البابا شنودة يعتكف وإحباط محاولة اقتحام كنيسة في القاهرة
مطالبات بسحب الملف القبطي من الأمن

نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما بدأ بطريرك الكنيسة القبطية (المصرية) البابا شنودة الثالث اعتكافاً داخل دير quot;الأنبا بيشويquot; في صحراء وادي النطرون، في طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوي، فقد أحبطت أجهزة الأمن محاولة اقتحام كنيسة كبرى في القاهرة، وقال مصدر أمني إن شخصاً مسلحاً بمدية وسلاح أبيض يدعى زكريا السيد زكريا حاول اقتحام الكنيسة، غير أن قوات الشرطة تصدت له وألقت القبض عليه، أثناء محاولته اقتحام كنيسة العذراء في شارع طومان باي في الزيتون شرق القاهرة ، وأحالته إلى النيابة التي قررت حبسه على ذمة التحقيق، وفرضت قوات الأمن حراسات مشددة على الكنائس في شتى أنحاء البلاد .

في غضون ذلك قدم عدد من المحامين المسلمين والأقباط عدة بلاغات إلى النائب العام، طالبوا فيها بتحقيقات موسعة في تلك الحوادث الطائفية، وشنوا هجوماً حاداً على أداء أجهزة الأمن في معالجة تلك الأحداث الطائفية، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين الأمنيين المقصرين في حماية الكنائس من الاعتداءات، بدءاً بوزير الداخلية ومدير أمن الإسكندرية، وانتهاء بطواقم الحراسات المكلفة حماية الكنائس التي طالها الاعتداء .

وأشار مصدر رفيع في الكنيسة القبطية إلى أن اعتكاف البابا شنودة لا صلة له بأحداث الإسكندرية الطائفية الأخيرة، بل هو بمناسبة أسبوع الآلام، لافتاً إلى أن هذا الاعتكاف من العادات التي دأب عليها البابا سنويا، حيث يعتكف بالدير لمدة أسبوع في مثل هذا الوقت من كل عام منذ عقود طويلة .

خطباء الجمعة
على صعيد متصل قدم عشرات من ممثلي الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوقيين بلاغاً للنائب العام، طالبوا فيه بسرعة التحقيق في الأحداث بكل شفافية، كما طالبوا بنقل ملف الأقباط من يد الأمن إلى المؤسسات السياسية المعنية، واعتماد المواطنة كأسلوب للتعامل مع كافة المصريين من دون تمييز كما يقضي بذلك الدستور .

أما محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري فقد طالب الأئمة في جميع مساجد مصر بأن يكون موضوع خطبة الجمعة القادمة عن الوحدة الوطنية في مصر والتأكيد على احترام كافة الاديان واحترام الاسلام لكافة الأديان السماوية .
وأكد وزير الاوقاف ضرورة أن تتناول الخطبة كيف ظل المسلمون والأقباط يعيشون معاً في مصر منذ مئات السنين كإخوة متحابين يعملون من أجل مصلحة الوطن ويدافعون عنه صفا واحداً، وأنه ينبغي على الدعاة أن يبينوا للمواطنين أن قيم الاسلام تتمثل في الرحمة والتسامح والتعايش الإيجابي بين كل البشر .

من جانبه قال ممدوح نخلة المحامي، ورئيس مركز quot;الكلمةquot; لحقوق الإنسان إن بقاء الملف القبطي تحت يد الأمن تترتب عليه نتائج سلبية،ولم يعد مقبولاً أن تظل اليد الطولى لكل شأن قبطي بيد أجهزة الأمن، وأصبح الحصول على موافقتها أكثر اهمية من الحصول على موافقة الجهات الحكومية الأخرى، فمثلاً على الرغم من صدور قرار جمهوري بتفويض السلطات المحلية في إصدار تصاريح ترميم الكنائس، لكن الأمر برمته لا يزال في عهدة أجهزة الأمن التي تملك الموافقة أو الرفض أو المماطلة .

من جهتها فرضت أجهزة وزارة الداخلية المصرية حراسات أمنية مكثفة على كل الكنائس في شتى أنحاء مصر لتأمين احتفالات المسيحيين الأقباط بالأعياد التي بدأت منذ أمس بيوم quot;أحد الشعانين''، وتمتد طوال الأسبوع المقبل، كما وسعت أجهزة البحث من دوائر الاشتباهات السياسية والجنائية .