نيويورك (الأمم المتحدة)، لندن:أعلن القاضي البلجيكي سيرج برامرتس، رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، اليوم احراز quot;تقدمquot; في التحقيق، معتبرا أن تعاون سورية لاحقا سيكون أساسيا لكشف ملابسات الجريمة. ولم يكشف برامرتس خلال مناقشة تقريره عن التحقيق في مجلس الأمن الدولي عن أي تفصيل حول التقدم الذي أحرز، منعا للاساءة الى مجريات التحقيق.

واضاف quot;تقدمنا على مستوى فهم الجريمة وظروفها وطريقة تنفيذها. لقد اطلقنا خيوط تحقيق جديدة، وواصلنا العمل على خيوط موجودة، كما تخلينا عن خيوط اخرىquot;. واضاف quot;انا متفائل لان هذا التقدم سيقدم عناصر حاسمة لتحديد هوية المسؤولين عن هذه الجريمة على كل المستويات ولجعلهم يدفعون الثمنquot;. وشرح برامرتس في كلمته طريقته في العمل بشكل سري بعيدا عن الاضواء واعتبر ان هذا الامر ضروري quot;للحفاظ على سلامة التحقيق وتجنب كشف استراتيجيتناquot;.

وبعد ان تطرق الى احتمال تشكيل محكمة quot;ذات طابع دوليquot; بناء على طلب لبنان لمحاكمة من ستوجه اليهم التهم لاحقا، اعتبر انه quot;من الضروري احترام حقوق الدفاع وعدم المس بسلامة الشهود وبسلامة مصادر اخرى حساسةquot;. وجدد المندوب اللبناني في الامم المتحدة بطرس عساكر خلال الجلسة طلب الحكومة اللبنانية لجهة تشكيل محكمة ذات طابع دولي. وقال quot;تأمل الحكومة اللبنانية ان يلقى هذا الموضوع تجاوبا وتأييدا والوصول بالسرعة الممكنةquot; الى الصيغة النهائية quot;لشكل المحكمة وعملهاquot;.

ولفت برامرتس من جهة ثانية الى ان quot;تعاونا سوريا افضل واسرع سيكون اساسيا لمتابعة عمل اللجنةquot;. واعرب عن ارتياحه لتمكنه من quot;التفاهم مع السلطات السورية حول الاطار القانوني لهذا التعاون ناهيك عن امكانية الحصول على المعلومات والوصول الى مواقع سورية ومواطنين سوريينquot;. وتابع ان اللجنة ستتمكن من الان فصاعدا من تركيز جهودها على quot;مضمون مطالبها من سورية بالتعاون معهاquot;. واضاف quot;لقد اعدت (اللجنة) عدة طلبات جديدة للتعاون موجهة الى وزارة الخارجية السورية. وستظهر الاسابيع المقبلة ما اذا كانت هذه الطلبات ستلبى وما اذا كان تفاؤلنا الحذر مبرراquot;.

واشار تقرير برامرتس الاول الذي نشر الثلاثاء quot;الى حصول تقدم في المجال الحساس المتمثل بتعاون سوريةquot;. واضاف quot;على الرغم من هذا التقدم المشجع تجدر الاشارة الى ان اللجنة ستحكم في النهاية على تعاون السلطات السورية على اساس المعلومات التي قدمت وسرعة تلبية طلباتهاquot;.

وكرر المندوب السوري فيصل المقداد في كلمته quot;تأكيد الحكومة السورية استمرار تعاونها مع لجنة التحقيقquot;. وراى ان تقرير برامرتس quot;ينقل التحقيق الى مرحلة جديدة في اغتيال الحريري ونامل ان تساعد هذه المرحلة على اظهار حقيقة الجهات المسؤولة عن هذه الجريمة وجرائم الاغتيال الاخرى التي حدثت في لبنانquot;. واضاف ان quot;اخطر ما واجهه هذا التحقيق هو قيام بعض الاطراف بالقفز عليه وعلى مجرياته بهدف التوصل الى استنتاجات مسبقة لا تستند الى براهين وادلة ثابتةquot;. وقال المقداد quot;نتطلع الى ان تتابع لجنة التحقيق خطوط التحقيق الجديدة التي اشار اليها التقريرquot;، معتبرا quot;ان مبدأ سرية التحقيق تم التعامل معه بمهنية، مشددا على quot;ضرورة استمراريتهquot;.

وتتهم دمشق الرئيس السابق للجنة الدولية ديتليف ميليس بتسييس التحقيق. وخلص ميليس في تقريرين اجرائيين قدمهما الى الامم المتحدة الى وجود quot;ادلة متقاطعةquot; عن تورط اجهزة الامن السورية واللبنانية في اغتيال الحريري، معتبرا ان التعاون السوري مع التحقيق غير كاف. ولقي رفيق الحريري مصرعه مع 22 شخصا آخرين في 14 شباط (فبراير)2005 في عملية تفجير في بيروت.

الأسد يؤكد عقد لقاء مع لجنة التحقيق

من جهته اكد الرئيس السوري بشار الاسد اليوم انه سيلتقي الشهر المقبل مسؤولي لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري مشيرا الى ان الامر سيكون quot;لقاءquot; وليس quot;استجواباquot;. وقال في مقابلة مع شبكة quot;سكاي نيوزquot; الاخبارية ان اللقاء سيتم quot;الشهر المقبل، في نيسان(ابريل)quot;. واوضح انه سيلتقي مسؤولي اللجنة quot;ليس في جلسة استجوابquot; موضحا quot;انه لقاءquot;.

وكان رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس اعلن في تقريره الذي نشر الثلاثاء عن لقاء سيعقد الشهر المقبل مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع. واضاف الرئيس السوري quot;خلال اللقاء، يمكنهم طرح اي سؤال يريدون. نتوقع ان يطرحوا اسئلة حول الاطار السياسي للمشكلة او حول العلاقات بين سورية ولبنان وحول جميع هذه الاشياءquot;. وكان الحريري اغتيل في 14 شباط(فبراير) 2005 في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف موكبه في بيروت.