تحطم 40 سيارة و35 محلاً ومسجد وكنيسة
معلومات تنشر لأول مرة عن متهم الإسكندرية


اشتباكات طائفية
نبيل شرف الدين من القاهرة: علمت (إيلاف) من مصادر مطلعة أن محمود صلاح الدين عبد الرازق المتهم بالاعتداء على كنائس مدينة الإسكندرية سبق له الاعتداء على كنيسة quot;ماري جرجسquot; العام الماضي، ووقف أمامها يتحرش بالمصلين، مردداً هتافات إسلامية وأخرى معادية للمسيحيين، واستوقفته الشرطة حينئذ ثم أطلقت سراحه بعد أن استسمح أهله المجلس الملي بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة ليتنازلوا عن بلاغهم لدى الأمن، غير أنه منذ إطلاقه لم يخضع لرقابة أو متابعة أمنية .

وميدانياً، وعلى الرغم من الهدوء المشوب بالحذر الذي يسود أجواء المدينة التي حاصرتها الأطواق الأمنية، فقد ألغى الحزب الوطني (الحاكم) في مصر مسيرة كان يعتزم تنظيمها اليوم الأحد بمدينة الإسكندرية، احتجاجا على أحداث العنف التي شهدتها منطقة المنتزه، وعلمت (إيلاف) أن الأقباط رفضوا المشاركة في تلك المسيرة، وأن الأمن لم يوافق على تسييرها الآن .

وبينما تحدثت أنباء عن وفاة مسلم أثناء المصادمات الدامية التي وقعت أمس بالإسكندرية، فقد فشل المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية في عقد اجتماع مع أعضاء المجلس الملي بالمدينة لاحتواء الموقف، وأن أهالي المصابين من الأقباط رفضوا استقبال وفد من أعضاء الحزب، وحاصرت مدينة الإسكندرية أطواق أمنية مشددة داخل محاورها المختلفة، وعلى منافذها وشددت السلطات من إجراءاتها الاحترازية، ويجري رجال المباحث عمليات تحقيق اشتباهات واسعة .

تحقيقات وضحايا
وانتشرت شائعات في المدينة إحداها تحدثت عن وفاة سيدة مسلمة، والأخرى قالت إن الاعتداءات على الكنائس أسفرت عن وفاة 17 شخصاً، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة انضم إليها اشخاص من كافة أحياء الإسكندرية، رافضين الانصياع لتعليمات قوات الأمن، ووصل عددهم إلى ثلاثة آلاف شخص لمهاجمة بعضهم البعض .

وقد أسفرت الحوادث عن اصابة 32 مواطناً منهم اثنان من رجال الشرطة، بالاضافة إلى احتراق وتحطيم 40 سيارة و35 محلاً وتحطيم واجهة مسجد بشارع 45 واشتعال النيران في كنيسة .

في إيلاف أيضا

5 مصابين في اشتباكات بين مسلمين وأقباط

المتهم بالاعتداء على الكنائس مريض نفسي

مقتل قبطي وإصابة 17 باعتداءات على 3 كنائس

أما في التحقيقات التي كشف عن جانب منها مصدر قضائي قائلاً، إن المتهم أدلى بأقواله أمام النيابة العامة وقد ورد فيها إنه هاجم كنيسة quot;ماري جرجسquot; الصغرى في حوالي التاسعة صباحا، وهناك طعن ثلاثة أشخاص في ساحة الكنيسة، ثم استقل الترام من حي الحضرة حتى محطة مصر، ومن هناك استقل سيارة أجرة لكنيسة quot;القديسينquot; وأخفى السلاح الأبيض الذي يحمله وهناك طعن ثلاثة آخرين، وعندما انتهى من الكنيسة الثانية مسح السلاح المستخدم، واستقل سيارة ميكروباص حتى كنيسة العذراء بجناكليس دائرة الرمل وحاول اقتحامها، غير أن الأمن طارده فلاذ بالفرار، ثم استقل الترام ليهاجم كنيسة ماري جرجس الكبرى والتي تقع بحي quot;سبورتنغquot; وهناك تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه بينما فأخذ يصرخ اتركوني لأقتل 5 أو 6 آخرين، حسب الرواية التي أدلى لنا بها مصدر قضائي .

وسبق أن صرح مصدر بوزارة الداخلية بأن المهاجم الذي نفذ هجمات يوم الجمعة والبالغ من العمر 25 عاما قال إنه كان ينتقم من الرسوم الدنماركية التي نشرت في صحف أوروبية، وقالت السلطات إن المهاجم مختل عقليا، لكن المسيحيين في شتى أنحاء مصر رفضوا هذه الرواية، قائلين إن السلطات تحاول التخفيف من الأمر، وتوفير المعاذير لمهاجمي الكنائس، وهي العمليات التي تكررت في أماكن شتى من البلاد منها الإسكندرية ذاتها العام الماضي .

وكان ثلاثة أشخاص قد قتلوا في الإسكندرية خلال اشتباكات مع الشرطة في تشرين أول (أكتوبر) أثناء احتجاجات نظمها مسلمون ضد مسرحية عرضتها كنيسة قيل حينئذ إنها معادية للإسلام .

وردد المشاركون في الجنازة التي شيعت يوم أمس هتافات تقول quot;نحن فداؤك ياصليبquot; وquot;بالروح بالدم نفديك ياصليبquot;، كما رفع المشيعون لافتات تقول quot;لماذا لا نستطيع العيش معا في سلامquot; و quot;لا للظلم ولا للاضطهادquot; و quot;أهلا بالشهادة في سبيل المسيحquot; .

ويمثل المسيحيون الأقباط ما بين سبعة إلى عشرة بالمئة من عدد سكان مصر البالغ 73 مليون نسمة، وقال الرئيس المصري حسني مبارك يوم أمس إنه سيتصدى بكل حزم لأي محاولات تستهدف الإضرار بالوحدة الوطنية .

لجنة برلمانية لتقصي حقائق أحداث الإسكندرية
هذاو قرر مجلس الشعب (البرلمان) المصري اليوم الأحد تشكيل لجنة تقصي حقائق حول حقيقة أحداث الاعتداء على عدد من الكنائس في مدينة الاسكندرية، على أن تكون هذه اللجنة برئاسة زينب رضوان وكيل البرلمان، لإعداد تقرير عنها لعرضه على البرلمان خلال شهر على الأكثر .

وأطلقت الشرطة المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع على حشود من المتظاهرين من مسلمين ومسيحيين كانوا يتراشقون بالحجارة في مدينة الإسكندرية في ثالث أيام نزاع طائفي أشعله مقتل مسيحي في اعتداء على كنيستين يوم الجمعة الماضي .

وتوفي مسلم يدعى مصطفى السيد مشعل (47 عاما) متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين وقعت في المدينة يوم السبت عقب تشييع جنازة مسيحي قتل في اعتداءات على كنائس في المدينة يوم الجمعة قالت الحكومة إن منفذها يعاني اضطراباً نفسياً، وهو ما رفضه المسيحيون قائلين إن أجهزة الأمن دأبت على وصف مرتكب كل حادث من هذا النوع بادعاء الجنون أو المرض النفسي .

وجاء قرار البرلمان المصري بتشكيل اللجنة بعد المناقشات التي جرت في جلسة المجلس اليوم حول هذه الأحداث، وتتشكل اللجنة من لجان الشئون الدينية والدفاع والأمن القومي وحقوق الانسان والإعلام والثقافة .

وقال مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية إن الحكومة تدين هذا العمل الإجرامي جملة وتفصيلاً، وأضاف أن هذا العدوان على دور العبادة لايمكن أن ينال من نسيج الوحدة الوطنية القائمة على روح التسامح التي تربط بين جميع أبناء الشعب المصري .

وأكد الوزير أنه ليس من صالح أحد التهويل أو التهوين من شأن ما حدث، معرباً عن ثقته من ان جهات التحقيق سوف تقف على اسبابه وابعاده ومن يقف وراءه وسيقفون امام القضاء لحسابهم لانه لا مجال للعب بوحدة الوطن وامنه واستقراره .

وأوضح شهاب ان كافة الوقائع المتعلقة بهذا العمل الاجرامي والاحداث المرتبطة به ومرتكبها وتداعيات العمل نفسه خاضعة للتحقيق من قبل النيابة العامة وما ستعلنه من حقائق واسباب ودوافع وما ستتخذه من اجراءات تتعهد الحكومة بعرض النتائج والحقائق على الشعب فور التوصل اليها .