquot;, كما يقول الرائد رانديل سيمونز الذي كانت وحدته الخاصة بحرس جورجيا الوطني ترافق القوافل في غرب العراق, والتي تسببت قنابل الطرقات في ضربها وتدميرها على نحوٍ متكرر.

وكان المقدم بيل آدامسون ndash; رئيس العمليات في الحملة المضادة لأجهزة التفجير العشوائية ndash; واقعياً بشأن هذا التحدي في مقابلة أجراها في البنتاغون, إذ قال عن المقاتلين: quot;إنهم يتكيفون بسرعة أكبر من تحكمنا نحن بالتكنولوجيا.quot;

وتُظهِر جداول الإصابة مشكلةً ماتزال تتفاقم.

في العام الماضي, خفضت القوات المدرعة والتكتيكات المطوّرة من نسبة الإصابة بسبب هجمات أجهزة التفجير العشوائية. لكن الهجمات تضاعفت منذ 2004 لتصل إلى 10593 هجوماً, ما يعني أن عدد الخسائر البشرية الأميركية في تصاعد. فمنذ منتصف 2005, قُتِل ما يقارب 40 أميركياً في الشهر الواحد بواسطة المتفجرات العشوائية, وضعف هذا العدد في الاثني عشر شهراً الماضية, حسب شبكة icasualties.org , وهي شبكة مستقلة تراقب حجم الإصابة في العراق.

في هذه الأثناء, بقي معدل الوفاة بين صفوف الجنود الأميركيين ثابتاً من 2004 حتى 2005, كما بقي معدل ضحايا أجهزة التفجير العشوائية مثيراً للاهتمام. في الشهر الماضي مثلاً, كان 36 من 55 أميركياً قُتِلوا في العراق ضحايا لأجهزة التفجير العشوائية.

وقد نال صانعو القنابل اهتمام البيت الأبيض. ففي خطابه السبت قال بوش أن قنابل الطرقات quot;تشكّل الآن الخطر الرئيسي لجنودنا ولمستقبل عراق حرة.quot;

وقال بوش في خطابٍ الاثنين أن إيران تعمل على تقديم مكونات القنابل للجماعات العراقية, ولكن لم يقدم المسؤولون في الولايات المتحدة أي دليلٍ على ذلك, ولم يوضح بوش كذلك لم قد تغذي إيران الشيعية القتال ذا الغالبية السنية في العراق.

يُعتَقَد أن المقاتلين العراقيين تحت إمرة عسكرية سابقة وجنود أكفاء, وبالنسبة لأجهزتهم التفجيرية العشوائية فهم يعتمدون على أطنان من المعدات العسكرية التي تُركت منذ عهد صدام حسين وعلى مخزن إلكتروني للبيع وعلى أدوات أخرى من أنظمة الاشتعال.

وقد حصلت منظمة القضاء على أجهزة التفجير العشوائية المشتركة (JIEDDO)ndash; التي طوّرها البنتاغون ndash; على 3.3 بليون دولار هذا العام لإسقاط الأسلحة البدائية التي تصنعها المقاومة العراقية من المدفعية وقذائف الهاون. وعلى الأغلب أن فريق الـ JIEDDO من خبراء المتفجرات سيتضاعف ثلاث مرات ليصل إلى 365.

منذ 2004 وحتى 2006, أُنفِق حوالي 6.1 بليون دولار على جهود الولايات المتحدة, ما يقارب ndash; بالدولارات المكافئة ndash; تكلفة منشأة مشروع مانهاتن التي أنتجت البلوتونيوم للقنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية.

وقد عاد الاستثمار بأرباحٍ للعراق, وذلك في وضع quot;المشوِّشاتquot; على المئات من العربات الأميركية لصد إشارات التفجير اللا سلكية, وفي عربات الـ Buffalo المسلحة بشكلٍ كبير التي تبطل أذرعها الميكانيكية مفعول قنابل الطرقات. حيث يتم إبطال 45% من القنابل الموضوعة قبل تفجيرها, حسب قول القيادة الأميركية.

وفي مبادرة تظهر مدى جدية هذا التهديد, اقترحت وزارة الدفاع إنفاق 167 مليون دولار لبناء طرق جديدة مجهزة في العراق تتجنب المراكز المدنية حيث تتعرض قوافلهم لأجهزة التفجير العشوائية.

ولكن الخبير في القوة الجوية بوب سيسك ndash; المختص في إبطال المتفجرات والذي ينزع فريقه يومياً أجهزة متفجرات عشوائية شمال بغداد ndash; قال أن الاستثمار الأهم هو الذكاء.

وقال: quot;الفكرة هي أن نقدم أجزاءً من أجهزة التفجير العشوائية إلى CEXC.quot;

و CEXC هي خلية استغلال للمواد المتفجرة بصورة مضادة, وهي عبارة عن مجموعة سرية في Baghdad's Camp Victory تعمل على بناء قاعدة بيانات عن الحوادث الناتجة من أجهزة التفجير العشوائية في بحثها عن النماذج ووسائل الدفاع.

وقال سيسك: quot;إن جهاز التلقينquot; أي المتفجرات quot;يثير الاهتمامquot;. فقد تطوّر صانعو القنابل من استخدام المؤقتات في آلة الغسيل ومفاتيح الضغط لتشغيل المتفجرات إلى الهواتف الخليوية وإشارات walkie-talkie وحتى الأشعة تحت الحمراء.

محللو أجهزة التفجير العشوائية مهتمون بصورةٍ أساسية بتكتيكات وضعها وإزالتها. يمكن أن توجد المتفجرات في صناديق القمامة على قارعة الطريق أو في أكياس الرمل أو بين أكوامٍ من الصخور أو مخبأة في حُفَر أو في جثث الحيوانات من الخراف والكلاب. وقد اكتُشِفت واحدة حديثاً مخبأة كحاجز إسمنتي على جانب الطريق.

وقال القائد بيتر وِلد, قائد سيسك: quot;العدو ذكي جداً. فهم يزرعون مواداً لا تؤذي فيجدها الجنود ويجمعونها, وحينها يضربونهم بأدواتهم الحقيقية.quot;

quot;العبوات المُشكّلةquot; تنتشر أيضاً, وهي مواد متفجرة قاتلة توجّه قذائف مخترقة للدروع باتجاه العربات الأميركية.

وذكر آدامسون أن إيجاد طرق حديثة لإبطال مفعول أجهزة التفجير العشوائية على أرض الواقع أمر مهم جداً. ولكننا quot;لن نجاري أبداً خفة وسرعة حركة العدوquot;, ويجب أن يبقى على رأس الأولويات quot;الإحاطة بالعنصر البشري: الخبراء الماليين, المزودين, وصناع القنابل.quot;

وقال: quot;هدفنا هو انتزاع بيانات تقنية وشرعية أفضل عن معداتهم الحربيةquot; عن طريق الصور الرقمية, المقاييس, باقي المتفجرات, بصمات الأصابع, عمليات الاستجواب للجنود الذين في الميدان.

وتدعي القيادة الأميركية أنها حققت نجاحاً باهراً, قائلةً أنها اختطفت أو قتلت 41 من صناع القنابل منذ نوفمبر, ولكن على ما يبدو أن الجنود ما زالوا يواجهون نفس النسبة من القنابل.

العريف في حرس جورجيا الوطني روبرت لويس لم يستطع أن يبدي إعجابه بينما يؤدي واجبه في وسط العراق.

quot;هناك طريق يُسمى ممر أجهزة التفجير العشوائية يزوره رجال تفكيك المتفجرات على نحو متكرر.quot; كما يقول لويس في مقره الحالي في غرب العراق. وأضاف: quot;لن يصلوا قريباً نهاية هذا الامتداد ndash; ثمانية أميال ndash; حتى يزرع المقاتلون أجهزة التفجير العشوائية مرة أخرى في بدايته.quot;

* خاص بإيلاف
USA today