الياس توما من براغ : أكد رئيس المفوضية الأوروبية السابق والزعيم الحالي لائتلاف القوى اليسارية المعارضة انه في حال فوز هذا الائتلاف بالانتخابات النيابية الإيطالية المقررة في التاسع من هذا الشهر كما تشير بعض استطلاعات الرأي وتشكيل الحكومة الإيطالية القادمة فانه سيعمد إلى سحب القوات الإيطالية من العراق.

وأضاف في حديث أدلى به اليوم للصحيفة الاقتصادية التشيكية أن ذلك لن يتم بشكل مفاجئ وإنما بالتنسيق مع الحكومة العراقية والحلفاء وسيكون تدريجيا. وكرر انتقاده للحرب الأميركية على العراق واصفا إياها بأنها خطأ كبير ارتكبته حكومة بوش وأنها زادت من خطرالإرهاب في العالم.

وعبر عن قناعته بان تركيا ستنضم في النهاية إلى الاتحاد الأوروبي غير انه ستمر سنوات طويلة قبل تحقيق ذلك .
وبشأن رد فعله على إظهار الزعيم الليبي معمر القذافي سكين القتال بوجه ايطاليا قال انه على قناعة أن ايطاليا وليبيا لديهما الاهتمام بإقامة علاقات جيدة و انه على ثقة بإمكانية حل كل المشاكل بما فيها المتأتية من فترة الكولونيالية الإيطالية .

وأكد أن أول ما يريد فعله في حال الفوز بالانتخابات إعادة الثقة بالحكومة الأمر الذي سيكون قابلا للتحقيق فقط في حال التخلي عن سياسات حكومة بيرلسكوني التي قسمت البلاد مشددا على أن الحملات الانتخابية لم تتوقف عمليا في ايطاليا خلال الخمسة أعوام الماضية لان رئيس الحكومة وأنصاره كما سيكون من الضروري اعطاء الأولوية لإصلاح القضاء .

وأكد أن الكثير من القوانين الإيطالية التي أقرت في فترة حكم بيرلسكوني قد أعدت وفق قياسه وانه لا يتحدث عن هذا الأمر وإنما عن 9 مليون قضية مدنية جزائية وجنائية واصفا الوضع السائد في القضاء بأنه في حالة بائسة مؤكدا أن العدالة التي تأتي بعد عدة سنوات تفقد معناها .

ورأى انه في حال فوز المعارضة اليسارية فإنها سترث وضعا اقتصاديا صعبا جدا لان حكومة بيرلسكوني فقدت الإشراف على النفقات العامة ولذلك ارتفعت بنسبة 3% كما ارتفع العجز في الميزانية وبدأت مديونية الدولة بعد عدة سنوات تزداد ولذلك سيتوجب على الحكومة القادمة فرض النظام في هذه القضايا وتخفيف العبء الضريبي.

ونفى ما يروج له بيرلسكوني بان تحقيقه لخطواته الاقتصادية سيتوجب عليه رفع الضريبة المفروضة على الممتلكات ورفع الرسوم ورفع ضريبة الإرث مؤكدا أن ما يقوله بيرلسكوني وأعوانه ليس أكثر من محاولة لتخويف الناس خاصة وان 78 % من السكان يقيمون في منازلهم التي يمتلكونها وبالتالي فان مثل هذه الأقوال لها وقعها الكبير عليهم.

وأكد أن ما يريده هو أن تكون الضريبة على العمليات المالية أعلى من الضريبة على العمل لأنه يتم الآن فرض ضريبة بمقدار 30 % على العمل فيما يتم فرض ضريبة تزيد قليلا عن 12 بالمئة بالنسبة للعمليات المالية الأمر الذي يشكل احد الأسباب في الكساد الصناعي القائم الآن في الصناعة الإيطالية.

وردا على سؤال فيما إذا كانت لا تسود لديه مخاوف من انهيار الائتلاف اليساري الذي يضم أحزابا مختلفة التوجهات كما حدث في عام 1998 أجاب أن مثل هذه المخاوف غير قائمة لديه لان جميع الأحزاب التي تشكل هذا الائتلاف وقعت على برنامج تفصيلي يضم أكثر من 250 صفحة وهو برنامج حكم لخمسة أعوام ورأى أن الجميع قد تعلموا من الأخطاء السابقة.

واتهم حكومة بيرلسكوني بأنها جعلت إيطاليا في حالة ما من العزلة داخل الاتحاد الأوروبي وأنها فقدت الكثير من المواقع الحاسمة في مختلف الأجهزة والمؤسسات الأوروبية كما أضعفت تعاون ايطاليا مع الموتورات التقليدية للاتحاد وأنها لم تفعل شيئا بعد أن دخل الاتحاد في أزمة بسبب رفض الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي .

ورأى أن الحكومة الحالية ارتكبت اكبر الأخطاء في مجال السياسة الخارجية لأنها تخلت عن الخط التقليدي الإيطالي الساعي إلى تعاون أوسع مع الشركاء في إطار الاتحاد الأوروبي ووعد بقيام يسار الوسط الذي يتزعمه في حال فوزه بالانتخابات في إجراء تغييرات كبيرة في هذه التوجهات.