بهية مارديني، فيصل الاحمد: حتى الان لم تحدد قوى المعارضة داخل سورية موقفها من لقاء عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق وعلي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية في بروكسل واعلانهما عن جبهة الخلاص الوطني ، واعتبرت مصادر سورية ان هناك سجالا داخليا داخل اطراف المعارضة وان الموقف مازال غير محسوما من لقاء خدام البيانوني .

وكشفت المصادر عن اجتماع لقوى اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي والذي وّقعت عليه معظم قوى المعارضة السورية العربية والكردية وايدته عدة تيارات سورية معارضة خارج سورية ومن بينها جماعة الاخوان المسلمين، وذلك في السادس من شهر نيسان ( ابريل) المقبل.

وقال سليمان يوسف عضو المنظمة الاثورية الديمقراطية في سورية في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; كنا نتمنى ان يطرح عبد الحليم خدام مشروعه الاصلاحي من الداخل وليس من الخارج ايا تكون العواقب وبغض النظر عن موقف السلطة ، واعتبر ان مشروعه هذا كان سيلقى ايجابية وصدى اكبر لو تم اعلانه داخل سورية ، وراى يوسف ان خدام اخطأ في تحالفه مع الاخوان خارج سورية واعلانه جبهة الخلاص الوطني وان ذلك انعكس سلبا على المعارضة السورية و خلق سجالا داخل المعارضة واعطى ذريعة جديدة للسلطة لتضغط على المعارضة في موضوع تحالف خدام والبيانوني باعتبار الاخوان من ضمن الموقعين على اعلان دمشق.

وقال يوسف ان هناك اجتماعا في السادس من الشهر المقبل لقوى اعلان دمشق لتدارس الموقف من لقاء بروكسل واضاف على ما يبدو ان هناك سجالا داخليا داخل اطراف المعارضة وما زال حتى الان الموقف غير محسوم من لقاء خدام البيانوني ، واشار الى انه قبل لقاء البيانوني وخدام حذر quot;من ان دخول الاخوان المسلمين الى اعلان دمشق يشكل خطرا على الاعلان فالتصاريح التي صدرت عن البيانوني من ان النظام السوري استنفذ مقومات بقائه هو كلام من وجهة نظري لايعكس الحقيقة وحتى تصريح خدام ان سورية مقبلة على انتفاضة شعبية كلام لا يعكس الواقع وبنظرنا النظام تعرض الى هوات وخبطات سياسية وضغوطات خارجية لكنه ما زال نظاما متماسكا قويا وخاصة ان المعارضة ضعيفة وغير قادرة على التأثير على النظامquot;.

وحول استدعاء السلطات السورية الامنية ليوسف اليوم اوضح لقد كان حوارا متبادلا حول قضايا الساعة والشأن الداخلي اكثر مما كان استجوابا وتحقيقا ، وكان هناك تفهم للحالة الاشورية في سورية على انها حالة وطنية بامتياز.

هذا ويستعد الاشوريون في سورية للاحتفال في عيد رأس السنة الاشورية في الاول من نيسان (ابريل) المقبل وقد اعد كرنفالا شعبيا ضخما سينطلق صباحا من مركز مدينة القامشلي الى مركز الاحتفال في قرية دمخيا مركز الاحتفالات على بعد 10 كيلو مترات من القامشلي، وامل يوسف من السلطات المحلية ان تؤمن الرعاية الامنية والحماية والمناخ المناسب لاستكمال احتفالات الاشوريين في نيسان.

واشنطن مستعدة لفتح حوار مع خدام

من جهة ثانية قال ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ان الادارة الاميركية مستعدة لفتح حوار مع نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام . وقال ويلش في مؤتمر صحافي في ابوظبي على هامش مشاركته في اجتماع للدبلوماسيين الاميركيين الجدد في الشرق الاوسط انه لم تجر حتى الآن اي اتصالات بين الادارة وخدام ( لكن من الواضح ان خدام لديه ما يمكن ان نستمع له ) .

ونفى ولش الذي تعرض لاتهامات من قبل اطراف لبنانية بممارسة اي ضغوط على اطراف الحوار اللبناني مشددا على ان بلاده حريصة على منع عودة الامور الى الوراء والسماح بأي تدخل خارجي في الشأن اللبناني . وتجاهل ولش قضية مزارع شبعا التي تشكل احدى قضايا الحوار اللبناني وقال ان اسرائيل اوفت بالتزاماتها عندما انسحبت من الجنوب تنفيذا للقرار رقم 425 .

وابدى ولش شكوكا ازاء تهديد يهود اولمرت الذي فاز حزبه في انتخابات الكنيست الاسرائيلية بفرض حدود لاسرائيل من جانب واحد وقال ( هناك فجوة في العادة بين ما تطرحه الاحزاب في الحملات الانتخابية وما تطبقه من برامج بعد تشكيل الحكومة ) . واعتبر ولش ان اولمرت ( ملتزم بالدولتين الفلسطينية والاسرائيلية وان طرح فكرة ترسيم الحدود في الضفة الغربية من جانب واحد سببها عدم وجود فلسطيني لديه الالتزام نفسه ) وقال انه لايجد سبيلا لتحريك عملية السلام طالما ان حركة حماس ترفض الاعتراف باسرائيل وترفض قبول كل ما تم في اطارها من خطوات بما في ذلك المبادرة العربية في بيروت واتفاقيات اوسلو وخريطة الطريق ) وشكك ولش بوجود تحول في موقف حماس بعد تشكيلها للحكومة الفلسطينية الجديدة وقال ( ان حماس لاتزال تقدم اجوبة غامضة )

ونفى ولش ان تكون الادارة الاميركية قد تراجعت عن المطالبة بالاصلاح بعد النتائج التي افرزتها الانتخابات الفلسطينية والمصرية وقال ولش ان الاصلاح لايعني الانتخابات فقط بل هو مجموعة من الخطوات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مؤكدا ضرورة الاستمرار في هذا الاتجاه .

وحول الحوار بين الادارة الاميركية وطهران قال ولش ان فكرة الحوار مع طهران ليست جديدة حيث طرحت بعد دخول قوات التحالف الى افغانستان واستجابت ايران في ذلك للحوار لكنها تأخرت في الاستجابة بشأن العراق . ونفى ان تكون الادارة الاميركية قد تلقت اي تحفظات من دول التعاون على الحوار مع طهران .
وبشأن الملف النووي الايراني واحتمال التعامل معه عسكريا قال ولش ان الرئيس بوش ( يترك دائما كافة الخيارات مفتوحة لكنه يؤيد الحل الدبلوماسي ويعمل عليه وقال لدينا وضوح على ما يتعين على ايران فعله ازاء هذا الملف مؤكدا عدم ممانعته في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية .

من جانب آخر نفى الجنرال مارك كيمت القائد العسكري الاميركي السابق في العراق والذي يعمل حاليا مساعدا لمدير الاستراتيجية في القيادة المركزية الاميركية والذي شارك في مؤتمر الدبلوماسيين في ابوظبي وجود فصيل من القوات العراقية تابع للقوات الاميركية مؤكدا ان كافة الوحدات العراقية العسكرية تتبع وزارتي الدفاع او الداخلية العراقيتين ونفى ان تكون القوات الاميركية قد اقتحمت مسجدا في العراق مؤخرا مشيرا الى ان المكان الذي تعرض للهجوم هو مدرسة كان يحتجز فيها بعض الرهائن . وقال كيمت انه يعتقد ان عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق يحظى بحماية قوية من قبيلته وذلك ما يفسر العجز عن العثور عليه .

ورفض كيمت اعتبار ما يحدث في العراق بأنه حرب اهلية وقال ان الحرب الاهلية تحدث عندما يكون هناك انهيار للحكومة وانقسا م في الجيش كما حدث في يوغسلافيا ولبنان وهو ما لم يحدث حتى الآن في العراق وقال انه مع ذلك لايستبعد الانزلاق لمثل هذه الحرب اذا استمرت الاوضاع الامنية في التدهور ولم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة عراقية .

واشار كيمت الى ان الحدود مع سورية لا تزال هي المصدر الاساسي لتسرب المسلحين لكنه قال ان الحدود الاخرى مع العراق تشكل هي الاخرى مصدر تهديد ايضا وقال ان هناك وحدات من الاستخبارات الايرانية تتسلل الى العراق لكن لايوجد دليل على ان وحدات من الحرس الثوري الايراني تعمل في العراق .