لندن (ايلاف) : تعالت حدة النقاش بين ممثلي جبهة الخلاص السورية وقوى إعلان دمشق لدى لقائهم في لندن .. ففي الوقت الذي حاولت فيه جماعة الاخوان المسلمين الإيحاء بأنها ما تزال ضمن إعلان دمشق للتغيير الوطني في سورية كشف الدكتور محيي الدين اللاذقاني الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي النقاب عن رسالة وجهت قبل أربعة أيام من اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق تخير فيها علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين بين البقاء ضمن إعلان دمشق وترك جبهة الخلاص الوطني التي أنشأها مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أو الالتحاق نهائيا بالجبهة فكل طرف حر في تحالفاته لكن التواجد في التحالفين معا لا يجوز حسب تأكيد حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي وعضو الهيئة المؤقتة لإعلان دمشق .
جاء ذلك خلال ندوة عقدها معارضون سوريون في العاصمة البريطانية الليلة الماضية تحت شعار quot;مستقبل سورية السياسي بين تشتت المعارضة وتصلب النظامquot; وشارك فيها كل من فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي وانس العبدة الناطق باسم حركة العدالة والبناء وكان من المقرر ان يشارك البيانوني فيها لكن حضر بدلا عنه مدير معهد الشرق في لندن عبيدة النحاس الذي دافع عن موقف الاخوان المسلمين في التحالف مع خدام وقال ان إعلان دمشق يجيز ذلك فهو قد دعا الى التعاون مع البعثيين المنشقين عن النظام وهاجم النحاس إعلان دمشق وقال انه غير فاعل فقد تجمد نشاطه عند اطر بعينها .
من ناحيته دافع فاتح جاموس الذي قضى قي السجون السورية 18 عاما عن إعلان دمشق وأكد ان الاخوان ارتكبوا خطأ تاريخيا بالتحالف مع النائب السابق للرئيس السوري فقد ضحوا بسهولة بكل الجهود الوطنية التي بذلت لإعادة إدماجهم في الطيف السوري المعارض بعد الأحداث الدموية والمجازر التي شهدتها الثمانينات وقال ان إعلان دمشق وهو عضو لجنته المؤقتة درس تبريرات البيانوني للانضمام الى جبهة الخلاص ولم يجدها مقنعة .
أما انس العبدة الناطق باسم حركة العدالة والبناء فقد ركز على مستقبل النظام السوري بعد انتهاء التحقيقات الدولية في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري و توقع صيفا حافلا بالمفاجآت خصوصا وان القيادة السورية قلقة ومضطربة من أسلوب المحقق الجديد المتكتم والذي قد يخبئ لبعض رجالات النظام مفاجآت غير سارة
وفي ختام الندوة قال اللاذقاني ان تفتيت المعارضة هو آخر خدمة يقدمها خدام للنظام الذي كان احد مهندسيه على مدار أربعين عاما وان المعارضة السورية يجب ان تعي ذلك وتتوحد فهي لا تملك رفاهية الانقسام وان على الاخوان الذين ساعدوا على توسيع الشرخ ان يحسموا أمرهم ويجيبوا علنا على رسالة التخيير التي تلقوها حديثا من اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق وأكد على أن قيادة المعارضة يجب ان تكون في الداخل فالحراك الداخلي السياسي داخل المجتمع السوري هو الذي سيحسم الصراع وما الجهود الخارجية إلا عوامل مساعدة .
وكان التيار السوري الديمقراطي قد حذر يعد خمسة أيام من انشقاق خدام في كانون الثاني (يناير) الماضي من ان هذا الانشقاق ليس أكثر من لغم لتفتيت العمل الوطني المعارض وقال التيار وهو احد إطراف إعلان دمشق في بيان يحمل تاريخ الخامس من الشهر نفسه
ان التيار السوري الديمقراطي يحذر الشعب السوري وفصائله المعارضة للطغيان الأسدي من التعامل مع عبد الحليم خدام كمشروع معارض إصلاحي فهو ليس أكثر من لغم مؤقت لتفجير الإجماع الوطني على الحوار الديمقراطي والمصالحة تحت مظلة الأهداف الواردة في إعلان دمشق .
وتابع السوريون الديمقراطيون بيانهم التحذيري قائلين : ان هذا الموقف من خدام لا يعني عدم الترحيب بالبعثيين الشرفاء الملتزمين بالاصلاح والمؤمنين بالتغيير الديمقراطي والمنفتحين على أفكار المشاركة بالحكم والتبادل السلمي للسلطة لكن حالة خدام وبعض المتورطين في جرائم النظام حالات خاصة لا تجوز سرعة البت فيها لتبرئة أصحابها في ظروف استثنائية قبل إعلان براءتهم من قبل المحاكم فسورية المستقبل دولة قانون وفي رقاب هؤلاء جرائم وصفقات ومشاركة في فساد واستبداد وهم أول من سيرفع شعار quot;عفى الله عما مضىquot; ليغطوا تحته سوء استغلالهم للسلطة خلال عدة حقب من تاريخ سورية الحديث .
واكدوا وجود محاولات عربية ودولية للالتفاف على مشروع المعارضة السورية في تحقيق إصلاحات جوهرية والعمل على استبداله بترقيعات تجميلية يتبناها وينفذها المنشقون عن النظام تحت الوصاية الخارجية حيث ان خدام لا يتحرك منفردا بل مع جوقة كاملة من الذين لفظتهم السلطة ولا يجوز وطنيا التعامل معهم ومنحهم صكوك البراءة إلا بعد الإعلان عن براءتهم قانونيا في ساحات قضاء حر مستقل .