متصالح مع نفسه ومع الجميع بمن فيهم العقيد
رحيل أحمد الصالحين الهوني مؤسس العرب اللندنية

نصر المجالي: تشيع العاصمة الليبية طرابلس الغرب اليوم جنازة الاستاذ أحمد الصالحين الهوني الإعلامي البارز ومصاحب صحيفة (العرب الدولية) التي كانت أول صحيفة عربية تصدر في العاصمة البريطانية. وتوفي الهوني (76 عاما) في تونس أمس الثلاثاء، وهو ظل في السنوات الأخيرة زائرا دائما لتونس التي تربطه برئيسها زين العابدين بن علي صداقة متينة. كما أن الراحل الهوني يحظى بصداقة غالبية الزعماء العرب بمن فيهم العقيد معمر القذافي الذي قاد العام 1969 انقلابا أطاح بالحكم الملكي السنوسي في ليبيا، وأثناء ذلك كان الراحل الهوني آخر وزير إعلام في ذلك العهد.

ورغم أن سياسيين ليبيين من الموالين للحكم الملكي أو من عملوا معه غادروا بلادهم ليشكلوا حركات معارضة في الخارج، إلا أن الراحل الكبير عاد إلى ليبيا متصالحا مع العهد الجمهوري الجديد. ولكنه لم يغادر لندن نهائيا بل ظلت العرب بيته الحقيقي بين صفحاتها وحبرها ومجموعات الصحافيين والإداريين والفنيين الذين كان يعتبرهم الهوني quot;اعز من أبنائهquot;.

وعمل في جريدة العرب منذ صدورها العام 1977 عشرات من الصحافيين العرب المحترفين الذين وجدوا في تلك الصحيفة ملاذا آمنا لهم، ومن بعد أن تركوا العمل في العرب صار لهم دورا القيادي في صحف بارزة من تلك التي صدرت بعد (العرب).

وهناك أربعة صحف يومية أخرى تصدر من العاصمة البريطانية هي (الشرق الأوسط) و(الحياة) و(القدس الدولية) و(الزمان)، فضلا عن العشرات من المطبوعات والمجلات الأخرى.

أخيرا، بهذه المناسبة الحزينة، تتقدم (إيلاف) باسم ناشرها عثمان العمير ومنسوبيها كافة بالعزاء الحار لآل الهوني كافة في المهجر أو داخل ليبيا، كما تتقدم بالعزاء الأليم للأسرة الصحافية العربية التي كان الراحل الهوني يعتز بالانتماء لها على الدوام.